بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » أخطاء لغوية شائعة بيننا ...

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 22-09-2011, 09:22 PM   #1
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
أخطاء لغوية شائعة بيننا ...




هذه بعض الأخطاء اللغوية التي ألحظها كثيراً في الكتابات والخطب والمنتديات , وهي أخطاء تختص باللفظ والتركيب , ولا علاقة لها بالإعراب , لأن الأخطاء الإعرابية من رفع ونصب وجر لا يكاد يسلم منه أحدٌ إلا من رحم الله .
وإني أستمدُّ من الله العون والسداد , ثم من زملائي الأعضاء الإضافة والنقد والتوجيه .


1. كلما زرته كلما زاد في إكرامي ,, والصواب حذف كلما الثانية ,, كما قد رأيت أحد الفضلاء كتب هنا : " كلما زهد المسلم في دنياه كلما صفا قلبه لمولاه " , والصواب : حذف ( كلما ) الثانية , ولا داعي لها في السياق , وهذه لغة القرآن , كما قال تعالى : { كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ ٌ} (20) سورة البقرة , وقال تعالى : { كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا } (25) سورة البقرة , وقال تعالى : { كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً } (37) سورة آل عمران . وفي كلمة ( كلما ) كلام طويل موجزُه : أن ( كُلَّ ) ظرف زمان أضيف إلى ( ما ) المصدرية الظرفية فاكتسب الظرفية منها , وهي بهذا التركيب ( كُلّما ) أصبحت أداة شرط غير جازم , ولا حاجة لتكرارها , كما لا حاجة لتكرار أدوات الشرط مع الجزاء .

2. استبدل الأغاني بأشرطة إسلامية , وهذا خطأ شائع جدا في كل مكان في الصحافة والإعلام والرسائل والمكاتبات , حيث يجعلون الباء تدخل على المأخوذ وليس الْمُبْدَل , وهذا خطأ ظاهر , وعلى الأقل هو خلاف الأفصح , لأن الأفصح والأجود والأصوب في نظري أن تدخل الباء على المتروك ,وليس المأخوذ , وبها جاء القرآن الكريم , فنقول : اسْتَبْدِِلْ الأشرطةَ الإسلاميةَ بأشرطة الأغاني , فندخل الباء على المطلوب تركه وهو الأغاني , ويكون المعنى : خذ الأشرطة الإسلامية واترك أشرط الأغاني , ومثلها لو قلنا : سأستبدلُ السفر بالطائرة بالسفر بالسيارة , فهو الآن سيسافر بالطائرة بدل السيارة وليس العكس , والآن أسوق للقارئ الأمثلة والشواهد الفصحى : قال تعالى : { أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ } (61) سورة البقرة , فالآية تنكر على بني إسرائيل أخذهم الطعام الأدنى وتركهم الطعام الأجود , والباء دخلت على ما تركوه هو الخير .
وقال تعالى : { وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ} (108) سورة البقرة , فالباء دخلت على الإيمان وهو المتروك هنا , والوعيد جاء لمن أخذ الكفر وترك الإيمان .
وقال تعالى : {وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ } (2) سورة النساء , فالباء دخلت على الطيب , والآية في معرض النهي عن أخذ الخبيث وترك الطيب .
وقال تعالى : {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ } (52) سورة الأحزاب , فنهى الله نبيه أن يغيّر نساءه ويبدلهن ليأخذ غيرهن ,فدخلت الباء على المتروك .
وقال تعالى : {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ } (16) سورة سبأ
فالباء دخلت على الجنتين الطيبتين اللتين زالتا .
وهناك فعلان يقع فيهما كثير من اللبس : شَرى واشترى .
فالفعل ( شَرى ) بمعنى : باع , وتدخل الباء بعده على المأخوذ وليس المتروك , لأن البيع يقتضي ترك السلعة وأخذ الثمن , والباء تدخل على الثمن في المعاوضة نحو : " {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} (20) سورة يوسف , وقال تعالى : {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (74) سورة النساء .
فالمراد بهم : الذين دفعوا الحياة الدنيا قيمة للحياة الآخرة , فالحياة الآخرة ثمن لبيع الدنيا , فدخلت الباء على الثمن وهو الآخرة .
أما : اشترى , فهو بمعنى أخذ , وتدخل الباء بعده على المتروك وليس المأخوذ , كما قال تعالى : {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ} (16) سورة البقرة
{أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} (86) سورة البقرة
{أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} (175) سورة البقرة
{إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئًا وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (177) سورة آل عمران
فكل اسم دخلت عليه الباء هنا فهو المتروك والمبيع .
وهذا فرق كبير بين ( شرى واشترى ) فشرى تفيد البيع , فتدخل الباء على القيمة المأخوذة , وأما اشترى فتفيد الأخذ , فتدخل الباء على المتروك .
والله أعلم .

3. حمر النعم ,, بعض الناس ينطقها هكذا : حُمُر النِّعَم , وهذا خطأ فاحش , والصواب : حُمْر : لأنه جمع حَمْراء , وحمراء تجمع على ( فُعْل ) : حَمْراء وحُمْر , وصَفْراء وصُفْر , وخضْراء وخُضْر : {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} (33) سورة المرسلات , {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ } (76) سورة الرحمن .
والنَّعَم : مفرد وجمعه : الأنعام , ويطلق على الإبل خاصة , والمراد بحُمر النعم : الإبل الحمراء , وهي من أكرم الإبل عند العرب وأنفَسِها .
أما ( حُمُر ) فهو جمع : حِِمار , كما قال تعالى : " كأنهم حُمُرٌ مستنفرة " .

