[عُباب]

لم أعاتب مطلقاً على ما بدر من تصرفات متكررة تخدش بروحي قبل ذاتي
ليس لأني عاجزة عن العتاب و المواجهة ولكن لأني أخشى أن أعاتب فأتلقى أوجع مما حملت
مضيت لأمحي جميع ما يذكرني بما قرأت رغم شخصيتي الغير متسامحة ولكن معكِ تتروض قسوتي
و أخذت أصنع الأعذار و أقول لعل هناك عذرا وسبباً نكرة لم يعرفه قاموس المعرفة
و لا أعلم هل هذه سذاجة أم وفاء و إخلاص !
غضضت من بصري عن هذه الأحرف و ذهبت لأرمي بجسدي على سرير وثير لعلي ألقى بالنوم نقاهة من التفكير
ولكن هيهات هيهات , تقلبت يمنةً ويسرة ولم يفكر النعاس ملامسة جفناي
نهضت و اتكئت و أخرجت من الخزنة التي بجانبي ورقة باليه وقلم متصدع ربما حالهما لم يقل عن حالي !
وضعت الورقة على ركبتي والقلم بين إبهامي وسبابتي وكتبت و استرسلت
و لكن بالنهاية وضعت خطوطاً سوداء قاتمة على الكثير من الأسطر و أبقيت القليل التي قالت :
لم أكن لأتقمص شخصية أحد ما لأني لا أعتقد أن أحداً غيري يحمل من المتضادات الكثير سواي
و لم أكن قاصدة أن أحسد حين أمتدح صفة ما لأني مقتنعة بما أملك من الكثير من الإيجابيات
ولم أكن لأبكي عند كل سطر معاناة لأني موقنة أن هناك الكثير مما تخبئه لي الأيام
ولم أكن لأبغض أو أحمل بقلبي شيئاً من ( الزعل ) حين أحمل بقلبي مشاعر صادقة
لأني إذا أحببت أُحبب بعمق كما إذا كرهت أُبغض أيضا بعمق !

+عُباب