[ابن الإسلام]

بسم الله الرحمن الرحيم

مهند طفل ذكي ووسيم عاش في أول طفولته بين والديه لقد كان بمثابة الولد المدلل وكيف لا
وهو وحيدهم . لقد كان أقرانه يغبطونه على ما يرون به من نعمه كان أبو مهند يعمل في وضيفة
عالية . وكانت أمه تعمل مديرة مدرسه . فالمال لدى مهند سهل المنال فهو يعيش في سعادة وهناء . مرت الأيام عليه كلها صفاء لم يكدرها شئ إلى أنه وحيد ليس له أخوة كان يتمنى لو
أنجبت أمه أخا يلعب معه . كان هذا أقصى ميتمناه مهند مرت الأيام تتبعها الأيام وبدا الكدر
وضيق يعانق قلبه الصغير لقد لحض مهند على والده تغيرا جذريا فهو ليراه إلى نادرا . نعم
لقد وقع والد مهند في شباك المخدرات فصل عن عمله بدأت الديون تكثر عليه وكان يجبر
زوجته أن تعطيه المال لكي يشتري بها مخدرات بدأت زوجته تناصحه وإخوته كذالك .
كم كان مهند يتمنى أن تعود له الحياة كما كانت لكن هيهات هيهات بل بدأت تزداد وتزداد في
يوم من الأيام وكان يوم لاينسى عند مهند ولا أعمامه وأخواله . حيث دخل والد مهند
ذات مره بيته وهو سكران كعادته فطلب من زوجته أن تعطيه مال فقالت له ليس عندي شئ
فهددها بطلاق بدأت تناصحه وتبكي عنده لعله يرحمها لكن لا شعوريا وهو في حاله سكر
قام فضربها ثم قتلها . لقد كان هذا المشهد بمثابة الفلم المرعب لدى مهند وهو يرى أمه تتضرج بدمائها جلس بجانبها وهو يبكي بحرقة لقد أصبح يتم الأم فلم أفاق والده من السكر . ونظر إلى زوجته وهي قتيلة لم يتمالك نفسه ولى هاربا وترك طفلها يبكي أمامها . سمع أحد
الجيران صوت بكاء مهند دخل البيت فلما رأى الدماء ومهند قد أغمي عليه من كثرت البكاء .
بلغ الشرطة ثم نقل مهند إلى المستشفى وبعد أن عثروا على الجاني وأحيل إلى السجن . خرج
مهند من المستشفى وذهب عن عمه الذي أصبح يكره بسب فعل والده فلقد أصبح يتيم الأبوين
فتم الحكم القصاص على والده . وهو لا يعلم . كان الله في عون مهند .فلقد توقع أنه عند
عمه سينسى مصابه في والديه . لكن لقد حصل له مالم يكن في الحسبان . بدأ عمه يضربه وقهره ويعيره في والده وقول له أبوك حطم سمعتنا وسبب لنا المشاكل . كم كانت جدة مهند
تناصح أبنها وتذكره بمعروف والد مهند عليه .وتقول له ماذنب مهند لكن العم أستمر في عتوه
وتكبره تجاه هذا اليتيم فلقد أذقه أنواع الذل والحرمان وفي يوم من الأيام هرب مهند من بيته
متوجها نحو خاله لعله يجد بعض من الحنان عنده لكن الخال لم يكن بأقل من العم فإذا كان
العم قد فعل بأبن أخيه مافعل فكيف بالخال وأخته هي القتيله . لكن سؤال يطرح نفسه ؟
ماذا جنى مهند حتى يعاقب في جرم أبيه . لقد نال مهند من عمه ألوان العذاب . يجوع ولا
أحد ينظر إليه يمرض ولا أحد يعطف عليه أصبح بين أهله وكأنه هو المجرم لا عم ولا خال
مرت الأيام تتبعها ومهند تزداد حاله سواء . في يوم من الايام وكان يوم لم يشهد مهند مثله
ولن يشهد مثله . دخل العم فوجد مهند جالسا يبكي من الم ألم به فسأله العم مابك ؟ أيها المدلل
فلم يستطع أن يتكلم من المرض الذي به فقام العم ونهال عليه ضربا وهو يبكي وستجير ويسترحم , فلم يجد أحد يساعده ثم طرده من البيت قائلا لا أرك أمامي بعد اليوم

خرج مهند من البيت يجر خطاه لا يدري أين يذهب في هذا الليل البهيم جلس عند محل مواد
غذائيه يبكي بكاء اليتيم المظلوم ويإن أنين العليل خرج أحد المحسنين من المحل فوجد هذا
الغلام بيكي رق له قلب الرجل وسأله عن أسمه أجاب مهند بصوت يتقطع من الألم .
أسمي : مهند فسأله أين أبوك : فقال أبي وأمي لقد ماتا منذ سنه إنهار الرجل من هول مايسمع
نعم هو يتيم وقال له إذا من فعل بك هذا فقال مهند عمي هو الذي فعل بي هذا ثم أغمي عليه
فنقله الرجل إلى المستشفى وجلس عنده وبعد أن أفاق أخذ منه رقم العم فتصل به وطلب منه أن يحضر هو والخال فلما حضروا سألهم وقلبه يتقطع ألما جراء مافعله بمهند فأخبروه القصه
زاد ألمه ألم وقال ماذنب هذا المسكين حتى تفعلون به هكذا ثم نصحهم وعلمهم أنه هو لاذنب
له ندما الخال والعم على مافعلا لكن ماذا ينفع الندم بعد فوات الأوان فلقد دخلو عليه وهو على
السرير الأبيض يعاني من سكرات الموت طلبوا منه أن يسامحهم فرفض ذالك وأبدله بدعاء
عليهما . لفض بعده نفسه الأخير .
والعقاب يوم الحساب يوم أن يسألوا عن فعلهم بهذا اليتيم فماذا سوف يجيبون
بكوا عليه حتى تقطعة قلوبهم من البكاء ولكن فات الأوان قبلو جسده الصغير ولكن ماذا
يغني الأن الحب والتقبيل بعد أن خرجت الروح
فعتبروا يأولي الأبصار