[ناصرالكاتب]

بسم الله الرحمن الرحيم

[align=right]حدّثني قريبٌ لي عن حوارٍ دارَ بينه وبين آخر حول القول فيمن يسمَّون بـ«الإرهابيين»؛
وكان مما دار: أنْ تنازعوا في «حادثة الرس» ومن سبق الآخر في إطلاق النار أأهلُ الإرهابِ، أم رجال الأمن؟

ودعاني ما سمعتُه من قريبي إلى التذكير بقضية تغيب عن كثير من الأذهان، وهي انصراف بعضُ المتناقشين في مثل هذه المسائل الخطيرة إلى تحليل الأحداث، والمراء في حقيقة ما وقع، ثم جعل هذه الوقائع دليلاً على (حكمٍ شرعي)، وقد يتفرّع عن ذلك (اعتقادٌ) أو (سلوك). وهذا كله ناشئ عن خلل في الاستدلال الشرعي؛ إذ أن (الحكم الشرعيّ) لا يُبَتُّ فيه إلا باستدلال شرعي.

وليس لجورِ قومٍ، أو عدلِ آخرين..

ولا لانتصار مجادل، و انهزام آخر..

ولا لتحقق حدوث حادثة، أو تحقق عدم حدوثها أثرٌ حاكمٌ في حقيقة مسألةٍ شرعية؛ إلا عند أهل الجهل والغواية.

فأهلُ الجهل والغواية هم من يحكّم الواقعَ في الشرع، أما طلاّبُ النجاة –بحق- فهم مع النص الشرعي يدورون حيثُ دار.

فيا من أتبعتم أنفسَكم في النقاش!
احصروا المسائل الشرعيّةَ التي اختلفتُم فيها، ويرى كلٌّ منكم ضلال صاحبه بسبب انحرافه فيها؛ فاذهبوا إلى أهل الذكر، أو كتبِهم فانظروا في أقوالهم المفسّرة لكتاب الله وسنة رسوله والمستندة إليهما، كي تفقهوا ما كنتُم تجهلون.[/CENTER]