[الحياة مدرسة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ظلت في حال انتظاره على أمل عودته, حتى سئمت الانتظار....ومرت السنين وقد أغرقتها في حزنها وحيرتها, فاتخذت من الدمع ونيساً لها حتى ملّ الدمع وجنتاها , وفارقت البسمة شفتاها بعد أن صارت الآهات و الأنين نغمها ,و الآلام تمزق قلبها وضلوعها حتى عبث الحزن بريشته على وجهها.

وكم من ربيع حلّ ومرّ وحالها لم يتغير, فكيف لحسرة تكوي قلبها أن تنسيها ابنها !!!!
فكيف تنسى اختفاء بكرها الذي كان في مقتبل عمره!! وكيف تنسى اللحظة التي جاءها ليقبل رأسها مستأذناً إياها للذهاب في رحلة مع رفاقه
رحلةٌ وأي رحلة!!!!!!

رحلة قُطِعت بعدها أخباره عنها ولم يرجع ,انتظرته أياماً وليالي ولم يعد, فلم تيأس ولم تملّ البحث عنه في المستشفيات ومراكز الشرطة والسجون بل حتى المطارات, وأول من بدأت بهم رفاقه ,, ولكن للأسف أي رفاق ستسألهم عن خبر ابنها ,,,فهي تجهل من رافقه في رحلته,,, أكانوا رفاق دراسته أو الحي أو غيره؟؟؟؟؟؟ بل حتى أسماؤهم لا تعرفها .

بحثت عنه ولكن دون جدوى ...

وتمرّ السنين وهي على حالها , بل تمرّ وتكويها بالأسئلة المحيرة التي تتزاحم في ذهنها .
أمازال ابنها حيّ يرزق أم أنه صار في عداد الموتى؟؟؟
وهل أصاب رفاقه ما أصابه أم أنهم غدروا به وأخفوه ؟؟؟؟؟

فما أمرّ انسدال الليل ووقوف الضجيج كلما تسامرت مع صوره تتأملها وقد تقاطرت دموعها , وما أشد إيلام تلك التناهيد التي تتنهدها كلما ذكرته:
(ليته مات قدامي , ولا اختفى) .

همسة: قصة واقعية حدثت قبل حوالي عشرين عاماً سمعتها أمي شخصيّا من أم المفقود.

عذراً لسوء لغتي في القصة,لأني لا أجيد كتابة القصص, ولكنها أثرت بي

وأحببت نقلها إليكم, لعلّ وليّ أمر ان يتّعظ .