حجاًمبرورا وسعياًمشكوراًيا سمو ولي العهد الأمين
تأتي الزيارة الحالية للأمير عبد الله لأمريكا بعد سلسلة من التنازلات الهائلة للحكومة الأمريكية بعد 11 سبتمبر قدمتها الحكومة السعودية والأمير عبد الله شخصيا.
بادر الأمير عبد الله بعد أحداث سبتمبر بإعطاء أوامره بضخ كمية هائلة من النفط مجانا، ثم أتبعه بأمر آخر بضخ نصف مليون برميل يوميا لأمريكا بقيمة مخفضة. بعد ذلك قطعت الحكومة السعودية علاقاتها مع طالبان وضغطت على الباكستان للوقوف وبقوة مع أمريكا وتعهدت بدفع تعويض عن أي خسارة تخسرها باكستان. كما تعهدت المملكة بدفع تكاليف عمليات البخشيش وشراء القبائل في أفغانستان. وفي نفس الوقت سخرت المملكة رموزها الدينية الرسمية متمثلة في الشيخ اللحيدان والمفتي لخدمة وجهة النظر الأمريكية. بعد ذلك فتح الأمير عبد الله قاعدة الأمير سلطان والموانيء السعودية والأجواء السعودية لتوفير الدعم اللوجستي للقوات الأمريكية لضرب أفغانستان.
ثم رحب الأمير عبد الله بوفد الإف بي آي ووفد مراجعة المناهج الدراسة ووفد التدقيق في حسابات مؤسسة النقد، وحصلت كل هذه الوفود على مرادها. بعد ذلك تحرك الأمير عبد الله شخصيا في حملة إعلامية للحديث مع الإعلام الأمريكي، وحرص أن يثبت حبه لأمريكا ورضا كل الرؤساء الأمريكان عنه ومتانة العلاقة مع أميركا، كما حرص على أن يثبت أن عدو أمريكا هو عدو للمملكة ولم يتورع عن وصف بن لادن بالشاذ ومهرب المخدرات إرضاء للأمريكان. وأخيرا أقدم الأمير عبد الله على أكبر انحدار له وهو تبنيه وبقوة وحماس واندفاع مبادرة أخوة اليهود المحتلين وإصراره عليها حتى بعد مجازر شارون. ثم تكليفه بندر بن سلطان وسعود الفيصل أن يصرحوا باعتبار العمليات الاستشهادية إرهابا وتحميل عرفات جزءا من المسؤولية. ثم تتكرر التصريحات والتأكيدات بأن المملكة لن تستخدم سلاح النفط، بل تذهب المملكة لحد توفير الضمان لأمريكا أنها ستعوض عن أي نقص في النفط بسبب قطع العراق لإمدادات أمريكا.
والآن يأتي الأمير عبد الله لأميركا فماذا عساه أن يفعل؟ سيتناقش الطرفان حول بن لادن بكل أريحية بصفته عدوا مشتركا وسوف يقرّان كل ما أعد للاتفاق من تفاهم حوله. سيتناقش الطرفان حول العراق وسيصر الأمير عبد الله على رفض إزاحة النظام العراقي حتى لا تكون إزاحته مبررا لرفع الحصار، لأن الحصار من أهم أسباب منع انهيار أسعار النفط، وإذا رفع الحصار تدفق النفط العراقي وانهارت أسعار النفط ومن ثم ينهار الاقتصاد السعودي وينهار معه النظام. والأمريكان متفهمين لهذا التخوف لكنهم يريدون تغيير النظام في العراق كوسيلة ضغط جديدة على النظام السعودي تزيد من عبوديته لهم. لكن الأمير عبد الله سوف يتعهد لبوش بضمان تدفق النفط بكمية تضمن أسعارا تتراوح بين ما يرضي المستهلك الأمريكي وما يرضي شركات النفط الأمريكية وبذلك يضمن بقاء حصة المملكة من النفط. أما صفقات السلاح فسيعطي الأمير عبد الله تعهدا للأمريكان أن تستمر بنفس المستوى وبنفس الالتزامات. وقطعا سيتحدث الطرفان عن فلسطين ولا شك إن الامير عبد الله سيعتب على بوش أنه أحرجه بدعمه غير المحدود لشارون، لكن الطرفين سيتفقان في نهاية المطاف على ضرورة إيجاد حل سلمي مع شيء من ثناء المجاملة على على "العناصر الإيجابية" في المبادرة السعودية، يقصد بذلك التطبيع.
والحقيقة أن الأمير عبد الله لا يستوعب كل ذلك ولهذا ستكون كل المسائل قد رتبت من قبل الأمير بندر بن سلطان وممثل الكنيست في المملكة عادل الجبير وستكون مهمة الأمير عبد الله مجرد لقاء مجاملة وتوقيع
منقول........
|