|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
19-08-2011, 11:14 AM | #1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
هذه طريقتهم في الصلاة !!
شباب في أعمار الفتوة والصّبا , وهبهم الله صحة في أجسادهم , وأمناً في بلادهم وأهليهم , ورغَداً في عَيْشِهم , أصبح لهم منهج جديد في الصلاة لم أعهده إلا بأخَرَةٍ من الزمان , يخشى أن يمتد الأمر إلى ما هو أسوأ وأنكى . ديدن الكثير منهم قضاء الصلاة وتأخيرها , ومنهج غالبيتهم الذهاب إلى المسجد عند الفراغ دون أن تقيدهم جماعة أو نداء , فلا تعجب أن تدخل المسجد قبيل النداء لصلاة المغرب فيقابلك أولئك وقد خرجوا مُصَلِّينَ العصرَ الآن , وكأن الواحد منهم لم يسمع ولم يتعلم ولم يقرأ قول الحق تبارك وتعالى : { إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} (103) سورة النساء . فانتشرت الجماعات الشبابية في المساجد في أي وقت , وحتى بعد طلوع الشمس , وهم في لهوهم جالسون , وفي غفلتهم سامِدون ! ثم إذا أووا إلى المسجد لأداء الصلاة , وحانت منك التفاتة فإنك ترى العجب العجاب في شكل الصلاة وطريقتها وهيئتها , فالأجسام تتمايل كأنها أغصانٍ بانٍ توشك أن تسقط , والأيدي تتخطف من أمامك تحريكا للشّعر , ومداعبة لجهازه الذكي الذي يزيد غباء فوق الغباء ! الركعات تتوالى كلمح البصر , والقراءة تهمس وكأنها أحجية لا ينبس بها الإمام إلا متكلفاً . ركوعهم ليس إلا انحناءة الرأس قبل أن يرفعه بسرعة البرق , ليهوي ساجداً وكأنه لم ينطق بحرف من تلك الأذكار العظيمة في هذه المواطن ! سرعان ما ينتهون فيهب الواحد منهم خارجا كالملدوغ الذي ساورته ضئيلة من الرقش , فتحاول أن تلحق به فلا تستطيع ! ألم يمر بكم مثل هذه المواقف – بارك الله فيكم – لشباب تربوا في بيوتنا , ونهلوا من مدارسنا , وشربوا من عقيدتنا ؟ أين الخشوع المعقول ؟ أين الحرص على أداء الفريضة العظيمة ؟ هل وصل بنا الحال أن نفرح فقط لمجرد أن فلانا يصلي ؟ لكن متى يصلي ؟ وكيف يصلي ؟ هذا لا يهم ؟ جاء القرآن العظيم بالوعيد الشديد للمتهاون في صلاته , فضلا عن تاركها , فالغَيّ لمن أضاع الصلاة {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا } (59) سورة مريم . وهل الأعمال هذه إلا إضاعة للصلاة ؟ والويل لمن كان ساهيا عن الصلاة غير مبالٍ لها {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ , الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ } سورة الماعون . والكسل عند أداء الصلاة والقيام لها صفة ملازمة للمنافقين {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً} (142) سورة النساء {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ} (54) سورة التوبة فهلا كان لنا وقفة جادة لنصح أولئك الشباب , ووعظهم وإرشادهم لأداء الصلاة على الوجه الأكمل , وهم ولا شك قريبٌ مأخذُهم , طيبةٌ قلوبهم , سهلٌ انقيادُهم للحق شريطة حُسْن الموعظة , وحكمة الدعوة , ولطف المقابلة . ومن توكل على الله كفاه . نسأل الله أن يهدينا ويهدي شبابنا للتي هي أقوم , وأن يبصرهم دينهم , ويكفيهم شر طوارق الليل والنهار وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
|
الإشارات المرجعية |
|
|