[المدمدم]

نعم تشتكي لكن إلى من تبث شكايتها إلى الذي خلقها وفضلها أم إلى علماء أغفلوها حتى استخف بها وهان أمرها أم إلى أناسٍ مرغوا شرفها وأهانوا كرامتها وأذلوا عزتها ومرغوا أنفها في أماكن لايليق بشرفها فألقوها مع المخلفات ، إنها سنة محمد صلى الله عليه وسلم إنها اللحية . كانت له لحية زانت وجهه ، وأنارت جبينه ، إذا رأيته زادت هيبته في صدري ، وارتفع قدره في نفسي ، كانت القلوب تهفوا لأمثاله وتتمنى الاقتداء به والسير على منهاجه ، كنت ألقاه بين الفينة والأخرى فألقي عليه تحية إجلالٍ وتقدير ، ذات يوم لقيته ليتني لم ألقاه لقد تغيرت تلك الملامح الجميله والصفات الحميدة ولقد زال ذاك النور وذاك الجمال ولقد اندثرت تلك المعالم البراقة لقد خفف لحيته ، سبحان الله ، سبحان مقلب القلوب الأبصار اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، لقد أشعل النار في قلبي ، وأثار مكامن الغيرة في فؤادي ، وأجج الأحزان في صدري ، لقد أسقط قدره من عيني ، وأذهب هيبته من قلبي ، سألت نفسي والأسى يعصر قلبي أهذا الذي كنت أرى القدوة فيه ، أهذا الذي كنت أضرب به الأمثال ، أهذا الذي كنت أخفض رأسي حينما ألقا هيبة وإجلالاً ، أهذا الذي كانت تنكسر عيني حينما أراه أحتقاراً لنفسي ، أهذا الذي كنت أرى فيه هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أهو هوصاحب تلك اللحية التي أنارت قسمات وجهه ، فسألت نفسي لما ؟ وكيف ؟ أهو شكٌ بموعود الله وثوابه ، أم أنه عدم اقتناع بهذه السنة ، أم أنها التبعية العمياء ، أم أنها اهتزاز في الشخصية والذوبان في المجتمع ، أم أنها إغراءات المجتمع وتزيين شياطين الإنس والجن ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، لك الله يا زينة الرجال ، لك الله ياتاج العقّال ، لك الله يا سنة المختار ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبدالك أمرت وأنا أول المسلمين ) .