بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » عبد الله بن حذافة إلى شباب ... تفضلو...

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 23-07-2005, 10:35 PM   #1
الشــــــــــاهين
عـضـو
 
صورة الشــــــــــاهين الرمزية
 
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 53
عبد الله بن حذافة إلى شباب ... تفضلو...

دار القاسم من عبد الله بن حذافة إلى شباب المسلمين عبد الملك القاسم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

استوقفني شاب مسلم اسمه عبد الله ، يرتفع الأذان وتقام الصلاة بجواره وهو غبر عابيء بذلك النداء وكأنه موجه لغيره من أصحاب الديانات الأخرى وأطلقت بصري فإذا شاب آخر اسمه عبد الله وهو يهز رأسه طرباً ويهتز لحمه وعظمه على أنغام أصوات مغن غربي وقلبت إحدى المجلات فإذا بمن إسمه عبد الله وهوايته الرقص والموسيقى .

شرقت وغربت . وتأملت فإذا الأمر أعظم من ذلك ؟

عندما انطلقت استحث الخطا وأسابق الركب عبر أربعة عشر قرن لأرى حال من كان اسمه عبد الله فإذا أمة من الناس رفعوا للأمة رأسا وأعلوا للدين منارا ولا يزال التاريخ يردد جهادهم وصبرهم على صغر سن فيهم وحداثة الدين منهم .

لكن نتوقف مع شخص مرت به أحداث خطيرة ومواقف عظيمة وقابل رؤساء أعظم دول عصره واستقبله كسرى ملك الفرس وقيصر عظيم الروم وهو الرجل العربي الذي لا تهمه البروتوكولات ولا التقاليد الرسمية لا يعرف إلا شمسا محرقة وسماء صافية وخباء في ظل شجرة يحوي كسرة خبز . فأقبل ميمماً وجهه نحو إيوان كسرى ملك قيصر ففتحت له الكنوز والخزائن وألقت إليه الحضارة في حينه بركابها لكنه أبى ان يمتطيها وأعرض عن زينتها . قاسمه كسرى ملكه الواسع وغناه الفاحش لكنه رفض ، قدم له ابنته الفاتنة لكنه أشاح بوجهه وأبى. نعم رفض تمييع دينه وأبى ترك ملته وجانب الدنيا . مؤمن يستشرف الجنة وسعى إلى نيلها !

لننطلق نرى ما يقوله أصحاب السير عن هذا الرجل الفذ !

مع إقامة الدولة الإسلامية في المدينة ولرغبة إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ولتبليغ هذا الدين إلى أقصى الأرض . في السنة التاسعة عشرة للهجرة بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشا لحرب الروم فيه وجوه الأمة ورجالها . وقد أفزع قيصر عظيم الروم هذا الزحف القادم من صحراء جزيرة العرب القاحلة وناله الرعب واستولى على قلبه الهلع . فأمر رجاله إذا ظفروا بأسير من أسرى المسلمين أن يأتوا به إليه ليرى حالهم ويسمع من أفواههم وكان ذلك الأسير الذي أخذ إلى ملك الروم هو عبد الله بن حذافة رضى الله عنه ! لم يكن قيصر إلا رجل داهية سياسي محنك يعرف مواطن الضعف عند الرجال ويعلم محبة النفوس للدنيا وتأمل قيصر في طلعة عبد الله بن حذافة وصلابة عودة وقوة شكيمته فبادر قائلا : إني أعرض عليك أمراً . أعرض عليك أن تتنصر فإذا فعلت خليت سبيلك وأكرمت مثواك . إنه عرض مغر لأسير ينتظر الموت لكن القلوب تختلف والرجال تتباين كان الرد الفوري والحازم ممن عمر الإيمان قلبه . هيهات هيهات إن الموت لأحب إلي ألف مرة مما تدعونني إليه .

تعجب قيصر وأعاد الكرة مرة أخرى بعرض آخر يسيل له لعاب الكثير . قال له: إني لأرى فيك صفات الرجل الشهم العاقل فأجبني إلى ما أعرضه عليك إن أجبتني أشركتك في ملكي وقاسمتك سلطاني تعال أيها العربي - الذي أحرقت الشمس وجهه أقاسمك مملكة الروم العظيمة وأزوجك ابنة سيد الروم الجميلة !

