[بريدة و بس]

إخوتي وأ خواتي في الله.........

هذا الموضوع ليس من باب الفضول , وزيادة الكلام .... بل هو والله مشكلة نعاني منها في تقييم الآخرين ....... مما أثر على دعوتنا للغير ......

لأننا .... دائما نقدم سوء الظن بالآخرين ..... وكأنه هو المنهج الصحيح ......

بل بعضنا تهاون في هذا الأمر وأخذ يطلق العنان للسانه في الخوض في أعراض المسلمين والمسلمات حتى يصل به الأمر _ في بعض الأحيان –إلى إخراجهم من الدين ...... ووصفهم بالنفاق ...... مع أن هذا الوصف لا يتجرأ عليه كبار العلماء فضلا عن عامة الناس ودهمائهم

وذلك راجع الى قلة الفقه في الدين .... وقلة الورع.... وضعف التربية الاسلامية .........

والمشكلة تكمن في النظرة الضيقة للآخرين فمجرد أننا نلاحظ أي خطأ أو تقصير على أي شخص فإننا نصنفه تصنيفاً سيئاً مما يفقد ثقته بنا ...... وبالتالي عدم قبول دعوتنا.......

مع أننا لو نظرنا إلى هذا الشخص نظرة متكاملة لوجدنا أن هذه السيئة مغمورة في بحر حسناته ........ والتي ربما ليست ظاهرة عليه ...... ولكننا تربينا على إساءة الظن بأهل المعاصي والتقصير ....... والحقيقة أن هذا الميزان وهذا التقييم يقابله تقييم آخر ....... من نوع آخر....... فعندما نرى من ظاهره الصلاح أحسنا فيه الظن – وهو الواجب _ لأنه ليس لنا إلا الظاهر ولكن يجب أن يكون الميزان متكافئاً...........؟؟؟؟
ولعل المثال يوضح المقال .../

عندما يرى البعض منا شخصا حالقاً للحيته فأول ما يتبادر إليه سوء الظن به ...... لأن عليه مظهر مخالف.......
لكن لو تأملت حياة هذا الرجل لوجدته محافظا على صلاة الفجر بل ومن السابقين إليها ..... أو لوجدته من المسارعين في الصدقة وبذل المال للفقراء بدون تردد ...... أو لوجدته باراً بوالديه براً عجيباً ..... وهلم جرا ....... وبالمقابل ترى شخصا ملتحياً لم يأخذ منها شعرةً واحدةً .....؟؟؟؟. لكنه لا يصلي الفجر في المسجد إلا يوماً أو يومين في الأسبوع...؟؟؟؟!!
أو تجده يتهاون في أكل الحرام ....؟؟ أو تجده عاقاً لوالديه .......؟؟ أو تجده دائماً مغتاباً ...... نماماً......؟؟
أيها الأخوة والأخوات / صارحوني ......اصدقوني....

أيها أعظم عند الله حلق اللحية أم ترك الصلاة مع الجماعة تهاونا وكسلا ...... ؟؟؟أو حلق اللحية ..... أم أكل الحرام والغش في المعاملات؟؟؟؟ أو حلق اللحية ..... أم عقوق الوالدين ....؟؟
في إحدى الجمع ذهبت لصلاة الجمعة وكان بجانبي رجل حليق اللحية وتعجبت من حسن صلاته وطمأنينته فيها ولم يزل يتنفل حتى دخل الخطيب ......... بمنظر لو رأيتموه لفصلتموه على أحد طلبة العلم ثم أقول في نفسي ...... أين الشباب الملتزم الذي لا يأتي إلى الجمعة إلا قبل دقائق من دخول الخطيب وينقر الصلاة كنقر الغراب فهل المسألة في المظاهر والأشكال أم هي في القلوب والضمائر ....؟؟

وكذا الحال ....تلك الفتاة التي ربما غفلت عن هدفها في الحياة وتاهت في عالم الموضة......أو حب الفن ....أو الرياضة...أو....أو....فلربما أن لديها أعمالاً صالحةً لا يعلم منزلتها إلا الله....فلم نخسرها...؟؟؟.ونبتعد عنها ونصفها بالتمرد والانفتاح....؟؟؟؟ .....فتجد الدعوة لها من قبل( بعض) الداعيات بالتوبيخ والزجر والإنكار الغليظ وينسين الدعوة باللين والإقناع...؟؟؟ أيضاً لأننا تربينا على سوء الظن بالآخرين......
إخوتي وأخواتي ...... إن هذه النظرة الخاطئة جعلتنا نخسر بعض فئات المجتمع ..... بسوء الظن وبسوء المعاملة معهم... بل وأكسبتنا الغرور بأنفسنا ..... وازدراء الآخرين ......؟؟ لأننا نحن الأكمل ... وغيرنا الأنقص .... ومن هنا قلت البركة في الدعوة والعمل عند بعض الملتزمين....والملتزمات....
تنبيهات***
· أنا لا أعترض على كمال المظهر والمخبر فلا شك هو مطلب نبوي فمن أكمل مظهره وأتم مخبره فهذا هو الكمال ...... في الالتزام.
· الكلام في الرجال نفسه الكلام في النساء بين النساء...
· فلنحسن الظن بالآخرين ولو كانوا مقصرين ظاهرياً فالبواطن عند الذي يعلم السر وأخفى...
· حديث شريف (( إن الله لاينظر إلى صوركم ولا إلى أشكالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم..))

ــــ هذا جهد من عندي أصيب فيه وأخطيء فمن وجد خطأً فليرده علي وليوجهني للصواب جزاه الله خيراً....ــــــــــــ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته......... بريدة و بس.الأحد..15/2/1423