[فهد المزيني]

في محاولة مني لمراجعة عيادة عيون ، وماأقلها ، في بريدة ، توجهت إلى مركز (طب عيوني ) الواقع غرب الإمارة بصفته مركزا خاصا يمثلة استشاري قادم من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ، إضافة إلى احتفاظه بملف خاص سبق وأن راجعت فيه أخصائي أصدر لي كشف نظارة جديد .
دخلته في الصباح فبحثت عن الموظفين فخرج لي أحدهم من وراء ردهة ليقول : في الدور الثالث . صعدت فوجدت ممرضة تتمطى بغرور:
- عندنا لك ملف ؟
أعطيتها ورقة ودون أن تستلمها نقلت رقم الملف ثم أضافت :
- مئتا ريال لو سمحت.
- لحظة ! الأخصائي موجود؟
- لايوجد غير الاستشاري.
- لكن مراجعاتي عند الاستشاري ويعرف حالتي بالضبط.
قالت باشمئزاز وترفع :
- لايوجد غير الاستشاري تريد أم لا؟
- حسنا . ممكن أكلم الاستشاري ؟
- لايمكن .
سألتها بذل :
- أسأليه وأخبريه عن حاجتي لرؤيته فقط لثواني.
ولما رأت عنادي طلبت مني الجلوس وراحت توشوش مع سعادة الدكتور ، فنادتني وقالت:
- يقول يناقش الإدارة تحت.
أذن دفعت المئتي ريال مضطرا ودخلت على سعادة الاستشاري فذهلت وانصعقت إلى درجة الرعب ! وجدته ببدلة وبنطال أخضر مهترئ بلحية غير منسقة وشعر مشعث وشارب تهدل إلى منتصف شفته السفلى . رحب بي بمصلحية واضحة وعمل كشفا مستعجلا وهو يثرثر مع ممرضته المصرية والفلبينية .
وبعدها راح يقنعني بكل ماملكت يداه بعمل عملية الليزر لتصحيح النظر ، وبعدها قام ليريني غرفة تصحيح النظر(العمليات) المتواضعة التي لاتنسجم مع أبسط مسائل الذوق الطبي والحضاري ..
لاأريد الإطالة : الرجل يعاني من بطالة وقلة في الزبائن فكان يصطاد عملاءه للزج بهم في عمليات قد تنجح أو لاتنجح خاصة بالنسبة لاستشاري لم يحظ بسمعة رائدة كبقية العيادات .
كان أسلوبه مصلحي إلى درجة الغباء في استدراج الناس ومحاورته بشعة خصوصا عندما يحدثنا عن الأحكام الدينية في بعض المسائل لإقناعنا بأنه (ابن بلدنا) وفاهم في شغلته لكنه للأسف الشديد قدم صورة منفرة لمهنته سواء في الشكل أو المضمون .