[الهُمــام]

الدنيا مجبولة على الكدَر, ونغص العيش, وقد أقسم سبحانه في سورة البلد على هذا, فقال –جل شأنه-: (لقد خلقنا الإنسان في كَبَد)!
ستظل ما دمتَ داخلا تحت صنف الإنسانية, معرَّضاً للكَبَد, وإن مرّت بحياتك أحايِينٌ من السعادة !

في هذه الحال-حال الضيق والتعاسة-التي تمر بالمرء ثقيلة, ملأى بالحزن, كلٌ يسلك مسلكه في تبديده وخلاصه..
فمن مُشغل له بمشاغل جسديةٍ باهتةٍ يظن بفعلها زوال همّه وانقضاء حزنه!
وآخر بملاهٍ روحية لن تحطّ به في مراتع الهناء؛ لتنَكُّبِها الطريق الذي اختطّه الله لعباده حال حزنهم, كي يخطُوْ فيه, فيُخِفُّوا مآسيهم و آلامهم..

تأملّ قول الحقِّ تبارك وتعالى : (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) أول فزعهم ومصيبتهم يلوذون بألسنتهم إليه, ويحتَمُون بدعائهم وضراعتهم له..
أيضاً تفكّر في قوله سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة) فالصبر أُسُّهُ القلب, مستودع الآلام ومحل الأحزان ومَجْمع المصائب, والنواة الحقيقية التي تحمل كل أنّاتك وآهاتك.. !
ثم ذكر الصلاة والتي بها تجتمع أنواع العبادة الثلاثة: القلب واللسان والجوارح؛ تلك محطة المسافرين, وأنيس الغادين والرائحين, وفيها الملاذ والملجأ من وطأة الدهر وابتلائه, و الهروب من أحزانه وأكداره..
وكذا كان حال نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد –صلى الله عليه وسلم- حيث يقول: (قم يا بلال فأرحنا بالصلاة!)

لك بعد هذا أن تختار عند بلائك, أحبّ الطُرق إليك !!


اللهم خفّف مصائبنا, وأعنّا على احتمالها, ولا تحرمنا أجر الصبر عليها
آمين..