حُـب .. إلكـتــُرو .. نِـي ! ( هانجي ، سيليا )
حُب إلكتُرونِيْ
العاشق : هانجي ، العاشقة : سيليا
والحبُ .. نبضٌ بينهما !
* * *
صَبيحَة يوم الأربعَاء ، إلتقيا فجأة في جوجل ، وتبادلا الحَديث الودّي ، كيف حالكِ وماهي أخباركَ ، حتى انتهى الحوار بماذا تحبّ؟! ومالذي تشتهين ؟! ، أجَاب : أحبّ الفروسية والقبعة الشقراء وأنغام ففتي سينت .. وأنتِ ؟! قالت : أمّا أنا ! فإني أميل إلى التأمل أكثر في أمواج البحر على موسيقى كلاسيكية تَسحرني ونسائم تداعب خصلاتي ومشاعري ، ثم انتقلا بعدها إلى الماسنجر ..
وفي يومِ الخميس ، كَثُرت الأحاديث فلم تعد تقف على الميول والإهتمامات ، تجاوزت .. حتى وصلت إلى الخصوصية والمشكلات الشخصية ، مروراً بمشكلات العائلة ومشكلات الإنترنت وازدحام السيارات ! .
وتعمّقا أكثر .. فأصبحَت الأحاديث البَينية روتيناً يومياً ..
وتعمّقا أكثر .. حتى بُذر الهيام ، وبدأ الحُـب .. !
هانجي : أتشعرينَ بالذي يلعب في قلبي ؟!
سيليا : لا .. لأن حبي يختلف عنه تماماً ..
هانجي : أتحدث إليكِ وأتخيّل أني على شاطئ ميامي .. تداعب الميَاه أقدامي ، وهواجسي تداعب غرامكِ ووصَالك .. وأنتِ ؟!
سيليا : أنا ! أنا لا أعرف كيفَ أنا بلا وجودك ، وإن وقف انتظارك على شعوري مايكون ؟ فإني أجهل كل شيء إلا شرايينك
هانجي : خذي تلك الكلمات فإنها لا تصلح إلا لكِ :
أجرَمتِ في قلبي فصَارَ سجنكِ الضلوع
صَدري ظلامٌ أشعلي يا مُهجتي الشموع
وأحضري من سِحرك ، حَديقة الرّبيع ..
سيليا : يا لروعة العشق ، ويا لروعة التَعبير ، ويا ليْ وأنا بين كلماتك
هانجي : إن دنياي قبلكِ فارغة ، وأرضي جدباء قاحلة ، فنثرتي بذورك ، وسطّرتي جداولك ، فأصبح النسيم ينطلق مني منعشاً لطيفاً ..
سيليا : ..
هانجي : ونظرتُ إلي معك فأيقنت أني سعيداً هانئاً ، ونظرتُ إلي بدونك ! فوجدت أني لاشيء !..
واستمر الحبُ والشوق ، واستمرت الحكاية ، لكنّ هناك شيء لم يستمر ! ، اتضحت المعالم ، ونُزع القناع ..
بعد شَهرين ، ومن بين الحديث الليلي القاسي ! :
هانجي : سيليا .. لا يعني كلامي لكِ أنني سأتخلى عنكِ بغضاً ! لكني أضحك على قلبي قبل قلبك ، وأضحك على عينيكِ قبل عيني ، فلم أركَب على الخيلِ قَط ! ولم أسمع إلى ففتي سينت إلا مرةً واحدة كانت بالصدفة ..
سيليا : هل أنت تـــــ !
هانجي : تكذب علي ! نعم أكذب عليك لكنها كذبة غير مقصودة ، أردتُ أن استحوذ على قلبك باهتماماتي ، واستحوذت فعلاً .. لكني لم أبتغي منك شيئاً غير الحب ، والحب فقط ، أنا بشر وحيد ، لا يميل إلى الكثير ففضلتُ أن أقتنصك من بين النساء وفعلت .. ( قاطعته سيليا )
سيليا : أتود أن تكذب علي مرة أخرى ؟! ، هههه إكذب فما عاد شيء يُغريني ..
هانجي : لم يكن هناك بستان أصلاً ، لقد كان وهماً ، كنت أتسلى بالدقائق التي كانت معك ، والشاطئ .. هل كنتِ فعلاً تحبين الاستماع إلى موسيقى الكلاسيك فضلاً عن الموسيقى التقليدية ؟!
سيليا : نعم أحبها لكني لم أسمعها قط .. فلم تكن وحدك كاذباً ، هل صدقت كذبتي ؟ وهل تظن وحدك من يتسلى ؟! نحن نتسلى جميعاً
هانجي : كنت أعلم أن كلماتك حُلماُ وليست واقعاً ، لكني جَاريتها حتى لا أخسر وصالك ، فكَسبتك ..
سيليا : وكنت أعلم أنك تتمنى وتُبجّل نفسك وشخصيتك ، ففعلت على تصديقك لا تكذيبك حتى لا أفقد حضورك أيضاً ..
هانجي : ومالذي تريدينه من حضوري طالما لديك الشخصية الحقيقية إذاً ؟!
سيليا : كما تريده أنت وكما تود تقليب وقتك معي ، قلّبت ساعاتي وأناملي على أن تُشغل وحدتي ومَللي ..
هانجي : هَهه .. شيء مُثير للشفقة ..
سيليا : جداً ..
وأسدل الستار ، على ماذا ؟!
على مشهد يتكرر ويتقلب ، وعلى أمنيات وأوهام لا يعلم كلا الطرفين هل هي حقيقية أم مجاراة للعلاقة الوهمية ! ، حتى ولو كانت حقيقية ! إلا أنه ضحكة من ضحكات إبليس اللعين !
ويذهب الوقت ، والساعات تنتهي ، والدقائق تحتضر ، من أجل إذهاب ال"طفش " والتسلية ..
كَتبَها : د / ماسنجر ..
مَودة ونقاء لكم ..
__________________
[POEM="type=1 font="bold large 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]على مهلك .. ترى ذكراك ماتت = وأغصان الفراق اليوم حيّه
عيوني .. عن لقاك اليوم صامت = وحبّك زال عن دنياي ضيّه[/POEM]
سَلمان
|