بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ( لمى ) والمعكرونة بالباشميلا

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 15-09-2005, 02:52 PM   #1
ظامي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 137
( لمى ) والمعكرونة بالباشميلا

هاتفتني أختي لتبشرني أن قناة المجد في بريدة وأنها ستسجل حلقاتٍ متعددة لأطفال بريدة في برنامجها المعروف ( أهلا أهلا ) ، واستحثتني أختي كي أتفضل وأتكرم عليها ! بإيصال ابنتها ( لمى ) ذات الأربع سنوات ، ولأنها تدرك أني كسول كبير ، ولا تطربني ( المشاوير ) ولا تستهويني فكرة الركوب طويلا في السيارة ، فقد أغرتني بوجبة عشاء أحبها ولا أستطيع مقاومتها ، وقبلت هذه المهمة الشاقة ..

في تمام الساعة الثالثة قبيل صلاة العصر أيقظتني أختي باتصالها على هاتفي الجوال ، لتستخدم معي أرق الكلمات كي لا يتغير رأيي ( وماكنت مغيرا رأيي والمقابل وجبة معكرونة بالباشميلا من يديها الرائعتين ) ، قمت وقبلت رأس أمي واستأذنتها ، ثم صليت العصر و أركبت العروسة ( لمى ) طبعا عروسة ، فقد لبست أجمل ما لديها وأعتقد يقينا أنها عبثت بشعرها ليكون على ماهو عليه ، سحرتني ( لمى ) فحملتها من يدي أمها حتى وضعتها برفق في سيارتي ..

ولأنني أعرف صديقا يتابع قناة المجد فقد اتصلت به لأسأله عن موقع التسجيل ، فاجأني بأن الموضوع لا يحتاج إلى تسجيل بل علي التوجه إلى الاستديو مباشرة ، بدأ في وصف الموقع : في حي الشماس ، قرب مطبخ القصيم ، جنوب ( برحه ) شمال عمارة قديمة جدا يسكنها عمالة !! بعد أن أنهى صديقي الوصف قلت له ( طيب عطنا غيرها ) لأنني حقيقة لم أقتنع أن يكون التصوير فعليا هناك !!

المهم وصلت قرابة الرابعة والنصف ، وإذا الأبواب يجتمع عندها العشرات من الجهة الشرقية ، تصاعبت الحال ، وبدأت أبحث عن حجة أقدمها لأختي كي أتخلص من هذه المهمة التي يتضح من بدايتها المشقة والتعب ، لم ألبث كثيرا ، حيث بدأ بعض الناس يتقنع أن المشاركة هذا اليوم مستحيلة !! وما أن هممت بالذهاب وإلا وأسمع هاتفا جوالا فالتفت وإذا به أخا مصريا ، واتضح أنه من ( بتوع ) المجد ، أنهى مكالمته وعاجلته بالسلام وابتسامة عريضة ، لاطفته - أو نافقته - المهم أنه طلب مني التوجه إلى الباب الصغير من الجهة الغربية ، توجهت مسرعا وعلت وجها علامات النصر ، وبدأت أمدح في جمال ( لمى ) وهي تضحك ، ولمَ لا أمتدحها وقد كانت سببا في حصولي على وجبتي المفضلة


توجهت إلى الباب الخلفي وأوقفت سيارتي وترجلت مع الحبيبة ( لمى ) وبالفعل فتح الباب الغربي ودخلت بدون عناء ، وتفاجأت بهذه الاستراحة التي يملؤها مئات الأطفال وحولهم بعض أولياء أمورهم ! وكان الشيء الوحيد الذي يميزهم الضجيج وغياب التنسيق وحلول الفوضى والعشوائية ، انتظرت بمثالية عالية على مقربة من أحد الجدران وبقيت هكذا حتى اكتشفت أنه لا مجال إلا للأقوياء ! هناك فقط بدأت بالبحث عن ( واسطة ) وتذكرت ( عمر ) الذي سبق ان عمل مستخدما عند مؤسسة دعائي المنظمة لهذه الحلقات ، ورغم أنني لا أعرف ( عمر ) بل أعرف ابن عمه فقد اتصلت به وعرفته بنفسي وتجاهلت معرفتي بأنه تم فصله من قبل المؤسسة لعدم رضوخه لبعض التعليمات القاضية بالاستعباد !

لم يعتذر ( عمر ) خاصة وأنني أحظى بتقديره وعمل كل مافي وسعه ، حيث اتصل بي وأرسلني إلى أحد العاملين في نفس الموقع ، قابلت الشخص المعني وأبلغته بالحال وطمأنني أن الوضع مسيطر عليه ! وأن الأمور في أيديهم ! وأن الذين سوف يقومون بالتصوير في الغرف أما الذين في الساحة فهم فقط يستعدون للتعب ، أدخل ( لمى ) في إحدى الغرف وكان ذلك بعد صلاة المغرب ، حصلت مشادات كلامية طويلة عريضة بين المنظمين الفوضويين وبعض الأولياء الذين يرفضون ترك أطفالهم ببساطة في ساحة كانت مشمسة وأصبحت تضيق بها الأنفاس !


ولأنني - مثالي ! - أو هكذا أحب أن أظهر فقد خرجت إلى السيارة وبدأت بتصفح كتابٍ قد أهداه علي قريب لي يهدف إلى أن أكون ( تنويريا ) تصفحت الكتاب ، ورشفت بكراهية عمقه الليبرالي ، ثم شعرت بأن الوقت قد مضى من هالكثير فالعشاء أذانه رفع وخشيت أن ( لمى ) قد استشاطت غضبا لأنها ربما تكون انتهت ولم تجدني !


