|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
05-07-2005, 03:42 PM | #1 |
كاتب متميز
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 320
|
عزيزي المتصفح :::. سوء الفهم آفة .:::
بسم الله الرحمن الرحيم سوء الفهم آفة (1/2) الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ... إن مما بلي به بعض الناس سوء الفهم وهذا متمثل في أمور كثيرة كالأمور الشرعية والاجتماعية وغير ذلك ، وهذا الموضوع الذي أنا بصدد الحديث عنه كثيرة محاوره بعيدة أطرافه يحتاج لملمة الأفكار ، وهذا مما لا يتأتى إلا بمزيد جهد ووقت ، وحسبي أن أعرج على جزئية أو محور من محاور هذا الموضوع ، فحديثي إليكم حول ( سوء الفهم في المسائل الشرعية ) إن المتأمل في أفهام الناس ليجد البون الشاسع كما بين المشرق والمغرب ، وهذا مما لا يُختلف عليه ، فالله عز وجل خلق الخلق وأودع في كل مخلوق ودائع تتمايز عن بعضها ، ومن هنا جاء الحديث مبسطاً ليعيه كل من يطلع عليه . إن هناك خللاً في فهم عدد من الناس ، وأراه بازدياد وللأسف الشديد ، ولعل أحد مظاهره ( عدم أو قلة فقه المصطلحات الشرعية ) إن صح التعبير ، أو قل إن شئت ( عدم أو قلة فهم المسائل الشرعية فهماً صحيحاً ) فلا مشاحة في الاصطلاح كما يقال . لعل الملاحظ في تعامل بعض الناس مع المسائل الشرعية أنه تعامل لا شعوري ، بمعنى أنه ينزل الفتوى على ما يتصور ، ولست أتحدث هنا على من يتقصد ذلك ، وإنما أعني من يتعامل معها عن حسن قصد . إشكالية كثير من الناس في هذا الزمن تكمن في تنزيل الفتوى على الواقع ، ولعلي أذكر بعض الأمثلة على ذلك حتى يتضح المقصود . حينما يطرح موضوع في المنتديات ، مثلاً عن حكم سماع الغناء أو الأناشيد أو الدف وتنقل النصوص الكثيرة والتي يطول الموضوع من أجلها ، تجد في المحصلة النهائية أن هناك خللاً في المفاهيم ، لماذا ؟!! إن المتأمل في تلك الحالة التي ذكرتها ليشعر أن من يبحث عن حكم شرعي في مسألة من المسائل ، قد خيم على عقله عدداً من التصورات وهي التي تحدد موقع الخلل في التعامل مع الفتوى . أخي القارئ الكريم خذ على سبيل المثال ، مسألة ( الطرح الموجود في بعض المنتديات حول حكم الغناء ) فللأسف إن البعض يعاني من مشكلة ( عدم أو قلة فقه المصطلحات ) فتجد البعض يسرع الخطا نحو أحد الكتب ، ويفتح إحدى الصفحات فيجد قولاً للأحناف أو للغزالي في إباحة الغناء ، ثم يُحضره ويقول : هاكم هذا القول ، ويتولى كبر نشر هذا الحكم ، وهنا تجد المطلعين في الغالب هم من العامة الذين لا يفقهون في نصوص الشريعة شيئاً يذكر ، فيخيم على عقول البعض إباحة الغناء ، نعم أباحوا الغناء ، لكن ما هو الغناء الذي أباحوه ، هل هو المعروف اليوم عندنا والمصحوب بآلة عزف أم ماذا ؟!! أم أنهم كانوا يصطلحون على تسمية الحداء ( بهذا الاصطلاح ) . دعوة لك أخي القارئ لتقلع عن السماع إن كنت ممن ابتلي به ، فقد قال ابن القيم رحمه الله - في مسألة السماع - : ( لا يتوقف في تحريمه من شمً رائحة العلم ) أعود إلى الحديث فأقول : المسائل التي يقوم بعض الناس بتنزيلها بطريقة خاطئة كثيرة ، ولست في مجال الحصر ، وإنما في مجال البيان لهذه المشكلة ، فلعلي أقطع على وتر في ذكر أمثلة توضح ذلك . مسألة الدف في إعلان النكاح : فعندما نقرأ الفتوى بإباحته في إعلان النكاح ؟ فهل الأشرطة المسجلة مثلاً والمكتوب عليها بالدف هي دف فقط حقيقة أم أنها مجهولة الحال ولا يطمئن القلب عند سماعها خشية إلتباسها ؟ وهل من سجلها مأمون الجانب في عدم تلبيسه شيئاً عليها ؟ وهل أصوات النساء الخارجة من مقر إعلان النكاح أمر لا بأس به ؟ وأسئلة كثيرة تتابع حول هذه المسألة ؟ فبمجرد سماع الإباحة في هذه المسألة يشهر عليك السلاح حينما تتحدث عن تلك الملاحظات ؟ ويقال لك : دع عنك التشدد والتزمت! فهل حلية الدف تبيح كل ذلك! مسألة الزواج بنية الطلاق : هذه المسألة هي حديث بعض مجالس الشباب ، ومحل اهتمامهم ، وهذه المسألة رأي الجمهور فيها الجواز ، وهناك أقوال أخرى بالمنع ولكل أدلته ، لكن الإشكال في الفهم السقيم لهذه المسألة ، فتجد من يعد العدة وينتظر العطلة ليذهب إلى إحدى الدول ليتزوج وهو واثق من نفسه ، فلئن جاءه أحد ينصحه ، لينصبنَّ حائط الصد ( فتوى الجواز ) ولكن ... حينما يتزوج فهل سيطبق الفتوى بحذافيرها ؟ ، فالجمهور حينما جوزوا ذلك ، إنما أرادوا من يذهب لطلب العلم ، أو طريداً تطارده الحكومات ، أو ذهب للتجارة مثلاً ولا يعلم متى يرجع ؟ أو متى يستقر ؟ فهل المرأة لا تعلم أنه سيطلقها ؟ بمعنى أن الزواج من طرف واحد ، وهذا لا يحصل في الغالب فأصبح شبيهاً بنكاح المتعة المحرم الذي تفعله الرافضة ! ، وهل المرأة عفيفة أم أنها عاشرت في شهر أكثر من رجل ؟ وهل يتعامل معها بأحكام الزوجة ؟ كالنفقة والغيرة والإرث إن مات وغير ذلك ؟ وهل كان خروجه لطلب العلم أو التجارة أو ما شابههما أم أنه أعد العدة وانتظر العطلة للذهاب ! فهل هذه هي الصورة هي التي جوزها الجمهور وأرادوها ؟ أم أنه الفهم القاصر للفتوى ؟ والمسائل في ذلك كثيرة كاللحية مثلاً وغيرها ، ولكني كما أشرت لست في مجال الحصر . وختاماً أود التركيز على نقطة معينة : وهي مسألة الفهم الخاطىء ، فإذا فهم المرء خطأ عمل خطأ ودافع عن خطأ ، بحجة أنه قد صحب الدليل الذي لا يصرفه صارف ، واعتمد على فتوى بالجواز أوالحرمة دون الاستناد على مفهوم واضح لما تتضمنه الفتوى . وليتذكر بعض الإخوة الذين يحرمون لأجل عدم الرغبة أو العادة التي تربى عليها ، أنه لا يُخالف إذا لم يكن له رغبة في استخدامه ، أما أن يحرم شيئاً لم يحرمه الله على عباده فهذا مما لا يرتضى، وليتذكر أنه كما يُتورع في التحليل فكذلك الورع في التحريم . قال سبحانه وتعالى( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم ) تذكر أن سوء الفهم آفة أخوكم مؤمن آل فرعون
آخر من قام بالتعديل مؤمن آل فرعون; بتاريخ 05-07-2005 الساعة 03:56 PM. |
الإشارات المرجعية |
|
|