|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
07-09-2011, 08:19 AM | #1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
القول الفصل في كتابة ( إن شاء الله ) والمعنى المترتب على الخطأ الإملائي .
كثر الحديث حول كلمة ( إن شاء الله ) وأن من يكتبها ( إنشاء الله ) فقد ارتكب خطأ عقديا فوق الخطأ الإملائي , لأن معنى إنشاء أي خلق , ويكون المعنى : خلق الله , أي أن الله مخلوق , ويتداولون كلاما منقولا عن ابن هشام في شرح الشذور , فأقول وبالله التوفيق . أولاً : كتابتها : إنشاء الله . وهذا خطأ إملائي ظاهر ؛ لأنَّ الجملة مكونة من ثلاث كلمات : ( إنْ ) الشرطية , والفعل ( شاء ) والفاعل : لفظ الجلالة ( الله ) . وأداة الشرط ( إنْ ) لا يجوز لها أن تتصل بالفعل بعدها , بل يجب أن تفصل فتقول : إن شاء الله , وإن سافرَ محمدٌ سافرتُ معه , وإن تزرني أكرمك ... ونحو ذلك من الأفعال , وهذا لا نختلف فيه . ثانياً : قال ابن هشام في شرح الشذور : " ولما اختص هذا النوع بأنَّ إيجاد لفظِه إيجادٌ لمعناه سميَ إنشاء , قال الله تعالى : " إنا أنشأناهن إنشاءً " أي : أوجدناهن إيجاداً " شرح شذور الذهب : 32 . فكلام ابن هشام شرح لكلمة ( إنشاء ) وليست شرحا لكلمة ( إنشاء الله ) , وبين الاثنين فرق كبير . ثم كان الأولى في هذه المسألة الرجوع إلى معاجم اللغة العربية كمقاييس اللغة ولسان العرب وتاج العروس ونحوها , وليس لكتاب نحوي خاص . ثالثاً : تنزيل كلام ابن هشام على ( إنشاء الله ) والقول بأن : إنشاء الله يحمل خطأ عقديا , وذلك بأن المعنى ( إنشاء الله ) أي : إيجاد الله , أي أننا أوجدنا الله , تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا . فهذا جهل باللغة العربية , وضلال كبير عن المقصد , ولا يقول به إلا من لم يؤتَ حظا من لغة العرب الفصيحة الواضحة . ولكي يُفهم مرادي أحب أن أبين ما يلي : المصدر يضاف إلى فاعله وإلى مفعوله , فالنوع الأول : إضافة المصدر إلى فاعله : فتقول : هذا عَمَلُ محمدٍ , فالمصدر ( عمل ) أضيف إلى فاعله وهو محمد , يعني أن محمد هو الذي عمل , وهذا كثير في القرآن ومن ذلك قول الله تعالى : {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ } (11) سورة لقمان . فقوله ( خلق الله ) المصدر ( خلق ) أضيف إلى فاعله ( الله ) أي : هذا مخلوق الله . ومنه قوله تعالى : { وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ } (251) سورة البقرة { وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ } (40) سورة الحـج فالمصدر ( دفع ) في الآيتين أضيف إلى فاعله ( الله ) فالله هو الدافع . النوع الثاني : إضافة المصدر إلى مفعوله , وهذا قليل في اللغة , ومن ذلك أن تقول : تأثرتُ من قتل الأطفال في فلسطين , فالمصدر ( قتل ) أضيف إلى مفعوله ( الأطفال ) , ومن ذلك قوله تعالى : { وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ } (97) سورة آل عمران فالمصدر ( حج ) أضيف إلى مفعوله ( البيت ) . نعود إلى موضوع النقاش كلمة ( إنشاء الله ) فإما أن نجعلها من إضافة المصدر إلى فاعله فيكون المعنى : أن الله هو المنشئ , أي الخالق كما قال تعالى {وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ} (78) سورة المؤمنون : أي خلق . فتكون كلمة ( إنشاء الله ) مثل ( خلق الله ) الواردة في آية لقمان . وإما أن نجعلها من إضافة المصدر إلى مفعوله , وهذا خطأ وفحش كبير , لأن المعنى أن الله مخلوق . وحين ننظر أي المعنيين مُراد نرى أن المعنى الأول أقرب لأنه لا يمكن لعاقل على وجه الأرض أن يعترف بأن الله مخلوق , بل إن الكائنات كلها والبشر كلهم مسلمهم وكافرهم يعترفون بأن الله تعالى هو الخالق . ولأن إضافة المصدر إلى فاعله في اللغة أكثر من إضافة المصدر إلى مفعوله . وكل هذا الكلام لا قيمة له لأن أصل إنشاء الله : إن شاء الله ,وهو الصواب فيها إملائيا بلا خلاف . ومن يكتبونها ( إنشاء الله ) فهم يريدون الشرط والتعليق ولا يريدون شيئاً غير ذلك , وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :" إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى " . فلماذا نتهم نيات الناس في كلمة قصاراها أنها خطأ إملائي , ولا تحمل أي خطأ عقدي إلا لمن لديهم ضعف وقصور في فهم كلام العرب , وهؤلاء ليسوا حجة ؟؟؟ أسأل الله العلي القدير أن يرزقنا الفقه في دينه , وأن يعلمنا ما ينفعنا إنه سميع مجيب . أخوكم : علي الحامد . بريدة 9/10/1432 .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
|
الإشارات المرجعية |
|
|