ادخل وانظر ما ذا كتب الكاتب ياسر اليحي في مقاله((موقف الإسلام من ياسر القحطاني))
ياسر اليحى
جاء في موقع العربية الاليكتروني الخبر التالي ( أيدت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف برئاسة الشيخ عبد الله مجاور الفتوى التي أصدرها مفتي المملكة العربية السعودية بتحريم عمليات الإسراف المبالغ فيها بإنفاق الأموال على شراء لاعبي كرة القدم عبر انتقالهم بين الأندية بموجب عقود الاحتراف التي يبرمونها) ، جاءت هذه الفتوى إثر خطبة جمعة ( كاملة ) خصصها المفتي العام للحديث عن حرمة الإسراف والتبذير في تعاقدات الرياضيين ، والتي جاءت بمناسبة قضية اللاعب ياسر القحطاني .
بعيداً جداً عن ملابسات هذا الخبر وحيثياته ، ومع كامل الاحترام والتقدير لجميع شخصيات الحدث ، ينتابني شعور بالخجل عندما أرى مؤشر بوصلة المرجعية الدينية متجهاً إلى الرياضة قافزاً قضايا مصيرية مفتوحة ومؤجلة،ومتناثرة بيننا بالعشرات ، في انتظار حلول شرعية ، على سبيل المثال (لا الحصر) مجرد الخوض في الموقف الشرعي لملابسات انتقال اللاعبين بين الأندية مع إغضاء الطرف أو عدم إعطاء قضية مصانع القنابل البشرية الموقوتة الناتجة عن الفكر التكفيري حقها الشرعي، والتي تحولنا في إطار صناعتها من مرحلة (الاكتفاء الذاتي) إلى مرحلة (التصدير) للخارج ، أعتقد انه تجسيد واضح لفوضى أولويات نعيشها.
وفي ظل وجود سمة (تدين) عامة في الشعب السعودي ، فإن المرجعية الدينية (الرسمية والأهلية) تتحملان معظم المسؤولية في إدارة زمام الأمور . كمواطن ، وعندما أرى الجهود الفقهية تسهم في الرياضة و تتأخر عن الإجابة على أسئلة مصيرية ، تلقائياً سأقوم بالبحث عن أي مرجعية دينية بديلة ترتب الأولويات بشكل أفضل ، وتشعرني باهتمامها بي وبقضاياي، لا إشكال في الرياضة (من وجهة نظري) لكن الإشكال هنا يتركز في ما هو الأهم في الوقت الراهن : الرياضة أم قائمة الـ36 ؟
الحديث عن آلية الإفتاء المسئولة رسمياً وأدبياً عن إيجاد الحلول الشرعية يجرنا نحو حقيقة مرة لا مفر من مواجهتها ، الحقيقة تكمن في الإجابة على السؤال التالي : ما الذي تمثله المرجعيتين الدينيتين ( الرسمية والأهلية ) عند الرأي العام السعودي ؟ أعني ما وزنها عند الشارع العام ؟ وما مدى تقبل الناس لها ؟ ومدى اعتبارها مرجعية بالنسبة لهم ؟ رغم أن الإجابة تفتقد للإحصاءات إلا أن الواقع يشي بأن المرجعية الدينية الرسمية فقدت الكثير من نقاطها لصالح المرجعية الأهلية ، وهي تحاول جاهدةً استعادة مكانتها السابقة بوسائل كثيرة ، أحياناً بفرض نفسها وآرائها بالقوة ، وأحياناً عبر إشعار المقابل بالحيوية عبر مواكبة الحدث وإيضاح موقف من أي شيء عابر ،حتى لو كان هذا العابر أخبار تنقل اللاعبين بين الأندية!
لكن يبدو أن الرأي العام أصبح فطن للعبة أخيراً ، خصوصاً مع توفر عدد كافي من خيارات المراجع الدينية ، لقد بات المواطن يستند في سلوكياته على مراجع علمية يختارها شخصياً بشكل انتقائي ، ورغم أن هذه الانتقائية قد لا تحوز على رضا الجهاز الفقهي ( وليس الشريعة )، إلا أنها تتضمن في داخلها آلة غربلة شديدة الفعالية للمراجع الدينية المتخلخلة علمياً ، وتلك الأخرى المتأخرة ذهنياً ، كما أنها تصنع عنصر تغيير عنيف ( قد يتضمن ضحايا ) لفكر المجتمع . ... انتهى المقال...
اترك لك ايها القاريء التعليق.
|