من مذكرات داعيه ( عرس لا كل الأعراس )
في ليلة من ليالي الصيف القمرية كنا قد دعينا إلى وليمة عرس ! لم تكن تلك المناسبة هي لأحد الأقارب أو الأنساب لنشاهد ما استجد من موضات أو آخر الصيحات وإنما كانت وليمة أقامتها أحد فروع الجاليات لأحد الأخيات ( مسلمه جديده ) التي لم يربطنا بها نسب أو قرابه بل كانت الرابطة أعظم من ذلك بكثير إنها كانت رابطة الدين ! فلم يكن أحد من الحاضرات إلا وعلت وجهها الفرحة والبشاشة وأعجب من ذلك أشد العجب فالحضور كانوا من أصقاع متباعده ومن بلدان غير متقاربه واللغات كانت متغايره , لكن القلوب كانت مترابطه !.. عروسنا كانت من أجمل العرائس فلقد تجملت وفاقت أغلب بنياتنا العرائس المتعريات وإلى الله المشتكى ! فلقد تحلت بلباسها الساتر الطويل رغم انها جاءت من حياة الغي والظلال إلا أنها بعد إسلامها هجرت تلك الحياة البائسة ! وقررت أن لا ترتبط إلا بزوج مسلم لتعيش حياة أسرسة تحفظ لها دينها فثبتها الله ,, تألق حفلنا روعة حينما طبقنا سنة نبينا بصوت الدف ورقص الجواري والهتافات والأناشيد التي تعالت من أخياتنا الوافدات المسلمات بلغه ركيكه ( بارك الله لك وبارك عليك . ) لم تستطع تلك الوجوه أن تخفي فرحة تلك القلوب التي تراقصت من الفرح والبهجة لإدخال السرور على تلك الغريبة المهاجرة وعلى الأخص حينما ذرفت عيناها بالدموع وتفوهت بتلك الكلمات التي سبقتها العبرات لتشكر الجميع على وقوفهم معها في هذا الموقف الذي يشتاق فيه الإنسان لأهله وذويه إلا أن أخوة الدين ومحاولة إدخال السرور على هؤلاء جعلها تنسى غربتها حينما وجدت أن قلوب الجميع اصبحت كالقلب النابض الواحد بالحب والعطاء
فسبحان من ألف تلك القلوب رغم إختلاف الديار !!