|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
20-07-2005, 05:29 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 3,316
|
::: انتقل إلى رحمة الله الأخ [[ الوسيم ]] :::
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملاً ، وصلى الله وسلم وبارك على رسولنا القائل : " أكثروا من ذكر هادم اللذات " الموت ، مفرق الجماعات ، وميتم البنين والبنات ، ومؤيم الأزواج والزوجات ، وقاطع الأعمال الصالحات ، المجرع للحسرات ، الناقل من البيوت والقصور إلى القبور الموحشات ، المفجع للأهل والقرابات ، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم في الخيرات . سلام الله عليكم يا أبناء الموتى، وذراري الهلكى . قال الله عزوجل ( كل من عليها فان ) لله ماأخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار إنالله وإنا إليه راجعون إن الموت لا يميز بين صغير وكبير، ولا صحيح وسقيم ، ولا غني وفقير، ولا أمير ووزير وغفير، ولا عالم ولا جاهل ، ولا بر ولا فاجر : "إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون" الأخ الفقير إلى عفو ربه ( الوسيم ) قد وافته المنيه , ولا حول ولا قوة إلا بالله لذا أيها الأخوة الكرام نهيب منكم الدعاء له بالمغفرة والرحمة , وأن يتجاوز عنه . فهذه والله هي الدنيا لا تفرق بين كبير وصغير , فالموت آت لا محالة . اليوم أنت تبكي على زميل لك , غداً زميل لك يبكي عليك . فسبحان الذي بيده كل شيء , وهو العزيز القدير . هذا ما بوح به قلبي , وكسر خاطري .. عندما صليت في إحدى الجوامع .. وكالعادة نصلي على موتى .. غفر الله لهم .. إلى الآن لا غرابة .. لكن عندما كبر الإمام للصلاة على الموتى .. بكى أحد المصلين .. أتم صلاته .. وخر مغشياً عليه .. تجمع عليه المصلين .. وأخذوا يرقون عليه .. ظل بصري شاخصاً عليه .. لكن تفكيري كان أبعد من ذاك .. تذكرت لحظة الموت وخروج روحي وهي تجذب جذبا شديدا .. تذكرت القبر وعذابه وظلمته فهو إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار .. تذكرت أهلي وجيراني وصحبتي .. هل سيبكون علي ويقولون ( راح واستراح ) أم أنهم سيقولون ( راح واستراح منه ) .. تذكرت الموت وسكرته .. والقبر وظلمته .. والميزان ودقته .. والصراط وزلته .. والحشر وأهواله .. تذكرت.. يوم القيامة .. يوم الحسرة والندامة .. الذي تكون دعوى الأنبياء ـ وهم الأنبياء ـ في ذلك اليوم ((نفسي نفسي،لا أسألك إلا نفسي، اللهم سلم سلم)) فأي حال يكون حالي ؟ وأي مقال يكون مقالي في تلك اللحظات الرهيبة التي آتي فيها أحمل وزري الذي بارزت الله به ليلاً ونهاراً ، سراً وجهارا ً.. فهل أعددت الحجة، وجهزت الجواب للسؤال ..؟ تيقنت حق اليقين أن ملك الموت كما تعداني إلى غيري فهو في الطريق إلي .. وما هي إلا أعوام أو أيام أو لحظات فأصبح وحيداً فريداً في قبري لا أموال ولا أهل ولا أصحاب .. تخيلت عندما ينادى على اسمي على رؤوس الخلائق .. أين فلان ابن فلان ؟ وأنا اعلم أني المقصود والمطلوب ، أنا لا غيري ، لا اشتباه في الأسماء ، والأنساب .. قال تعالى : { وكلهم آتيه يوم القيامة فردًا } الموت هو الخطب الأفزع و الأمر الأشنع الذي يُـلين قسوة القلوب المتحجرة .. فالإنسان يهرول وراء الدنيا .. ثم يفيق على جرس الموت ليدخل بعد موته بدقائق إلى عالم الآخرة ، فالموت يقرع الأبواب و لا يهاب حجاباً و لا يقبل بديلا ً ولا يأخذ كفيلا ً ولا يرحم صغيراً و لا يوُقِر كبيراً .. فجأة .. شدني أحدهم من الوراء .. وقال بكل برود : ( عسى ما شر ) .. أجبته بأنه خيراً .. لكن تفاجأت بأن الباكي .. قد ذهب .. ولا يوجد أحد أمامي .. لكن نظري بقى شاخصاً .. أخي المسلم : هل رأيت القبور؟ هل رأيت ظلمتها ؟ هل رأيت وحشتها ؟ هل رأيت شدتها ؟ هل رأيت ضيقها؟ هل رأيت هوامها وديدانها ؟ أما علمت أنها أعدت لك كما أعدت لغيرك ؟ أما رأيت أصحابك وأحبابك وأرحامك نقلوا من القصور إلى القبور .. ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود .. ومن ملاعبة الأهل والولدان إلى مقاساة الهوام والديدان .. ومن التنعيم بالطعام والشراب إلى التمرغ في الثرى والتراب .. ومن أنس العشرة إلى وحشة الوحدة .. ومن المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل؟ فأخذهم الموت على غرة، وسكنوا القبور بعد حياة الترف واللذة ، وتساووا جميعاً بعد موتهم في تلك الحفرة ، فالله نسأل أن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة .. أتعظ أخي المسلم قبل فوات الأوان فالموت موقف رهيب يحتاج إلى كثير من التأمل و الاعتبار.. أنه إنسان مسجى لا حركة و لا همس .. ومنذ لحظات كان يدك الأرض دكاً .. و يرفع صوته و يسعى في حياته غير خائف لا يعلم أن الموت ينتظره وأن ملك الموت وُكٌل به .. وأنه صباحاً في الدنيا – على وجه الأرض – ومساءً في بطن الأرض حيث القبر و ظلمته .. اللهم إنا نسألك أن تقيل العثرات ، وتغفر الزلات ، وتبدلها حسنات ، وتستعملنا في الطاعات ، وتشغلنا بما يهمنا في الحياة وبعد الممات ، وأن تطيبنا للممات ، وأن تستر الخطيئات ، وأن تغفر للآبـاء والأمهـات ، وأن تصلح الأزواج والذريات ،إنك ولي ذلك والقادر عليه ، لا رب سواك ، ولا إله غيرك .. أسأل الله العظيم أن يوفقك في حياتك , وتفكر في حال الموتى ، وفي قبورهم وكيف يعذبون .. وتحمد الله أن لك بقية في عمرك لكي تتمكن من الاستغفار والتوبة ، وتحمد الله إنك مازلت فوق الأرض وليس تحتها .. وما زال هناك فرصة للتوبة قبل أن يفوت الفوت .. ونسأل الله العظيم أن يثبتنا على ديننا ، وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم ، وصلى الله على سيدنا محمداً وعلى آله وصحبه أجمعين .. |
الإشارات المرجعية |
|
|