بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » بين إسلامِ السلف ، وإسلام ابنِ محمود

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 18-08-2005, 02:15 AM   #1
ناصرالكاتب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
بين إسلامِ السلف ، وإسلام ابنِ محمود

ابنُ محمود: هو محمد بن علي المحمود، الكاتب في جريدة الرياض، والمدرس في جامعة القصيم، كتب في بعض المنتديات، وعرض علينا قطعةً من عقلِه المقطوع عن النور..

بسم الله الرحمن الرحيم

[align=right]خلافُنا مع ابن محمود ليس في موقفه من شخص، أو حكمه في قضية مختلَفٍ فيها، وحسب؛ بل إنَّ للرجل فهماً للإسلام يغايرُ فهمنا.

سنجد –غالبا- حين نختلف –من دونه- في قضايا الاعتقاد: نصا شرعيا يحسم خلافنا –إن تجرَّدنا عن علائقِ الهوى-، ويجلي وجه الحق لنا؛ لكننا لن نستطيع أن نلتقي مع ابن محمود بمجرد أن نورِد (النص الشرعي) في المسألة المختلَف فيها. وليس ذلك لأنه أعلم منا! -فهو أستاذ جامعي-؛ إذ إنَّ الصورةَ نفسها تتكرر حين يكون خلافه مع (دكاترة) جامعة.

وسبب ذلك هو –كما أسلفت-: أنَّ للرجلِ فهما للإسلامِ يغاير فهم أهل الإسلام.
وإنِّي موردٌ لك أخي القارئ كلماتٍ لبعضِ أئمة المسلمين تعبِّرُ عن فهمهم لهذا الدين ستعرف من خلالها الفرق بين ذلك الكاتب، وبين أهل السنة ومن ينتسب إلى السنة:

قال بعضُ السلف: ((مِن الله الرسالة، وعلى الرسول –صلى الله عليه وسلم- البلاغ، وعلينا التسليم)).

لم يجعل السلف الصالح ميزانَ الأخذِ بالنص الشرعي في النظر بمستوى ارتقائه بحضارتنا المادية؛ إذ هم (مؤمنون) وهم على يقين من أن المصلحة –كلّ المصلحة- في التسليم للوحي، والأخذ به بقوة.

ولقد نالوا بذلك العزّ في الدارين.

وقال ابنُ سيرين –رحمه الله-: ((كانوا يرون أنَّهم على الطريق ما كانوا على الأثر)).

وقال بعضُ السلف: ((ليس طريق أقصد إلى الجنة من طريق مَن سلَك الآثار)).
وقال الإمام أحمد –رحمه الله-: ((السنة عندنا آثار الرسول صلى الله عليه وسلم، والسنة تفسّر القرآن، وهي دلائل القرآن)).

فذلك السبيلُ الذي ذكره السلف الصالح رحمهم الله، هو سبيل النجاة، وعلينا أن نسلكَه كي نكون من أهل النجاة –بإذن الله-.

وذلك السبيل –أيضاً- سبيلٌ إلى العزِّ والتمكين في الدارين. قال تعالى: {إن تنصروا اللهَ ينصركم}.

ولأدعياء التنوير مسالك أخرى في فهم الدين، وهي لن توصلهم إلا إلى تحقيق أهوائهم؛ فمن غشَّى قلبَه بحجاب الهوى لن يفهم الدين أبدا.

أخي القارئ اقرأ معي هذا الكلامَ النفيس في (وصف أهل الاتباع، ووسم محكمي العقول) ففيه من التوضيح ودفع اللبس ما تطرب له قلوب المؤمنين:

[نجاةُ المتَّبعين، وهلاك المعرضين]:
((فمن أخذ في مثل هذه المحجة (يعني سلوك سبيل السلف الصالح) وداوم بهذه الحجج على منهاج الشريعة أمن في دينه التبعة في العاجلة والآجلة وتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها واتقى بالجنة التي يتقي بمثلها ليتحصن بحمايتها ويستعجل بركتها ويحمد عاقبتها في المعاد والمآل إن شاء الله.

ومن أعرض عنها وابتغى في غيرها مما يهواه أو يروم سواها مما تعداه أخطأ في اختيار بغيته وأغواه، وسلكه سبيل الضلالة، وأرداه في مهاوي الهلكة فيما يعترض على كتاب الله وسنة رسوله بضرب الأمثال ودفعهما بأنواع المحال والحيدة عنهما بالقيل القال مما لم ينزل الله به من سلطان ولا عرفه أهل التأويل واللسان ولا خطر على قلب عاقل بما يقتضيه من برهان ولا انشرح له صدر موحد عن فكر او عيان فقد استحوذ عليه الشيطان وأحاط به الخذلان وأغواه بعصيان الرحمن حتى كابر نفسه بالزور والبهتان.


