[الجدار العازل]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلاة وسلاماً على من أصطفاه محمد عليه أفضل صلاة وأتم تسليم ..

مدخل

اقتباس الله يلعن القاعدة وكل من يدعمهم ويعيث ببلدنا الدمار

أقرأ لكثيرين يقفون موقفاً سلبياً تجاه القاعدة .. إما بسبب أشخاصها أو بسبب منهجها الذي يتخذ الإرهاب كوسيلة لحل مشكلة سياسية .. ومن حقهم علي أن أحترم وجهة نظرهم رغم ما فيها من قسوة أحياناً .. لكن أن يصل الأمر لحد اللعن فهذا هو الغير معقول ..
فقد أنكر _صلى الله عليه وسلم_ على الذي يلعن الرجل الذي كان يشرب الخمر ثم يؤتى به ليجلد الحد، فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "لا تلعنه، إنه يحب الله ورسوله".

مكمن المشكلة

إن المشكلة تكمن في أننا ننتظر كل شيء أن يكون صحيحاً وبمجرد أن نرى خطأً ولو بسيطاً فإننا نهدم كل ما كان صحيحاً ونبني وجهة نظرنا على هذا الخطأ ..
نسينا أن تنظيم القاعدة هو من طرد المحتل الروسي -وإن لم يكن آنذاك بمسماه تنظيم القاعدة- نسينا أنه هو من قاوم الإحتلال الأمريكي في أفغانستان .. نسينا أنه هو من يقاوم المحتل الأمريكي في العراق .. نسينا أنه هو أول من قال لا في وجه المحتل .. تبعته عدة دول كالصين وكوريا وفنزويلا وكوبا وغيرها .. نسينا أنه أرعب القوة العظمى في عقر دارها ..
نسينا كل هذا وتذكرنا فقط التفجيرات الحاصلة هنا .. أوليس هذا من الإجحاف ..

المستفيد الأول

لا شك أن المستفيد الأول من هذه الحرب الشعواء ضد تنظيم القاعدة هو العدو الأول لتنظيم القاعدة (أمريكا الصليبية) ..
أوليس الأجدر بنا أن نقف صفاً واحداً ويداً واحدة ضد الإرهاب الأمريكي قبل أن نقف ضد إرهاب القاعدة المزعوم ..
أوليس من العيب أن نقف مع أمريكا ضد إخواننا المجاهدين وإن هم أخطأوا ..
أوليس الصديق رضي الله عنه كان يراهن قريشاً بشيء من الإبل إن انتصرت الروم على فارس .. لأن الروم النصرانية أقرب إلى الحق من فارس المجوسية ..
إن أقل القليل أن نسكت .. حتى لا نضحك الأعداء علينا ..

هل يستحقون هذا التشنيع

رغم مايحصل في هذه البلاد من تفجيرات وقتل وترويع لمن يسمون بالـ(مستأمنين) إلا أن هذا ليس كافياً لأن ينبذ هؤلاء ويطاردون ويقتلون و(يلعنون) أحياناً ..
فهم سلكوا طريقاً رأوا أنه هو الحق .. استقوا آراءهم من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .. قد يكونون فهموا من الآيات والأحاديث غير مرادها .. ولكن هذا ليس ذنبهم .. ذنب من وقف لهم بالمرصاد ومنع الإقتراب منهم أو التكلم معهم حتى صار الناس يفرون منهم فرارهم من المجذوم ..
أصبح واحدهم بين خيارين لا ثالث لهما .. إما الموت أو الموت .. يواجهه الحق العام والحق الخاص والإضرار بالبنى التحتية و...و...و...حتى يظن أن لا مفر إلا المواجهة بالسلاح .. فيحصل مايحصل ومعظم السبب وللأسف هو الدولة ..

الأبطال في الأمم الأخرى

لو قدر لك أن تذهب إلى إحدى دول أمريكا اللاتينية إما الأرجنتين أو كوبا أوغيرها .. فلك أن تسأل عمن يكون -غيفارا-
بالطبع ستجد الإجابة سريعاً ..غيفارا بطل حفر اسمه في صفحات التاريخ قاوم الرأسمالية بكل مايملك ..انتصر للفقر ضد الجشع والظلم وحب الذات .. ومات لأجل أن يحيا مبدأه الذي سار عليه ..
ولو قدر لك أن تذهب لأمريكا الشمالية فاسأل أي أسود هناك عمن يكون مالكوم إكس أو مارتن لوثر كنج ..
لن تتنظر طويلاً حتى تسمع الإجابة المتفق عليها .. أنهما من أبطال أمريكا وعظمائها بسببهما تلاشت معظم العنصرية .. ردا للملونين شيئاً من كرامتهم التي اغتصبها البيض على مدى عشرات السنين ..
ولو قدر لك أن تذهب للسنغال فلك أن تسأل : ماذا يعني لكم ليوبولد سنجور..
لن يتردد أحدهم بالقول .. بأنه المنظر الأول للزنجية والوفي المخلص الذي مات ليحيا الزنوج .. ظل يدافع وينافح عن أفريقيا وعن الأسود بشكل عام حتى رحيله ..
إن شعوباً كهذه هي من تستحق أن يولد لها أبطالاً يدافعون عن عقائدهم ومبادئهم وأعراقهم ..يقفون في وجه الطغيان والظلم ..
هي من تستحق أن يموت من أجلها الإنسان ..

ولكن لو قدر لك أن تسأل أي عربي أو مسلم عن أسامة بن لادن .. لكان الجواب ماترى لا ماتسمع .. خذوه فغلوه .. وأقرب سجن حطوه .
يالهذه الأمة المتخلفة تصرخ بأعلى صوتها تستنجد وتستغيث .. ثم ما أن يأتي مخلص ليخلصها وينقذها حتى تلفظه وتمقته ..
إنها والله لا تستحق إلا أن ترزح تحت أرجل المحتل ..حتى يأتي الله بقوم يحبون الموت على الذل فينصرهم الله ويعيد إليهم سيادة الدنيا .. بعد أن سلبت منهم سنين وسنين ..


الجدار العازل