|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
29-09-2011, 09:32 PM | #1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
الوجيز في كتابة الهمزة .
كتابة الهمزة في الخط العربي من أكبر الإشكالات الإملائية التي تواجه الدارسين والمبتدئين , بل تواجه المختصين أحيانا , فيلتبس عليهم هذا الرسم بذاك , والسبب في ذلك عائد إلى أن الهمزة لا تثبت على رسم واحد في الخط , فتارة نراها حرفا مستقلا بذاته , وتارة نراها جزءا من حرف آخر يحتضنها . ما هي الهمزة ؟ الهمزة هي حرف حلقي يخرج من أقصى الحلق , مجهور شديد , يرمز له كتابياً برسم عين صغيرة ( ء ) . ما الفرق بينها وبين الألف ؟ يخطئ كثير من الناس فيظنون الهمزة ألفاً والألفَ همزةً , والصواب أنهما حرفان أو صوتان مختلفان , وبينهما تقارب شديد , وقد عدهما سيبويه صوتين مختلفين . ومن أوجه التقارب بينهما : 1. كلاهما يخرج من الحلق . 2. كلاهما صوت مجهور . 3. كلاهما عرضة للتغيير والحذف حسب العوامل الصوتية قبله أو بعده . 4. كلاهما لا يمكن أن يدغم في غيره من الحروف والأصوات . 5. أنهما يكونان علامة للتأنيث نحو : صفراء وحمراء ... فعلامة التأنيث هنا : الألف والهمزة معاً . ( وهناك اختلاف وتفصيل في ذلك موجود في مظانه ) . ولأجل هذا التقارب الشديد كان هناك ارتباط وثيق بين الهمزة والألف , فكثيرا ما تكتب الهمزة بصورة الألف , وكثيرا ما يعبر عن الهمزة بالألف , والألف بالهمزة . ومن أوجه الاختلاف بينهما : 1. أن الهمزة حرف شديد ينحبس معه النَّفَس , والألف حرفٌ هاوٍ يتسع مخرجه لهواء الصوت . 2. أن الهمزة تقبل الحركات ( الفتحة والضمة والكسرة ) بخلاف الألف التي هي ساكنة دوماً . 3. أن الهمزة يجوز أن تُسبَق بكسرة أو ضمة , بخلاف الألف التي لا يسبقها إلا الفتحة فقط . 4. أن الهمزة تكون في أول الكلمة , ووسْطها وآخرها , أما الألف فلا تكون في أول الكلمة أبداً , لأنها ساكن , ولا يُبتدأ بساكن , وتكون في الوسط والطرف . 5. أن الهمزة لا تثبت على شكل واحد في الرسم الإملائي , فكثيرا ما تكون مرتبطة بأحد أحرف المد ( الألف والواو والياء ) , فيكون رسْمُها – غالباً – محبوساً ضمن نطاق صوتٍ غيرِها . أما الألف فليس لها إلا رسم واحد , وهو العصا الطويلة ( قال , جاء , مفتاح , عصا , دنيا ) , وقد ترسمُ الألف على شكل الياء إذا كانت متطرفة نحو : فتى , ليلى . ولأجل هذا الاختلاف كان للهمزة عدة أشكال في الرسم تأثرا بمحيطها مما قبلها أو بعدها من الحركات والأحرف .. أما الحركات : فالهمزة قد تكون ساكنة أو متحركة ( بالضم أو الفتح أو الكسر ) والحرف الذي قبلها قد يكون ساكنا أو متحركاً ( بالضم أو الفتح أو الكسر ) وأما الأحرف : فالهمزة قد تُسبق بألف أو واو أو ياء . ولهذا تارة تكتب على الألف , وتارة على الياء وتارة على الواو , وتارة تكون حرفا مستقلا بذاته فتكتب على السطر . وهنا ثلاث مقدماتٍ يجب فهمُهما قبل الولوج في القواعد : المقدمة الأولى : أن الهمزة تتأثر بحركتها هي أو بما قبلها , ولا تتأثر بما بعدها . المقدمة الثانية : أن أقوى الحركات : الكسرة ثم الضمة ثم الفتحة . المقدمة الثالثة : أن الكسرة فرعٌ عن الياء , والضمة فرعٌ عن الواو , والفتحة فرعٌ عن الألف , وترتيب الأصل كترتيب الفرع في القوة . حالات الهمزة : الحالة الأولى : أن تكون في أول الكلمة : وفي هذه الحالة يجب كتابتها دائماً على الألف نحو ولها صورتان : 1. أن تكتب فوق الألف : وذلك إذا كانت مفتوحة أو مضمومة نحو : أكْرَمَ , أكَل , أحْمر , أُخْت , أُمّ , أُمِرَ , أُكْرِمَ .. 2. أن تكتَبَ تحت الألف : إذا كانت مكسورة نحو : إِبراهيم , إِحسان , إِقبال , إيداع , إِسْلام ... وقد يدخل على الهمزة بعض الحروف ولا تخرجها عن أوليتها , حيث تظل الهمزة في أول الكلمة , وتكون مكتوبة على الألف حسب التفصيل السابق , ومن ذلك : 1. ( أل ) التعريف , فهي لا تؤثر على كتابة الهمزة على الألف نحو : الأخ , الأُخْت , الإسلام , الإحسان .. 2. لام القَسم الداخلة على الفعل نحو : لَأفعلَنّ , لأُكْرِمَنّ . 3. حروف الجر نحو : لإخْوتِه , لأنك , بِأَنّه , بأمر الله , بأُلوهيته . 