[نتائج تحكيم العقل في أمور الشريعة]:

فهو دايب الفكر في تدبير مملكة الله بعقله المغلوب وفهمه المقلوب: بتقبيح القبيح من حيث وهمه أو بتحسين الحسن بظنه أو بانتساب الظلم والسفه -من غير بصيرة- إليه أو بتعديله تارة كما يخطر بباله أو بتجويره أخرى كما يوسوسه شيطانُه أو بتعجيزه عن خلق أفعال عباده، أو بأن يوجب حقوقا لعبيده عليه قد ألزمه إياه بحكمه لجهله بعظيم قدره وأنه تعالى لا تلزمه الحقوق بل له الحقوق اللازمة والفروض الواجبة على عبيده وأنه المتفضل عليهم بكرمه وإحسانه.

ولو ردَّ الأمورَ إليه ورأى تقديرها منه وجعل له المشيئة في ملكه وسلطانه ولم يجعل خالقا غيره معه وأذعن له كان قد سلم من الشرك والاعتراض عليه.

فهو راكض ليله ونهاره في الرد على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والطعن عليهما.
أو مخاصما بالتأويلات البعيدة فيهما،
أو مسلطا رأيه على ما لا يوافق مذهبه بالشبهات المخترعة الركيكة حتى يتفق الكتاب والسنة على مذهبه وهيهات أن يتفق.
ولو أخذ سبيل المؤمنين وسلك مسلك المتبعين لبنى مذهبه عليهما واقتدى بهما ولكنه مصدود عن الخير مصروف.

فهذه حالته إذا نشط للمحاورة في الكتاب والسنة.

فأما إذا رجع إلى أصله وما بنى بدعته عليه اعترض عليهما بالجحود والإنكار وضرب بعضها ببعض من غير استبصار واستقبل أصلهما ببهت الجدل والنظر من غير افتكار وأخذ في الهزو والتعجب من غير اعتبار استهزاء بآيات الله وحكمته واجتراء على دين رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته وقابلها برأي النظام والعلاف والجبائي وابنه الذين هم قدلة دينه.

[وصف حال أهل الضلال الذين جمعوا مع ضلالهم وصفَهم لأهل السنة بالتقليد والحشوية ونحو ذلك]:

ثم ما قذفوا به المسلمين من التقليد والحشو.
ولو كُشِفَ لهم عن حقيقةِ مذاهبهم كانت أصولهم المظلمة وآراءهم المحدثة وأقاويلهم المنكرة –كانت- بالتقليد أليق، وبما انتحلوها من الحشو أخلق، إذ لا إسناد له في تمذهبه إلى شرع سابق، ولا استناد لما يزعمه إلى قول سلف الأمة باتفاق مخالف أو موافق.
إذ فخره على مخالفيه يحذقه، واستخراج مذاهبه بعقله وفكره من الدقائق، وأنه لم يسبقه إلى بدعته إلا منافق مارق أو معاند للشريعة مشاقق.
فليس بحقيق من هذه أصوله أن يعيب على من تقلد كتاب الله وسنة رسوله واقتدى بهما، وأذعن لهما واستسلم لأحكامهما، ولم يعترض عليهما بظن أو تخرص واستحالة: أن يطعن عليه؛ لأنَّ بإجماع المسلمين أنه على طريق الحق أقوم وإلى سبل الرشاد أهدى وأعلم وبنور الاتباع اسعد ومن ظلمة الابتداع وتكلف الاختراع أبعد وأسلم من الذي لا يمكنه التمسك بكتاب الله إلا متأولا ولا الاعتصام بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا منكرا أو متعجبا ولا الانتساب إلى الصحابة والتابعين والسلف الصالحين إلا متمسخرا مستهزيا.
لا شيء عنده إلا مضغ الباطل والتكذب على الله ورسوله والصالحين من عباده.

وإنما دينه الضِّجَاج (أي: المشاغَبَة) والنفاق والصياح واللقلاق (شدة الصوت في حركة واضطراب) قد نبذ قناعَ الحيا وراءه وأدرع سربال السفه فاجتابه وكشف بالخلاعة رأسه وتحمل أوزاره وأوزار من أضله بغير علم)) اهـ من كتاب: كتاب: (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) للإمام أبي القاسم اللالكائي –رحمه الله- (بتصرف يسير).

أما بعد؛ فقد كان في الصدر كلام؛ لكنني أكتفي -الآن- بما قاله الإمام اللالكائي رحمه الله.[/CENTER]




__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة].
[/mark]
صفحة ناشر الفصيح
ناصرالكاتب غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:51 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)