|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
الإملاء وأهميته :
تعقيبا على موضوع أخي الكريم أبي داود ,
http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=265320 أردت التعليق عليه هناك , فكان طويلا , فآثرت إفراده بموضوع مستقل لتعم الفائدة فيه إن شاء الله . الإملاء وأهميته : الإملاء زينة الكاتب , وحِلْيَة الخط , وجمال المكتوب , وفريضة لغوية في كل مسطور , وليس أمراً مباحاً يستساغ تركُه , ولا شيئا ثانوياً يجوز إهمالُه . بل صحةُ الكتابةِ تعدِلُ صحةَ النطقِ وسلامةِ اللفظ , وما عُنِيَ العلماءُ بعد عنايتهم بصحة اللفظ كما عُنُوا بصحة رسم الكلمة وصوابها ؛ إذ بالخطأ يسوء الخطاب , ويندر الصواب , وينقلب المعنى المراد , وقد ابتلينا في زماننا بفقر المعرفة بالإملاء الصحيح , والكتابة السليمة , مما ينذر بقادم أسوأ لا سمح الله , ولست أتكلم هنا عن قواعد الهمزة التي قد يخطئ فيها النبلاء والمثقفون , ولا عن الألف اللينة والفرق بين ممدودها ومقصورها , بل أتكلم عن أمرٍ يكاد يكون معلوماً ضروريا لكل من مسك القلم , وهو يتكلم بلسان عربي ؛ إذ تنتشر الأخطاء الفادحة في الكلمات البسيطة , كعدم التفريق بين الحركة والحرف , فالفتحة تنقلبُ ألفا , والضمة واواً , والكسرة ياءً , كما نقرأ في أسماء الأطفال : ريناد , ريماس , سولاف , جومانة , والصواب فيها : رِناد , رِماس , سُلاف , جُمانة . وإنني أود أن أشير إلى بعض النقاط اليسيرة في هذا العلم مما حصل فيه بعض النقاش , ومما لم يرد , فأقول وبالله التوفيق : 1. إضافة حرفٍ ليس من الكلمة , ناتج عن إشباع حركة يظنها الكاتب حرفاً , وقد أشرنا إلى شيء من ذلك آنفاً , ولكن مما يكثر الخطأ فيه من هذا النوع : إضافة ياء بعد تاء المخاطبة في الفعل الماضي نحو : أنتي ذهبتي , وكتبتي , وقلتي , وفعلتي , وهذا كله خطأ ظاهر , والصواب : حذف الياء من هذا كله والاكتفاء بالكسرة للتفريق بينها وبين تاء المخاطب المذكر , لأن التاء هنا تاء الفاعل , وتكون مضمومة للمتكلم ( خرجتُ ) ومفتوحة للمخاطب المذكر ( أنتَ خرجتَ ) , ومكسورة للمخاطبة ( أنتِ خرجتِ ) . 2. بعض الأعضاء في المنتديات يزيد من حروف المد بما ليس موجوداً في العربية , فيكتب : كيف حااااااالك ؟ أنت موجووووووود ؟ وهذه الكتابات غير معروفة في كتابات العرب الفصحاء , ولست أشدد هنا في هذه المسألة , لعلمي أن أكثرهم يكتبها من باب التغيير والدعابة ,وإنما أردت بيان الصواب والخطأ . 3. جاءت التقنية بكثير من التغييرات الإملائية السلبية , فأصبحنا نشاهد حرف الجر مفصولا عن المجرور نحو : أنا ب البيت , يريد : أنا بالبيت ! وكذلك : ل قلبك الود , يريد : لقلبك ! , ولا أدري هل استملحوا هذه الطريقة فاستحسنوها , أم محاولة تمرد على قانون الكتابة العربي العظيم ؟؟ 4. ومن ذلك أيضا الاقتصار على كلمة ( على ) بحرف العين فقط , فيقولون : تعال ع المسن , يريدون : على المسن , وسلم ع الوالد , أي : على , وهذا الأسلوب في اللفظ أو الكتابة موجود في كلام العرب , كما قال قطري بن الفجاءة : غداة طفت عَلْمَاءِ بكر بن وائل ,,, وعجنا صدور الخيل نحو تميم أراد : طفت على الماء ... ولكنه خلاف الأفصح , وهو لغة قوم . 5. عدم الفصل بين الفعل وحرف الجر بعده , فمثلا يكتبون : سلملي على الوالد , وقلتله , وقالي , نمتبه , والصواب : سلم لي , وقلت له , وقال لي , ونمت به .. الخ . 