بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » وقفة مع اسم العضو التنويري ..!!؟

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 26-08-2005, 07:10 PM   #1
مسدد
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2003
البلد: +_-^0 مهبط الوحي 0^-_+
المشاركات: 121
وقفة مع اسم العضو التنويري ..!!؟


أحبابي في الله إعضاء هذا المنتدى الميمون ..
أحيكم بتحية أهل الإسلام, وتحية أهل الجنة, فسلام الله عيكم ورحمته وبركاته وبعدُ:
مما لاشك فيه و لاريب أن الإسماء لها معانٍ ومدلولات في اللغة العربية , فكل اسم يتسمَى به الإنسان سواءً كان الاسم صريحاً أو مستعاراً فإن له مدلوله وكنهه وماهيته في الإنسان , بل إن الاسم يعبَر عمَا يكنه الإنسان من مبادئ وأفكار و أرآء , وإن الناظر والمتأمل في الأسماء وخاصةً (المستعارة) فإنها تنطلق من التركيبة العقلية والنفسية والجسمية التي يجسدها الإنسان لنفسه ويصمها لذاته, كيف لا وهو الذي إختارذلك الاسم, وقديماً قيل كل له من أسمه نصيب ..!!؟

إخوتي الأفاضل..
عزيزي التنويري...
في تقديري أن الاسم الذي إتخذته لك شعاراً .. ورمزته لنفسك فيه خطأ شرعي ومحذور عقدي , لان مصطلح التنوير من مدلولات ومفاهيم غربية لاتمت للإسلام بصلة ..

أخي الغالي (( التنويري)) ..
أعتقد إعتقاداً جازماً ,بل أحلف ولا أحنثُ أنك صاحب مبادئ إسلامية قويمة وثوابت راسخة, وذلك ظاهر من خلال إطروحاتك في المنتدى, وتسميتك لنفسك بـ (التنويري ) في نظري القاصر أنها سبقت قلم وزلة مغفور لك بإذن الله ..

أخي الفاضل (( التنويري)) .............. إخوتي الاكــــارم..
لي ثمة وقفة حول مفهوم التنوير, فالتنوير مشتق من النور وأصلها في الانجليزية: ( enlightenment)
وأصل التسمية في مقابل العصور الظلامية التي كانت تحتكر العقل الاروبي فلما تحرر سيطرة الكنيسة الظلامية واستنار العقل سميت تلك الففترة بالتنوير.
_ عرف حسن حنفي التنوير بقوله إجتماع العقلانية والتجريبة معاً في فلسة واحدة ثم توجيههما نحو النقد الاجتماعي من أجل تغير الأوضاع الاجتماعية و الساسية والاقتصادية.
ويرى محمود زقزوق أن التنوير هو التمسك بالعقل الانساني والتحرر من كل أشكال السلطة المقيدة لحرية هذا العقل بما في ذلك من سلطة الدين.
ويرى الدكتور عبد الرحمن الزنيدي أن للتنوير أطلاقين:
الأول: في بداية نشأته :ويراد به الاتجاه الذي يعتمد على المنهجية التجريبة فقط.
الثاني:بعد استقرار مفهوم التنوير ويراد به الركون إلى التجريبة مصدراً للمعرفة,والبقاء في عالم الحس محالاً. ومصطلح التنوير كما ظاهر من أصل الكلمة في اللغة الانجليزية ترجم بنفس معناه في العربية. وانتقل التنوير كمصطلح وفكر إلى العالم الإسلامي بل وكان التيار الذي انتقل إلى العالم الاسلامي هو أشهر تيارات التنوير وهو التيار الفرنسي الذي كان أكثر جراءة أمام الأديان والنظم السياسية ويمثله وديدرو ومونتسيكو الذي ترجم كتابه الطهطهاوي...
فخلاصة الكلام أن التنوير مصطلح مراوغ يدخل في جملة المصطلحات المخادعة التي استعملت باستفاضة تسويقية تدليسية لترويج تلك الأفكار الثقافية التي جاءت بها منظمات الغوث الاستغرابي، لمنظمات ( مثقفون بلا حدود ) على غرار ( أطباء بلا حدود ) التنصيرية...

والتنوير كمصطلح مثقل بالدلالات لا يبتعد كثيراً عن مفهوم حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ( يشربون الخمر ويسمونها بغير اسـمها )...

وقد يتجوز بعض الناس في استعمال هذا المصطلح من باب تسمية الأعمى بصيراً وتسمية إخواننا المصريين للأصلع شعراوي، وعند النظر في أصول ومتطلعات وأفكار من يتسمون بالتنويريين فإن أول ما يخطر على البال تلك المغالطة الفرعونية حين قال: ( وما أهديكم إلا سبيل الرشاد )...

