|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
23-08-2005, 10:23 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2003
البلد: حيث الهدوء كان !
المشاركات: 1,241
|
& الخواء الروحي الذي نعيشه &
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: أحبتي الكرام: أحييكم بتحية الإسلام؛ فعليكم من الله الرحمة والسلام. داء عضال، ومرض فتاك، ظهرت بوادره على كثير من شبابنا وحتى شيبنا هداهم الله جميعاً، وأقصد بكلامي هنا الشباب المستقيم، خواء روحي، وفراغ ذاتي. إن المقصود أحبتي بالخواء الروحي أو الفراغ الروحي سمه ما شئت هو: فراغ القلب من التحنث والتعلق بالله رب العالمين أو: ضعف الصلة بالله أو عدمها، أو الإستقامة الجوفاء ، تعددت الأسباب والمقصود واحد. أحبتي: إن الملاحظ والمشاهد اليوم على كثير من الشباب الذين يوصمون بالإستقامة ويعرفون بها أنهم ومع الأسف الشديد أشكال ومظاهر عديمة المخابر، لاترمني بالسب والشتم حتى أبين مقصودي من هذا الكلام فما أنا إلا أريد الإصلاح ما استطعت، انظر إلى حال هؤلاء مع صلاتهم فهي المقياس، تجد أنهم هم الذين يقضون بعد الإمام دائماً، مع أن الصحيح الذي يوافق ظاهرهم أنهم يأتون إلى الصلاة قبل أن يقام لها ليستعد القلب لمناجاة الله جل وعلا. أحبتي: إن القلب لا بد له في هذه الحياة الدنيا أن يتعلق بشيء ما، انظر إلى الشباب المستقيم وغير المسقيم في الزمن الأول، فرق عظيم ، وبون شاسع، لأن الشاب المستقيم في ذلكم الحين قوي الصلة بالله والذلة له، بخلاف الشاب الغير مستقيم في ذلكم الحين، ولكن في زماننا هذا والله المستعان لا فرق بين الشاب المستقيم والشاب الغير مستقيم سوى المظهر الخارجي فقط في كثير من الشباب هداهم الله، وما ذاك إلا من الفراغ الروحي الذي يعيشونه. إن على الشاب في ذلك الوقت كما هو الواجب في كل وقت: أن يكون مظهره مطابق لمخيره، ويظهر لك ذلك جلياً بتقليب سير أولئك الأعلام، وبالمثال يتضح المقال: 1) ذلكم الشاب الصالح عبدالله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه لما دعى له النبي صلى الله عليه وسلم في هاتيك الليلة التي بات عبدالله عند خالته ميمونة رضي الله عنها لماذا؟ لأنه عرف حرصه على الخير، وتعلم الهدي النبوي الشريف في قيام الليل ليتخذه سلماً يرقى به في درجات العبودية الحقة، بهذا الحرص نال دعوة وصلت بركتها لا لعبدالله فحسب بل الناس استفادوا من تلك الدعوة فأصبح قول ابن عباس رضي الله عنه مقدم على قول غيره في التفسير، ونال لقب: ترجمان القرآن، وياله من شرف. 2) ومن التابعين الأفذاذ: عروة بن الزبير عندما بدأت الآكلة في رجله وقرر الأطباء قطع رجله وقالوا: لابد أن تشرب الخمرة لئلا تحس بألم القطع فماذا قال لهم؟؟ قال: إذا أنا صليت فابدؤا بقطع رجلي، فلما بدأوا بقطعها لم يلتفت إليهم فما أكملوا قطعها غشي عليه من كثرة الدماء التي خرجت، ولما أفاق أخبر بموت ولده وهو من أحب الناس عنده، عندها قال: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه، لماذا كل هذا الصبر والتحمل؟؟ إنها نتاج قوة الصلة مع خالقه ومولاه فرحمه الله ورضي عنه. أيها الكرام: لم تأت هذه الأمثلة صدفة لا وألف لا، بل هي مع توفيق الله إصرارهم ومجاهدتهم لأنفسهم الأمارة بالسوء، وقوة اتصالهم مع الله، والتطلع إلى رضاه أوصلهم إلى أن كانوا نجوماً يحتذى بهم، قال الله: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} (90) سورة الأنعام وقد يقول قائل: إن الزمان قد تغير فنقول له تنازلاً نعم ، لكن الإنسان هو الإنسان. أيها الإخوان: أجد نفسي مظطراً لذكر شيء من مظاهر وأسباب هذا الخواء أو الفراغ الروحي الذي نعيشه: 1- ضعف الخشوع في العبادات وخاصة الصلاة. 2- قلة أو انعدم قيام الليل، لأنه دأب الصالحين، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. 3- ترك أو قلة قراءة القرآن. 4- قلة زيارة المقابر. 5- قلة التحدث في الأمور الإيمانية. 6- الانشغال في خطام الدنيا الزائل. 7- قسوة القلب. 8- الترخص في كثير من المباحات، وبعض الشبهات.(1) يا شباب الإسلام: إني أدرأ بكم أن تكونوا من الهمج الرعاع، لافي العير ولا في النفير، وأن تكونوا مظاهر بلا مخابر. نريد منكم يا شباب الجيل أن تقووا صلتكم مع ربكم، كما كانت سلفكم. نريد منكم أن تفقهوا سير أسلافكم فتضعوها نبراساً لكم. كونوا قوامين بالليل، صوامين بالنهار. كونوا على اتصال مع الله بحبل الدعاء، {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (55) سورة الأعراف. كونوا من الخاشعين المخبتين. كونوا من المؤمنين الصادقين. كونوا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين. نريد منكم يا شباب الإسلام أن تكونوا رهباناً بالليل فرساناً بالنهار، بهذا تلحقوا بركاب أسلافكم. لا نريد شباباً لبسوا ثياب الصلاح وهم رجال سوء، غفلوا عن تجميل ثيابهم باستقامة مخابرهم والله المستعان. أخيراً أقول: يعلم الله أني لا أريد إلا الإصلاح مااستطعت وما توفيقي إلا بالله. وفي النهاية: إن تجد عيباً فسد الخللا......جلَّ من لا عيب فيه وعلا لعلي أوضحت لكم ما أريد، مع قلة في البضاعة، وضعف في العبارة، أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، والهداية والرشاد، والعون من رب العباد، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير صلى الله على الهادي البشير والسراج المنير وعلى آله وأصحابه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه محبكم: ليث الغاب ( أبو عاصم) في صبيحة يوم الثلاثاء 18/7/1426هـ في تمام الساعة التاسعة وست دقائق. [line] (1) نقلت أكثر هذه الأسباب من كتابات الداعية عبدالحميد البلالي مع تصرف بسيط ، ولم أنقل شيئاً سواها. |
الإشارات المرجعية |
|
|