6. كلمة ( داود , وطاوس ) يجوز فيها الوجهان , حذف الواو الثانية أو إثباتها ( داوود , طاووس .. ) والحذف أرجح . 7. معرفة همزات الوصل والقطع , والفرق بينهما تكون بالدربة , وضبط قواعدها , وأما القاعدة التي ذكرها مشكوراً أحدُ الإخوة ( أبو رُبا ), وهي نطق الواو قبلها , فهي جيدة لمن كانت سليقته جيدة , أما من فسدت سليقته كلياً , فهي لا تنفع معه غالباً . 8. التفريق بين الظاء والضاد يكون بكثرة القراءة والاطلاع , والنظر في صورة الكلمة حال القراءة , لأنه الكلمات التي فيها حرف الظاء أقل , فلو تأمل القارئ فيما يقرأ , لترسخت صورة الكلمات الظائية في عقله الباطن , وأصبح يستطيع التفريق بين الظاء والضاد بسهولة . 9. أنصح كل من أراد تحسين الإملاء لديه , أن يقرأ كثيرا في كتب الأدب والثقافة , لأن القراءة تحسن لديه صورة الحرف تلقائيا , ولا بأس أن يجري لنفسه اختبارات بين الفينة والأخرى , ليختبر قدارته الإملائية , فيأمر أحداً من أهله أو أصحابه ليملي عليه شطرا من صفحة , أو أبيات شعر , ونحو ذلك . 10. التنوين في آخر الاسم المنصوب يجوز كتابته على الألف نحو : رأيت زيداً , ويجوز كتابته قبل الألف , أي على الحرف الأخير للكلمة نحو : اشتريت قلمًا . والمسألة فيها قولان لأهل العلم , والأمر فيها واسع . 11. يجب أن نفرق بين الرسم الإملائي ورسم المصحف , فالمصحف له رسم خاص به , لا يصح الاقتداء به في الكتابة العادية , بل يجب إخضاع الكتابة لقواعدها الإملائية المقررة في كتب اللغة والإملاء . 12. من أقبح الأشياء أن ترى شخصا يضع نقطتين فوق هاء لفظ الجلالة , فيكتبها هكذا : اللة , وحينئذ يكون تحريفا في الكلمة ؛ إذ يكون نطقها : اللات , تعالى الله عن ذلك . 13. كلمة ( إن شاء الله ) بعض الناس يشبكها فيكتبها ( إنشاء الله ) وهذا خطأ ظاهر . 14. كلمة ( اللهم صلِّ على محمد ) بعض الناس يكتبها ( اللهم صلي .. ) وهذا خطأ جسيم , لأنه أسند ياء المخاطبة المؤنثة إلى الله تعالى علوا كبيرا . 15. يوجد خلاف بين الإملائيين في كتابة بعض الهمزات أو حذف بعض الحروف كما هو موجود في أي علم آخر , فاختلفوا في مثل : ( شؤون – شئون ) ( مسؤول – مسئول ) ( طه – طاها , ياسين – يس ) ( كي لا , وكيلا ) ( أنْ لا , ألّا ) 16. من أبرز كتب الإملاء التي أنصح باقتنائها أو بعضها ما يلي : • المطالع النصرية للشيخ : نصر الهوريني . • كتاب الإملاء للشيخ حسين والي . • علم الإملاء لأحمد عبد الجواد . • المفرد العلم في رسم القلم لأحمد الهاشمي . • قواعد الإملاء لعبد السلام هارون . • أصول الإملاء : عبد اللطيف الخطيب . • الإملاء والترقيم : عبد العليم إبراهيم . • الموجه في الإملاء : فاطمة النجار . • كيلا نخطئ في الإملاء : حسني شيخ عثمان . هذا ما لدي في هذا الموضوع , وأشكر الإخوة والأخوات الذين أثاروا شجوني لكتابة هذه الكلمات , وأسأل الله تعالى أن ينفع بها , وأن يغفر لي ولكم أجمعين . وأسعد بأي ملاحظة أو استفسار أو اقتراح . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم : علي بن سليمان الحامد . فجر السبت : 15 / 8 / 1432 هـ .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
آخر من قام بالتعديل أبو سليمان الحامد; بتاريخ 16-07-2011 الساعة 05:57 AM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|