[ثريول]

سلام الله عليكم ورحمة منه وبركاته يا أهل بريدة الكرام .

أجملُ قصائد الحب في الشعرِ العربيِ .

هذا الموضوع الذي طُرحَ في كلِ محفلٍ وملتقى

طُرح في المجالسِ العامةِ ... والخاصةِ ... وفي المنتديات .

لكن إلى الآن لم يُخلص في أمره ولم يُبت

وأقول : ولن يُخلص منه .

قائلٌ يقول كيف ؟؟

هذا الأمر مرجعه إحساس القارئ وذوقه فيختلفُ بإختلاف الإنسان نفسه وكذلك الإنسان لايقف عند قصيدة واحدة ..

فتجِدُ أن الإنسان في تطور ذوقي وتقدم إحساسي فالقصيدة التي أعجبته يوماً لاتعجبه يوماً آخر وذلك بإختلاف الأعمار .

أذكُر أن أحدهم قال لي : أحد أقاربي ذواقة للشعر ولقصائد الحب وقد كبُر وفُتن بأحد القصائد التي مزجت الحب والغزل العذري مع البكاء على الماضي والأطلال والتحسر والتباكي على ماسلف .

قلت له : وكيف لو أنك أعطيت هذه القصيدة لشابٍ مازال في فورة الشباب ومستقبل العمر لرمى بها عرض الحائط وبدأ يسلو بشعر عذبٍ يناسب عمره.

إذاً كما قلنا الحكم على أفضل القصائد أمر عسير وليس بالأمر الهين ولكن الجميع يتفق على أن قصيدة أول من بكى على الأطلال في الجاهلية ( قفا نبكي ... ) هي من روائع قصائد الحب ولوعة الفراق ...

ولكن بإمكانِ كل شخصٍ أن يُصنفَ على حسبِ ذوقِهِ وإحْساسهِ .

في هذا الموضوع البسيط أتمنى أن يضعَ كلُ واحدٍ ماراقَ له ومافُتن به ولعلي أبدأ بالقصيدة الخالدة لقيس بن الملوح ( مجنون ليلى ) الذي يقول في مطلعها :

تَذكَّرتُ ليلى والسنين الخوالِيا """ وأَيّام لا نخشى على اللهو ناهِيا
ويوم كظلِّ الرمح قصّرتُ ظلَّهُ """ بِليلى فلهّاني وما كُنتُ لاهِيا

إلى أن قال :

أَعُد الليالي ليلة بعد ليلةٍ """ وقد عِشتُ دهرا لا أَعدُّ اللياليا
وأَخرُجُ من بينِ البيوت لعلّني """ أُحدّثُ عنكِ النفس بالليل خالِيا
أَراني إِذا صلَّيتُ يَممتُ نحوها """ بوجهي وإِن كانَ المصَلّى ورائِيا
وما بِي إِشراكٌ ولكنَّ حُبَّها """ وعُظم الجَوى أَعيا الطبيب المُداوِيا
أُحب من الأَسماءِ ما وافقَ اسمها """ أَو اشبههُ أَو كان منهُ مُدانِيا

إلى آخر هذه الرائعة ويبلغ تعداد أبياتها 70 بيت ويزيد

هذه من الروائع التي قرأت .

ولكن كما قلت هذا أمر راجع لذوق القارئ فقد يستحسن ما استقبح ويستحسن ما ستقبح .

إشارة = يقال - في الفن - الأجمل لم يأتي بعد !!!

إشارة = هناك كُتب عُنيت بقصائد الحب العذري الجميل فجيد أن يُستفاد منها وتُراجع

في الختام تقبلوا فائق مودة أخيكم
ثريول