4. الغير متزوجين ,, والصواب : غير المتزوجين .. , لأن ( غير ) اسم مبهم ملازم للإضافة لا تدخله ( ال ) , وفيها كلام طويل لبعض النحاة , قد فصل فيها تفصيلا ,وذكر أن بعضهم أجاز دخول الألف واللام عليها في حالات معينة , ولكن الأشهر والأكثر هو عدم الدخول , وإنما تدخل الألف واللام على المضاف إليه .

5. الكِلى , والكِلية , , فبعض الناس ينطقهما بكسر الكاف , ويريد بهما العضو الداخلي المعروف , والصواب : الكُلْيَة : بضم الكاف , وتجمع على : الكُلَى , وهناك حملة للتبرع بالكُلى مكتوب عليها: كِلانا , بكسر الكاف .وهذا خطأ ظاهر .

6. كوْي الملابس , والصواب : كيّ الملابس , لأن كلمة ( كوْي ) اجتمعت فيه الواو والياء بكلمة واحد أولهما ساكن فيجب قلب الواو ياء , وإدغام الياء في الياء , فنقول : كيّ , قالت العرب : آخر الدواء الكيّ .
ومثله : ( طيّ ) وأصله( طوي ) قال تعالى : {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ } (104) سورة الأنبياء , ومثله : " ليّ " وأصله : لوْي قال تعالى : { وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ } (46) سورة النساء .

7. مبروك .
حينما نريد أن نبارك لشخص على أي أمر فإننا نقول له : مبروك النجاح , مبروك عليك الوظيفة , مبروك عليك الزواج .
وهذا خطأ .
والصواب : مُبارَكٌ عليك النجاح أو مبارك لكَ .
والسبب في ذلك :
أن لدينا فعلين : بَرَكَ , وبارَكَ .
فالأول : ثلاثي الاستعمال , ومعناه : برَك البعير إذا أناخ في موضع فلزمه .
والفعل الثلاثي ( بَرَكَ ) إذا أردنا استخدام اسم الفاعل منه فإننا نقول : بعير بارِك .
وإذا أردنا استخدام اسم المفعول : فإننا نقول : بعير مبروك .
كما تقول : كتَب فهو كاتب ومكتوب , وسرب فهو شارب ومشروب .
فإذا قلت : مبروك عليك , فكأنك قلت : جلس عليك وبَرك عليك .
أما الفعل الآخر : بارَك فهو رباعي الاستعمال , يقال أيضاً : برّك .
وهو من البرَكة , تقول : باركَ يبارِك , فهو مبارِك ومبارَك .
ومنه الحديث الشريف في الدعاء للزوجين : بارك الله لكما وبارك عليكما .
وقال تعالى : " أن بُورِكَ مَنْ في النار ومَنْ حولها " .
ومنه الحديث الشريف في التشهد : اللهم بارِك على محمد وعلى آل محمد .

فالصواب إذن : مُبارَك لك النجاح , ومُبارَك عليك الزواج .

8. فلان متواجد في المكان الفلاني .
ويريدون به معنى موجود .
والصواب : فلان موجود , وليس متواجد .
لأن موجود مأخوذ من الفعل الثلاثي ( وُجِدَ ) أي حصل وجوده .
واسم المفعول منه ( موجود )
أما : متواجد , فهو خماسي وفعله : تواجَدَ . فهو من التواجُد وهي طريقة صوفية يجتمع فيه المتصوفة عند شيخ الطريقة فيبكون , ويُظهرون الوجد والشوق في الحضرة الإلهية ( تعالى الله تعالى عن فعلهم ) .

ولذلك حينما يقول المدير مثلاً : على الطلاب المتأخرين أن يتواجدوا عندي في الإدارة , فهو قد اخطأ التعبير : والصواب أن يقول : أن يُوجدوا أو يحضروا .


خاتمة مفيدة في تصريف الفعلين :
الفعل ( تَواجَد ) تصريفه كالتالي : تواجَد , يتواجَد , تواجُداً , وله مصدر آخر هو : وُجدان ( بضم الميم ) .
الفعل ( وجد ) : تصريفه : وَجَد , يَجِد , فهو واجِد , وموجود , ومصدره : الوجود , وله مصدر آخر : وِجْدان ( بكسر الميم ) .
إذن لدينا مصدران متشابهان في النطق مختلفان في المعنى : وُجْدان = من الشوق والتواجُد
وِجْدان = من الوجود .

9. وصِل الأمر ,, والصواب : وصَل الأمر , لأن الفعل مفتوح العين وليس مكسورها كما ينطقها بعضهم , وفي الحديث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الرحم معلقة بالعرش ، تقول : مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَه الله .
10. العُلاقات , بضم العين , والصواب بفتحها لأنه مصدر على وزن : فَعَالة مثل : صَداقَة , مَتَانة , جَهالة ,,,
11. النسب إلى دُوَل , كثير من الناس يقول : مطار دُوَلي , فيأتي بالنسب بلفظ الجمع , والأفصح أن يكون النسب بلفظ المفرد : دُوَل : مفردُه : دَوْلَة , والنسبة إليه : دَوْلِي .


هذا ما لدي الآن من أخطاء لغوية منتشرة بين الناس , وربما أزيد عليها ما قد يعنّ لي مستقبلا إن شاء الله , أو بما يضيفه أحد الإخوة الأفاضل هنا .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أخوكم : علي الحامد
23 / 10 / 1432 هـ
بريدة – حي الخليج

__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:47 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)