.. وأظلّ وحْدِي
أخنق الأشواق فِي صَدرِي
فـ ينقذهَا الحنين .. !
وهناكَ آلاف من الأميَالِ تفصِلُ بيننا ..
وهناكَ أقدارٌ أرادت أن تفرّق شملنا ..
ثُمّ انتهى .. مابيننا
وبقِيتُ وَحْدِي ,
أجمعُ الذكرى خيوطاً واهية !
ورأيتُ أيامي تضيع ,
ولستُ أعرِفُ ماهية !
وتركتُ يا دنيَايَ جرحاً لَنْ تداويهِ السنين ..
فطويْتُ بالأعماقِ قلباً كان
ينبِضُ بـ / الحنين !
... فاروق "
(.)
يوماً مِنْ أيامِ القرنِ الواحد والعشرين .
وفي سنةِ الألفين "
... كتبتك بكلّ الفصول ,
لأجدنِي في آخر العَـامْ .. أقرؤك ألفيّة خريفية .. !
(.)
وفي شباط " ..
ساعاتٌ قليلة ويكونُ البَرَد في عنفوانِهْ ..
ومسافاتٌ قصيرة بين بيتنا ودكان بيع الكسْتنَا "/
جدتي تحب تناوله مَعْ كوباً من الحليبِ العدني ..
واعتدتُ على إحضارهِ لها كل صباح "
وفي طريقِ عودتي .. رأيتُ بعضاً من بقايانا !
رأيتُ خطوات السهَرْ ، والطلّ العالِق على الهشِيم ,
والحب المحفُور على صخرةٍ تهاوت بـ وِحْدتِي !
" أنا وإياهُ دائماً في المساء نكونُ على الموعد .. بالقُربِ منها .. !
رأيتُ الأمـاني البارِدَة ، والأحلام التي سقتهَا العيون كل لَيْلَة ..!
رأيت طيوف البشرِ التائهة .. والأجساد المنزوية جانب الوادي ..
رأيتُ الشجرة التي جمعتنا يوماً أغصانها "/
وحتى أوراق الليمون التي سئِمَتْ قطفي لها في منتصفِ مارس .. !
" كان هو يشاركني ويحملُ بعضاً منها ..
وأعلمُ أحياناً أنه يشارك الأوراق " الملَلْ من رغباتي !
.. بـ تثاقل , استعطِفُ قدمايَ لـ تتحرك ..
فـ تمضي أخيراً وأنا أغرقُ في ذِكْرى لَا تنتهي !
(.)
عِندمَا أكتبه , فـ ليكن بـ ريشةٍ باهِتَة
وعلى ورقٍ أصم .. تحت سقيفة من صفيح بـ كوخٍ أعزب !
في آخـرِ أوطانه / في منفى الحب !
(.)
.. وكفرتُ بـ المنافي " وأن التمرد لغته في الغِيَابْ !
ثم أخبرتهم أنا ..
أنْ سلموه ودائِعه !
أنْ خذوا رسَائِله ’
وقِطعاً من رِدائه الذي تعلقت فيهِ بقاياي
وبعضاً من النيلوفر " قَدْ كان يغرقني بِهَا لَا به ..!
وأنْ احفِرُوا لـ أشيائهِ بحجم يدي
ضعوهَا ودعُوهَا بارِزَة ..
ثم انفِثُوا عليهَا الفاتحة ثلاثاً ، واغرِسُوا فيها خشبة ثلِمَة
خرساء ؛ لا تنطِقُ إلّا له .. /
وامضوا عنِ الخيبات !
.. قَدْ أقسو أنا لكِنْ لم يكن لـ إزعاجه ,
ولم يكن هو بـ ألطف من ذنوبي !
وأنتظِرْ حتّى أكتوبر ’
لـ أسكبني سوأة الأقدار .. ولـ تغنيني طيور الليل :"
بعدها .. أكتبوني بحراً من الهزائم ../ وحكاية أنثى لا تـ تكرّرْ !
تـ تجرد بثوبٍ أسود
وتـ تبضّعُ السعادة / بعضُ حلوى من فرح ..!
(.)
عِندَما أكتبه ..
فـ ليكن على قميصِ سبعينيّة نامَتْ رموشها البيضاء ../ وتجعّدت تفاصيلها !
رَوْح مِسْكها الوقور تُميّزه الأخريات حتى في البَلْدةِ المجاورة !
.. أكتبه بـ / خشوع !
(.)
مقيّدة حرّة .."/ بهِ بِيْ !
على الطريق ..
اعطوني قليلاً من أوهام ’ بـ أنّي كومة أشياء تمضي ..
وحولها أروَاحْ !
اعطوني قليلاً من أوهام ’ بـ أن قلباً نائِماً هناك !
يسمعني "/ وألتقيه في يومي ..
إذا ديك جارِي صَاحْ !
اعطوني قليلاً من أوهام ’ بـ أني عصفورة !
لَا بعضُ ريشٍ ../ وجنَاحْ !
اعطوني قليلاً من أوهام ’ بـ أني بين الغمَامْ .. !
أنا أنفاسٌ في الزحامْ " أنا المنافي التجريديّة
.. أنا سربٌ من حطَامْ !
(.)
أقرؤه ’ فـ يغفو جزءاً مني عليه "
وكلّي .. أودعتهُ لـ السّرَابْ !
هبوني نسخاً منه .. أرغبها ليالي العذابْ !
أرغبها ذكريات في ليالي السّهد ، قندِيلاً في العتمة ..
نبضاً في الخرَابْ !
أرغبها في ارتعاشي خِيفَة ../ و أماناً من وحوش الغَابْ !
أرغبها عِتَابْ !
.. أرغبها دِفئاً في صقيعِ الغِيَابْ !
(.)
وأبكي في المدينة ..
لا أدري أينَ الممَرْ !
وأنادِي كلّ من عبَرْ "/
هُنَا دكاكين الأحزان .. وأكوامٌ من سقم
... في جيوبي !
يارِفَاق ’
أشعِلُوا سراج الرحيل "
ودعوني في الفوضى .. بين الأشباح ..
والأجراس النائمة
والعـازفين على ضريحِ العُمر !
.. هناك كل يوم ، أمارس طقوسي
في دور الإنكِسَار -
... وأتسكّع !
(.)
.. مرعِبْ أن تلفحني صريرُ آثارِك " وأنـا عرّى !

وهناك في قلبي بقايا من وفاء !
.. وتسـافرين
وأنتِ كلّ الناسِ عندي والرجاء !
قولي لمن سَـ يجيء بعدي
هكذَا كان القضاء !
قدرٌ أراد لنا اللقاء ..
ثم انتهى ما بيننا ..
وبقيتُ وحدِي لـ / الشقاء !
... فاروق "