عاشق يُنهي مسيرة عشقه بدفن عشيقه .. فهل يعقل .. ؟! [ شارك بصوتك ]
في ظلام الليل الدامس .. وهدوءه الساحر .. وبين أحضان الجبال الشاهقة ..
وفي طريق سفري لمدينة ينبع في تأريخ 17/8/1432هـ خطر في بالي هذا السؤال ..
بل لا أخفيكم أني مكثت أياما لأجد حل لهذا اللغز الذي عَلُق بذهبني واستقرّ في بآلي .. وأصبح ضحية ضميري ..
إنه عشق ساحر .. وخيال ساخر .. أبحر فيه شبابنا الزاهر .. زاهرٌ يبني شبابه بين أيام هذه الحياة .. !!
هذا التساؤل أتى بعدما طرح علي من معي في السيارة هذا السؤال :
أيهما أصعب .. أن تحاول الكتابة عن شخص عشت معه ربع قرن .. أو أن تحفر بيدك قبر حبيبك ..
أو أن تفكر في تخطيط مستقبلك .. ؟!
ولا أخفيكم سراً - أحبتي القرّاء - أن جميع من في السيارة أجمع على النقطة الثانية , وهو ما أتوقع أن الكل يختاره .. لكن لماذا .. ؟!
إنك عندما تُكِنُّ لشخص ما الحب والإحترام فإنه يصعب عليك فراقه .. فكيف سيكون الحال عندما تكون أنت من يحفر قبره .. ؟!
إن مسيرة العشق راح ضحاياها أرواح باعت أنفسها لمن تعشقها , وضحّت بأرواحها من أجل من تحب ,
بل تفانت في تقديم الغالي والرخيص والنفس والنفيس من أجل هذا المحبوب .. ؟!
وهنا يخطر في البال تساؤل .. من المحبوب الذي يستحقَُ أن نُذهب أرواحنا من أجله ؟
ومن المحبوب الذي يجب أن نبذل الأنفس لرضاه .. ؟!
إنه لا مفر من هذا التساؤل ولا تفكير في اختيار الجواب في قلوب العارفين لربهم ومولاهم .. !!
إن من يستحق ذلك هو الله .. الذي أوجدنا من العدم وأحيانا من اللاوجود فله الحمد على ما أنعم وتفضّل وله الحمد على ما تكرم وأوجد .. !!
وعندما أطرح هذا التساؤل فإني أبقى في حيرة من شأن أولئك الذين يعذبون أنفسم بحفر الأيادي دماً من أجل تسطير حرف هذا المحب ,,
فشتان بين محب لخالقه وشتان لمن يكون محبا لمخلوق .. !!
وقد يقول قائل .. ما علاقة هذا التساؤل مقارنة بفكرة هذا الموضوع .. ؟!
وهنا أقول .. أحسنت في القول .. وصدقت في الطرح .. ولكن ..
ألا تظن أيها العزيز أن هؤلاء الأشخاص نسوا هذا المفهوم - والمبدأ - أمام مافيه يستلذّون .. ؟!
وألا ترى أنهم وضعوا محبتهم في غير ما يستحق .. وألا يوجد من يستحق أكثر من ذلك .. ؟!
[ بقي أن أقول أن كل عاشق سيقف يوما على قبر عشيقة - إذا لم يكن هو سبب ضحية العشيق - فلينظر فيما صرف هذا العشق ]
هنا أترك لك أيها القارئ المساحة لتسطر ما يجول فيه خاطرك ..
فاترك لك في هذا الموضوع بصمة ولك مني فائق الود والشكر
* لا يسمح بنقله إلا مع ذكر المصدر
* شكرا للغالي علي السويد الذي ساهم معي في إخراج هذا الموضوع ..
وكتبه محبكم المعتز بدينه في تمام الساعة 10:40 من مساء يوم الإربعاء في تأريخ 19/8/1432هـ
[ شاطئ ينبع ]
__________________
اقتباس من توقيع أبو رازان
آخر من قام بالتعديل المعتز بدينه; بتاريخ 21-07-2011 الساعة 03:37 AM.
|