4. حرف العطف : فإنك , جاء زيد فأحمد , وإنه .. 5. حرف التنفيس : سأقْرأ , سأُرسِل .. الحالة الثانية : أن تكون في وسط الكلمة . ولها صورتان : الصورة الأولى: أن تكون ساكنة . وفي هذه الحالة تتبع حركة ما قبلها , فإن كان ما قبلها فتحة كُتبت على ألف , وإن كان ضمة كتبت على واو , وإن كان كسرةً كتبت على ياء . نحو : فَأْس , رَأْس , لُؤلؤ , بُؤْبؤ , مُؤْتة , بِئْر , ذِئْب , زِئْبَق . الصورة الثانية : أن تكون متحركة : وهي في هذه الحالة تتبع الحركة الأقوى , فحين تكون مكسورة فإنها لا تتأثر بالحركة قبلها , لأن الكسرة أقوى الحركات , فتكتب على شكل الياء مباشرة . وحين تكون مفتوحة أو مضمومة وقبله كسرة أو ياء فتكتب على نبرة ( ياء ) لأن العبرة بالأقوى هنا . الأمثلة : كتابتها ياء : سَئِمَ , لم تقرَئِي , أسئِلة , هدوئِه , سُئِلَ , مُشمَئِزّ , هيئَة , فَيْئَة . فالهمزة فيما سبق كُتِبتْ على كرسي أو نبرة أو ياء ( المعنى واحد ) لأنها مكسورة , ولم يُنظر لحركة ما قبلها , لأن الكسرة أقوى الحركات . وكذلك تراعى الكسرة إذا كانت قبل الهمزة , فتكتب على ياء ولو كانت مضمومة أو مفتوحة , نحو : فِئَة , رِئَة , طارِئَة , قارِئُه , مالِئُه . وكذلك إذا كان قبل الهمزة ياء فإنها تكتب على نبرة نحو : فيئُهُ , شيئُه , فيئَه , هيئَة . وحين تكون مفتوحة وقبلها ضمة , أو تكون مضمومة وقبلها فتح أو سكون فتكتب على واو لأن الضمة أقوى من الفتحة نحو : سُؤَال , يملَؤُه , يكلَؤُكم , التفاؤُل . أما حين تكون مفتوحة وليس قبلها إلا فتحة أو سكون فتكتب على الألف نحو : مسأَلة , سأَلَ , يسْأَل , قُرْآن . هناك حالة خاصة تستثنى من القاعدة السابقة حيث تكتب الهمزة فيه على السطر , وذلك في حالة واحدة تقريباً , وذلك إذا وقعت الهمزة بعد حرف مد غير الياء ( أي بعد الألف أو الواو ) بشرط ألا تكون متحركة بالكسر , ولا تكون مضمومة بعد ألف نحو : تساءَل , عباءَة , رداءان , أسبغ وضوءَه , ضوْءُه شديد . هذا ملخص الهمزة وسط الكلمة باختصار شديد , مع أن هناك تفصيلات وتفريعات موجودة في مظانها من كتب الإملاء , ولكني أكتب هنا لإيجاز المسألة , وليس للاستقصاء . الحالة الثالثة : أن تكون الهمزة متطرفة . أي آخر الكلمة . فلها حالتان : الصورة الأولى : أن يكون الحرف الذي قبلها ساكناً وحيئنذٍ تكتب على همزة مفردة ( أي على السطر ) , نحو : جاء , شاء , جُزْء , بُرْء , مِلْء , شيء , وضوء , قروء . ولا عبرة بألف النصب هنا حين نقول : قرأتُ جزءاً من القرآن , توضأتُ وضوءاً سابغاً . الصورة الثانية : أن يكون الحرف الذي قبلها متحركاً , وحينئذٍ تكتب على حرفٍ من جنس الحركة التي قبلها نحو : امرُؤ , لؤلُؤ , تهيُّؤ , توضُّؤ , امرِئٍ , يبرِئ , يهيِّئ , يبرَأ , ينشأ ... خاتمة في كلمة ( مائة ومائتان وثلاثمائة ... الخ ) الأصل في كلمة ( مائة ) أن تكتب الهمزة على الكرسي هكذا : ( مِئَة ) لأنها مفتوحة وقبلها كسرة مثل : فِئة , رِئَة .. ولكن العلماء الأوائل اصطلحوا على تمييز الكلمة هذه بألف زائدة تكتب ولا تنطق ( مائة ) والعلة في ذلك : أن العرب لم تكن تعرف الضبط بالشكل ولا النقاط , لأن الكلمة ( مائة ) عدد يدخل في البيوع والعقود وحقوق الناس وربما التبست بكلمات أخرى تماثلها في الشكل مثل : مِنْه , فيه , فِئة , فأضافوا ألفاً للعدد تمييزا لها عن الألفاظ الأخرى . وفي العصر الحديث رأى بعض اللغويين المعاصرين أن الإشكال زال لوجود النقاط والضبط بالشكل , وعلى هذا فإن الكلمة تعود إلى قاعدتها الأصلية في الإملاء فتكتب ( مِئَة , وخمسمِئَة , وثلاثُمِئة ) . وهذا قول جميل جدا , وله حظ من النظر . هذا ما تيسر لي تسطيره في كتابة الهمزة التي يكثر الجدل حولها , والاختلاف فيها , وإنما أتيت على القواعد المشهورة وما يكثر وروده في الكتابة , معرضا عن بعض الخلافات . والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين . كتبه : علي بن سليمان الحامد كان الفراغ منه ليلة الجمعة , غرة شهر ذي القعدة لعام 1432 هـ
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
آخر من قام بالتعديل أبو سليمان الحامد; بتاريخ 29-09-2011 الساعة 10:10 PM. |
الإشارات المرجعية |
|
|