دخلت الموقع ، وسألت عن الأطفال اللاتي دخلن في الغرفة ، فأبلغوني بأنهن لم يزلن فيها ، صليت العشاء معهم ، وسكنت في زاوية المصلى الغربية الجنوبية ، وبدأت أسبح في أفكاري ، متضرعا إلى الله أن تنتهي هذه المهمة بسلام ، ولم يقطع حبل أفكاري ودعواتي سوى اتصال أختي ( أم لمى ) :

( - هلا والله
- هلا بك
- وينكم تأخرتو
- أبد يابنت الحلال العالم زحمه
- وشلون لا تصير لمى ما دخلت
- لا ، لا تعرفين أخوك شخصيات دبرنا واسطه وهالحين داخله عندهم
- عساه ما انحاست وشكله زين
- اووووووووه قمه احلى وحده هي
- تصدق عاد ان امي تقول انه تشبهن يوم انا صغيره
- اي اصدق مهب غريبه انا اخوك
- اجل اسرعوا تراي احتريكم
- ولا يهمك كل دقايق )

لا أعرف هل أختي كانت صادقة بأن ( لمى ) تشبهها أم لا ، ولكني متأكد بأن ملامحي تشكك بقرابتي لها ، فأنا كما يقول لي أخي ( أجمل مافيك شماغك ) !

الساعة العاشرة ، تتصل أمي وتسأل عن الحال ، وأبلغها بحقيقة الوضع ، وأنه تحت السيطرة ، وأن الأمور في أيديهم ( طبعا تأثرت بطريقتهم ) ، أغلقت الهاتف الجوال وبحثت عن مسؤول أسأله عن ( لمى ) وعن التصوير ، والنهاية ، وإطلاق السراح !

الناس لم تزل يموجون في الساحة ، والأصوات تتعالى ، والخلافات بدأت تطغى ، والانتقادات الحادة وصلت ذروتها ، بل إن ( علي ) وهو أحد المنظمين بدأ يسيء إلى الحاضرين ويتهجم عليهم ، ليقف في وجهه رجل كبير في السن ويبلغه بأنهم لا يطلبون منهم حسنة ، وتعالت الأصوات ويتبرع مجموعة لفض الاشتباك !

فجأة مر في بالي سؤالي : من الساعة الرابعة و ( لمى ) معي ، لم تأكل شيئا ، طفلة في هذا السن لا بد أن تتناول وجبة خلال هذا الوقت ، طلبت من أحد المنظمين رؤيتها ، واتجهت معه إلى الغرفة ، وفتح الباب ، وليت شعري مارأيت ؟! قرابة خمسين فتاة في غرفة لا تزيد مساحتها عن ستة عشر مترا مربعا ( 4×4) بدون تكييف ، بدون ( مروحة ) حتى النوافذ مغلقة ، ونظرت إلى وجوهٍ ( سبحت ) عرقا ، وذهلت بشده ، وطلبت ( لمى ) ولم تجب رفع الشاب الذي معي صوته يناديها ، واذا بصوتها الضعيف يجيب ببطء ، كانت ( لمى ) نائمة ، كنا ساعتها في تمام الساعة الثانية عشر ليلا ..


أخذت ( لمى ) بين يدي ، وأجلستها في المقعد الخلفي ، وذهبت إلى أختي ، وأنزلتها عند الباب ، وانطلقت مسرعا إلى أمي ، اتصلت بي أختي ( ترا العشاء جاهز ونسيت اقولك ادخل قاهرينن ) أجبتها بصدق ( لا أستحق العشاء ماسوينا شي ) !


مالذي حدث ؟ باختصار :
المجد : منحت بريدة ثلاثة أيام وكأنها قرية لا يوجد فيها سوى مئة طفل ؟
دعائي : أسأت في التنظيم - وليست غريبة على أبي سلمان ) فهو شخص فوضوي بطبعه
الناس : أساؤوا لأنهم ظلوا يحسنون الظن بدعائي والمجد في ذلك اليوم !
المقدم : لا أعرف مالذي يريدونه من حضور ( وليد باصالح ) ؟ كل شيء غير متطابق !
وحتى ( عبدالمجيد اليمني ) المقدم الرائع ، ألم يكن من أبناء بريدة من يستيطع القيام بهذه المهمة ؟ على الأقل ( زيد الغيث ) رغم عدم مهارته ، لكن بريدة تحتاج إلى من يفهم طبيعتها وطبيعة أبنائها كي يقدم صورة رائعة عنها .


بعد العرض مالذي حدث ؟
لا أدري ؟
__________________
أبيات من قصيدة عن بريدة:
ديــــرة ٍ عشقهْ جنونْ وحب غيرهْ شي ثاني = المدايــن كلهــنْ عن حبّها ما عوضنــــي
ديرةْ ارجالٍ كرامٍ علمهــــم بالطيب باني = صنفهمْ بالناس نادرْ فـي علوم ٍ يعرَفنـّــــي
أكبر ارجالهْ ازحولهْ لا ارتكــوا فات الأوانــي = مَزْبَن الخايفْ ذراهم منْ نصاهم ما يكنـّي
واصغر اعيالهْ ذيابهْ مابهــمْ عــرق التوانـي = يكتبون المجــد كلــــهْ والفعايـــــلْ يشهدنــّـي
ياعظيمهْ لوْ يقولون إني في حبك أنــانــي = اعذريني يـا(بـريـدهْ) اسمــك ومجـــــدك فتنّي
ظامي غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 01:26 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)