[دعبل نجد]

( 1 )
(( في ضفة الوادي ))


الانسان الحي دائما تجده في تحولات مستمرة ورغبة التغيير نابعة من الذات لمن كانت لديه ذات حيّة ..!
وربما يكون التغيير جبري تمشيا خلف الطلب المعيشي , والسعي في الأرض أو الضرب في الأرض حسب التعبير القرآني هو سنة كونية كانت ولازالت وستزال ما بقي فوق هذه المعمورة نفس , وهو أمرٌ مطلوب مادام الانسان سيكتسب من خلاله ما يفيده سواء على المستوى المعرفي او المستوى المادي كما يقول الشافعي في أبياته المشهورة:
( تغرب عن الاوطان في طلب العلا ** وسافر ففي الأسفار خمس فوائد ..إلخ ) .
فالشافعي رحمه الله ذكر خمس فوائد ومن الطريف ان الدكتور عائض القرني سافر مرة مع صحبة له فلقوا في سفرهم من التعب والنصب الشيء الكثير وكان كما يقول يستشعر أبيات الشافعي السابقة فقال ردا عليه :
تخلف عن الاسفار ان كنت عاقلا * * لبيبا ففي الأسفار عشر مصائب ..إلخ
ومن يريدها يسأل الشيخ قوقل فهو بها أخبر ..!
..
والتحول كما أنه غير محبب للنفس لأنه يستجلب الوجد ويستحلب الدموع ويضيق الصدور ويبعد بين الحبيب وحبيبه وبين الوالد وولده إلا أن عواقبه ربما تكون محمودة لذيذة خصوصا بعد الحصول على المطلوب وتحقيق المنى ..!



وأنا هنا ممن تذوق شيئا من ذلك العلقم المشوب بشيء من الحلاوة وعشت لحظات مشهودة عندي ربما لن أستطيع نسيانها مهما حاولت ذلك ,,
وفكرت أن أكتب ما أمر به أولا بأول فوجدت أن هذا شاق ومتعب فحاولت جاهدا أن أتبع طريقة معينة لمثل هذه الكتابة إلا أن غروري منعني من ذلك وأرشدني إلى أن أكتب كما أشاء دون تقيد بقاعدة معينة ولا أريد أن أجعل الكتابة ككتابة مذكرات يومية ولا أريد أن تكون من قبيل السيرة أيضا فآثرت أن أكتب كما أريد ..
وكأني بالأجيال القادمة تتلقف مثل هذا العمل الأدبي العظيم دراسة ونقدا فلا يجدون شيئا يشبهه ويجدون أنه ابتكار جديد في عالم الأدب والسير وكأني بطالب دراسات عليا يأخذ درجة الدكتوراه على رسالته القيمة (( المناهج الدعبلية في الكتابة الذاتيّة ــ دراسة وتحليل لموروث الكاتب الألمعي دعبل الدعبلي ))


وعلى الرحب والسعة ..!