استوقفني ذاك الرجل المسن الذي جمعني به (كاشير) الصيدلية في ساعة متأخرة من ليلة البارحة، حين أدلى بيده إلى الصيدلاني بخمسة وعشرين ريالاً وبيده الأخرى علبة حليب أطفال صغيرة الحجم، إذ رفض الصيدلي المبلغ طالباً منه أن يزيده ثلاثة ريالات بحجة ارتفاع قيمة هذا الحليب إلى ثمانية وعشرين ريالا، فبحث في جيبه ولم يجد سوى تلك المناديل والأوراق الملونة، فخرج مغلوب على أمره دون اصطحاب الحليب وهو يردد (حسبي الله ونعم الوكيل) !
خرج وكأني أسمع نياح فلذة كبده أعياه من لذة نومه ذاهباً إلى الصيدلية ليشتري له ما يسد جوعه ليهنأ هو وأباه في نومهما الذي حال دونهم ودونه جشع هذا التاجر الحقير، وذاك المسئول الذي يغرق في سبات عميق إذ تحيط به النعمة من كل جانب؛ فحسبنا والله ونعم الوكيل !
عمر بن حمد