بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » صِدَامٌ بين الأماني العِذَاب

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 11-08-2005, 07:02 PM   #1
ناصرالكاتب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
صِدَامٌ بين الأماني العِذَاب

بسم الله الرحمن الرحيم

[align=right]تتحرَّقُ النفسُ –أحيانا- عند طريقِ غاياتها؛ فتقفُ عند مبدئه تارة، ثم تركُض إلى أحدِ جنباته تارة أخرى، ثم تعودُ –وهي تهذي به- إلى مَبدئه ممنيّةً ذاتَها قَطْعَه.

وذلك التخبُّط عندِ ((الخطوةِ الأولى)) داءٌ شائعٌ بين عشَّاقِ العلم والثقافة.

فالفتى اليافع حين يحضرُ مجلسَ علمٍ تأصيلي، طُوِيتْ فيه الرُّكب، وعَلَتْ فيه السَّكينَة، وتحرَّكت فيه الأقلامُ على الدفاتر.. تثورُ نفسُه بُعَيد هذا المجلس شوقا إلى حفظ المتون، ومتابعة الدروس، واستذكار الشروح.

وتتحرّقُ على ما فاتها من مراقٍ للعلم النافع.. علم الكتاب والسنة.

وقد يَعْرِضُ لها اضطرابٌ في المشتهى وتقلّبٌ في الرأي ساعةَ الفكْرِ في الأجدى من الأساليب للوصولِ السريع إلى (العلم)؛ فهل يحفظ ((العمدة)) أم ((الزَّاد)) وهل يجلسُ إلى ذلك الشيخ أم ذاك، أو هل يبدأ بعلوم الآلة أم بفقه الدين، وهل يجمع بين فنِّ وآخر، أم يجمع نفسَه على واحدٍ منهما.

وليس غريباً حصولُ مثل ذلك؛ فقلّة التجربة، وثورةُ الحماس داعيتان إلى هذا التردد.

ومكرُ الشيطان قائدٌ إلى مزيد من التخبط.

إلا أنَّ أموراً استجدت في هذا العصر فَلقَتْ بحرَ الأماني المتلاطم إلى قنواتٍ صغيرة، اختلفَت منابِعُها، وتباعدَت مصابُّها.

فذلك الذي يشتهي العلمَ المؤصَّل في ساعة، يتحرّق على ((الفكر، والتحليل السياسي)) ساعةً أخرى، فيخرج عن سمت المتعلِّم إلى فخامة ((المفكّر))، فيشغل نفسَه بتصيد الكتابات الفكرية المشحونة بالنظريات؛ كي يفرع عليها ما يريد شرحَه من الأفكار..

والشهوتان متناقضتان، فالأولى طريق إلى العلم –إن صحت النية، وسلمت الطريقة-، والثانية سبيل إلى (التعالم) والتشدُّق.

والمشتَهيات في باب الثقافة أنواع، وما ذكرتُه واحدٌ منها.

والنّفسُ الطالبةُ للمجد إما أن تسلُكَ سبيل الجد فتصل إلى المبتغى، أو هي كالخرقة الخَلِقَة تمزّقها مُدى الأماني، أو تحرقها نارُ المَنون.

وقد يكون للحديث بقية إن شاء الله.[/CENTER]



__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة].
[/mark]
صفحة ناشر الفصيح
ناصرالكاتب غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)