إلى متى ستهرب
يعيش العاصي حياته بين هم يراوده وبؤس يملكه وشقاء يعيشه وذل يقنطه ودمعة حزينه وقلب كسير يعيش من أجل أن يكسر قلبه ويؤذي مشاعره ويتحسر من مصابه فتجده تارة يهرب الى المعصية وتارة يلوذ باصدقاء سوء وتجده برهة مقبل إلى الله مدبر عن الشيطان وتجده مرات مقبل الى الشيطان مدبر عن الله فيعيش همه شهوته وغمه ذكر الدين عنده كل ذلك لانه يعتبر ان في المعاصي سعادة ابدية ويتوقع ان الطاعة هي قيده فلا يبادر الى التوبة الى بعد ان تغرغر الروح ولا يبادر الى الانابة الى اذا قيل مات صديقك العزيز أو اخوك الغالي او فقدت منصبك او تركك محبوك فإذا ماضاقت به السبل وضاقت به الارض بما رحبت وظن ان لا ملجأ من الله الا اليه تاب واناب وعبد الله بكل قلبه حتى اذا ما عوضه الله عن مصابه رجع الى غيه وضلاله فهل ستدوم الحال هكذا أم سيقبضه ملك الموت وهو هارب من الله إلى الشيطان0
خطرت في بالي هذه الخاطرة فأردت أن أيها أحباب لي في الله
|