عروض متتالية لرجل فقير مسكين رث الثياب مجهد الخطوات .. لايملك حفنة من الأرض مقيد بالسلاسل ومكبل بالقيود والموت يحوم فوق رأسه ! فماذا كان جوابه في تلك اللحظات الفاصلة في حياته ؟

قال عبد الله بن حذافة رضي الله عنه بثقة المؤمن بربه الراقب فيما عنده : والله لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد طرفة عين ما فعلت ! نعم ليس ملكك فحسب .. وليس تنصرا مستمراً ..بل رجوع طرفة عين ما فعلت. رأى قيصر أن هذا المؤمن لا تلين له قناة ولن تنفع معه وسائل الإغراء وطرق الترغيب فهب واقفا وهو يصرخ متهددا متوعدا : إذاً أقتلك ، قال ذلك والجلاد على راس عبد الله والسيف مجرد من غمده وانتظر قيصر الجواب من عبد الله فإذا به يأتي كالسهم محمل بالإيمان والثبات : إفعل ما بدا لك فأمر به فصلب وقال لقناصته : ارموا قريبا من يديه وهويعرض عليه التنصر ولكن عبد الله والسهام تتخطفه أبى فقال ارموا قريبا من رجليه وهو يعرض عليه مفرقة دينه فأبى .

عندها دعى قيصر بقدر عظيم فصب فيه الزيت ورفعه على النار حتى قلى الزيت وارتفع صوته وعبد الله ينظر ثم أتى بأسير من أسرى المسلمين فأمر به أن يلقى فيها فألقي أمام عين عبد الله . فإذا لحمه يتفتت وينسلخ ويظهر عظمه ، عند هذا المنظر الرهيب والموقف العصيب التفت قيصر إلى عبد الله بن حذافة ودعاه إلى النصرانية والأحداث متسارعة والقدر تغلي لكن عبد الله أشد إباء لها من قبل فلم تلن له قناة ولم تفت منه عضد . زاد حنق قيصر . وقال : ما هذا الرجل الذي أمامي أعرض عليه ملكي وابنتي فيرفض واعرض بين يديه النار والقدر تغلي زيتاً فيأبى ، عندها أمر رجاله وقد تطاير الشرر من عينه : هيا ألقوا به مثل صاحبيه !

حمل عبد الله على عجل وارتفعت الأيدي لتلقي به في القدر فأبصر أحد رجال قيصر منه دمعة تحدرت فقال لقيصر فرحا بالإنتصار لقد بكى وظن إنه قد جزع مما يرى من الأهوال والشدائد ورضي بالعروض المقدمة إليه فقال قيصر ردوه إلي فلما ردوه إليه ومثل أمامه عرض عليه النصرانية فرفضها فقال له متعجباً : ويحك ماذا أبكاك قال عبد الله بن حذافة رضي الله عنه أبكاني إني قلت في نفسي تلقى الآن في هذه القدر وتذهب نفسك وقد كنت أشتهي أن يكون لي بعدد ما في جسدي من شعر وأنفس فتلقى كلها في هذه القدر في سبيل الله . فتعجب الطاغية الظالم وقال هل لك أن تقبل رأسي وأطلق سراحك فقال عبد الله وهو يرى أمة من المسلمين في الأسر : وعن جميع أسارى المسلمين كلهم . وافق القيصر . وعبد الله يقول في نفسه أتى الفرج لهؤلاء الأسرى أقبل رأس الظالم ويطلق أسارى المسلمين .

دنا بعزة وهيبة وقبل رأس قيصر وعندما وطأت قدما عبد الله بن حذافة المدينة النبوية كان الخبر قد سبقه إلى أهلها قال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو فرح مسرور بثبات عبد الله وقوة إيمانه : حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة وأنا أبدأ بذلك فقام وقبل رأس عبد الله بن حذافة رضي الله عنه .

ياعبد الله هذا الزمن دعنا نقبل رأسك وانطلق للمسجد مصلياً .

دعنا نقبل راسك وكن ثابت الإيمان قوي الرسوخ !

يا عبد الله دعنا نقبل رأسك وفك أسرك من رق الشهوات ومواطن الريب والخنا .

دعنا نقبل رأسك مرات ومرات ولا تكن أمعة يسيرك الأعداء حيث شاءوا وهو ما نراه في مظهرك ومخبرك .

موقع الورقات الدعوية


http://waraqat.islammessage.com




للفائدة




الشاهين
__________________
الشــــــــــاهين غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:58 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)