وقد شاع مصطلح الاستنارة والتنوير للإشارة إلى كتابات العلمانيين الذين حرصوا على نقل الفكر الغربي دون كبير عناء اللهم إلا في الترجمة والاقتباس والمحاكاة، والفرق بين مصطلح التنوير في الغرب وفي البلاد الإسلامية، أنه في الغرب نابع من احتياجاتهم ومن تاريخهم ومن معطيات دينهم المبدل،فهو يصور نوعاً من التحول الايجابي بالنسبة لهم، والمصطلح في ذاته بالنسبة للغرب مصطلح أصيل فهو غربي المولد والنشأة والقوة والفتوة...
أما في بلاد المسلمين في بلاد المسلمين فهو مصطلح مستنبت وغريب على كيان الأمة، لا ينبع من احتياجها ولا من تاريخها ولا يتوافق مع معطيات دين الإسلام...

فهو صوت بلا معنى وجسد بلا روح ودال بلا مدلول، اللهم إلا مدلول الصراع الذي قسم المسلمين إلى معسكرين، معسكر يعتبر دين الإسلام أصلاً ومنهجاً ومنطلقاً ودستور حياة، ومعسكر المعاكسين لهذه القضية معاكسة كلية أو جزئية...

وسيبقى هذا الصراع محتدماً ما دامت أطرافه موجودة.!!؟

ومن جهة أخرى فإن مصطلح التنوير في الغرب يشير إلى مجموعة من الخصائص والمقومات ليست موجودة في التفكير العربي الذي يوصف بالتنويري...

وكمثال على هذه الحقيقة نأخذ قضية (الدين) التي هي محور الصراع، حيث نجد جهلاً ذريعاً بالدين وتعريفه ومعناه وأصوله وقواعده وكلياته وثوابته فضلاً عن فروعه وجزيئاته...
ولذلك نجد من يقال لهم تنويريون يسعون لمناقضة ومعاكسة مفاهيمه جهلاً به وتعصباً لقناعات غربية غرست في عقولهم...

ونجد ممارسات وأقوالا تدل على جهل فظيع ( ومن جهل شيئاً عاداه ) مرة يبرر هذا الجهل باسم العقلانية، ومرة باسم الصراع بين العقل والنقل، ومرة باسم المصلحة، وفي أقصى درجات التطرف نجد من يدعو لنبذ الدين الإسلامي بالكلية لأن ذلك هو التنوير وطريق التطوير حسب هذا الزعم الجاهل.

بل أستطيع أن أقول بأن هؤلاء الذين يدعون التنوير لديهم جهل مركب حتى بالفكر الغربي، حيث توجد دراسات غربية صدرت ونشرت تبين سوالب وتناقضات الفكر التنويري الغربي، بل ذهب بعضهم إلى أن النازية والإبادة وأسلحة الدمار الشامل واستعمار الشعوب هي ظواهر كامنة في فكر حركة التنوير الغربي، وكان من الواجب على تلامذة الغرب والمعجبين بهم أن يطلعوا على النتاج الذي يؤكد على وجوب إعادة النظر في ظاهرة التنوير ونتائجها السلبية ولكن هذا حال تجار الاستيراد الفكري، يأتون لنا بأفكار غربية قد تجاوزها الغرب وبين نواقصها وطرح غيرها، وأصحابنا يأخذون " الخردة " ويسمسرون بها في سوق الإعلام والثقافة ويستعرضون علينا عضلاتهم البالونية المسماه زيفاً ( ثقافة وأدب وفنون ).

ولا بد لنا أن نفرق بين من ينسـبون للتنوير من علماء الإسلام ودعاته ومثقفيه أمثال محمد عبده ورشيد رضا وجمل الدين الأفغاني ومالك بن نبي، ومن ينتسبون للتنوير من مثقفي العصرانية والتعقلن والعلمانية والحداثة...

فالقسم الأول ينطلق من دين الإسلام ويؤمن به جملة وعلى الغيب، أما القسم الثاني فهو مليء بالشبهات عن دين الإسلام ومترع بالأوهام، وفائض بالجهالات فيما يتعلق بالدين، وينبغي عدم التسوية بين هاتين الطائفتين وعدم الخلط بينهما، وذلك لأننا إذا تتبعنا أقوال ومواقف من يوصفون بالاستنارة من الصنف المجافي والمستدبر للدين فإننا نجدهم ينطلقون من أصول فكرية واعتقادية مخالفة لجوهر الدين وأولياته وكلياته..

وأخيراً أحبابي في الله ..
هذا الطرح من بُنيات أفكاري للتو كتبتها وسطرتها .. وماتلك الافكار الا عبارة عن عصف ذهني لبحث سابق كتبته بعنوان حركة التنوير في العالم الاسلامي.. إذ أنني أكاديمي ومتخصص في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة..
ولعل الوقت يسمح لي أن أكتب لكم أعزائي القراء أصول ومبادئ الفكر التنويري وبض المراجع لمن أراد الاستفادة..

قاله وكتبه محبكم في الله ... مُسدد بن مُسرهد ... @
__________________
[c] اهداء من أخي الغالي " غـنـدر "

[/c]
مسدد غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:03 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)