|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
09-10-2011, 11:34 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2011
البلد: في حي ( الساحة المفتوحة ) من مدينة ( بريدة ستي )
المشاركات: 2,272
|
■■ تجفيفُ المنابع بين إيقاف الأبرار وإخراس الأحرار ■■
أيها الأحبة : إن الصراع بين عسكر الإيمان وعسكر الشيطان قديم الحدوث ومستمر، ولازال يستمر على مر العصور والدهور ، فمرة يعلو نور الحق على ظلام الباطل ومرة يعلو الباطل على الحق ، وقد يكون ردحاً من الزمن يطولُ على المؤمنين الصابرين ، كما أُبتلي أهل السنة والجماعة بإنشار مذهب الأشاعرة حتى غلب على الناس أنه هو مذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين ، وكان ذلك في النصف الثاني من القرن السادس هجرياً ، " ...ظهرت عقائد الأشاعرة في ذلك العصر وانتشارها بين الناس ، بل إن الدولة كان منهجها الرسمي في العقائد هي الأشعرية وهي دولة الأيوبيين خصوصاً صلاح الدين الأيوبي رحمه الله مع أنها كانت دولة مجاهدة " بتصرف يسير [ 1 ] ومن تأمل واقع العلماء في العصور الخوالي الماضية وجد أنهم قائمين بأمر الله حتى أتتهم البلايا الممحّصة من أهل الباطل ، وإن من أعظم الابتلاء الذي تقع فيه البشرية امتحان الناس في عقيدتهم والتلبيس عليهم في دينهم وإرغامهم على مخالفة السنة المتبعة ، وإن مما يزيد الأمر شدة إذا كان لأهل البدعة أو الشهوة سلطان على أهل السنة ، فإنهم حين ذلك لا يألون جهداً في سبيل إيذائهم بكل طريقة ووسيلة، مصداقاً لقول الحق تبارك وتعالى: { كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً } فبجهدهم الخائب أنهم في كل زمن يريدون أن يُطفؤا نور الله !! ولكن {يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ ... } نماذجٌ سريعة / فمن أحمد بن حنبل رحمه الله : فلما كان عام مائتين وأربعة عشر" 214هـ" للهجرة، حمل المأمون الناس على الفتنة، وأظهر ذلك القول الباطل ( خلق القرآن )، وامتحن به أهل العلم، فمنهم من خاف السيف وتأول بين يدي المأمون ظاهراً مكرهاً، ومنهم من ثبت على الحق ظاهراً وباطناً ولم يُجب الخليفة إلى ما دعا إليه . فلاحظ :أهل البدع والشهوة يُوجّهون وأهل السلطة يُنفّذون ويَمتَحنون !! مروراً بشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله : " فقد ظل طوال حياته ينتقل من محنة لأخرى ومن ابتلاء لآخر ومن سجن لمعتقل، ومن الشام لمصر، ومن سلطان جائر لفقيه متعصب، ومن حاسد لحاقد " بل " ليست هناك شخصية عظيمة في تاريخنا الإسلامي المتأخر ظلمت في عصرها ـ وبعده ـ مثل شخصية شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ففي عصره عانى من المحن والابتلاءات المتتالية وضرب وسجن ونُفي وعُذب ومنع من الإفتاء والتدريس وشُهر به في كل مكان، حتى رحل عن عالمنا وهو في السجن مظلومًا مضطهدًا ..." " وقد حوّل سجنه من محنة لحريته وجسده إلى منحة لسياحاته الفكرية وإبداعاته العقلية والعلمية لخدمة مشروعه الإصلاحي الكبير لنهضة الأمة ... "[ 2 ] إلى الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وكيف أن أمير العيينة آثر المزارع والأموال التي في الإحساء خشية عليها فأخرج الشيخ من بلدته ليذهب باحثاً عن مأوى وسلطة تسنده وتآزره ليبلغ دعوته ! والنماذج تطول ولكن مروراً بالأعلام القُدُوات والقائمة تطول ، وهذا الزمن الغريب نرى فيه سرعة أخذ الوشاية من أي منافق خبيث فتُطّبق على أرض الواقع رأي العين على المشايخ الفضلاء ! فمن وشاية الصحافة بعضو الإفتاء حتى أُقيل بناء على طلبه ! وحتى ذاك الشيخ المفصول عن خطابته وإمامته ودروسه حتى بلغنا الأيام القلائل الماضية بمنعه حتى من الكتابة في الفيس بوك وغيرها ، فخرج علينا محوقلاً حزيناً بأنه منع في الكلام بالشأن العام ! وذاك صعلوك العلم والورع في روتانا الشر ، يرمي التهم على الشيخ الطاعن في السن " أنه يشكك في مصداقية الملك ويمدح نفسه أمام الملأ أنه أنصح من الملك !! " ويستمر تجفيف منابع الحق شيئاً فشيئاً ،،، وأنى لهولاء فإنهم إن علوا يوماً فإن العلو لأهل الحق دوماً ، فإن إخراس الأحرار مصيبة كبيرة كيف لا وهم أحرارُ الولادة فيكف يكون الاستعباد قائم عليهم بعد ذلك ! قال الشافعي رحمه الله : إن الله تعالى خلقك حرّاً فكن حرّاً كما خلقك. [ 3 ] وأعلم أن الدعوات ظاهرة على قدر شدة الأذى والمحن عليها ، فإن المِنَح بعد ذلك عليها متدفقة متناثرة ! وأحسن من قال: تالله ما الدعوات تهزم بالأذى ** أبدًا وفي التاريخ بر يميني ضع في يدي القيد ألهب أضلعي ** بالسوط ضع عنقي على السكين لن تستطيع حصار فكري ساعة ** أو نــزع إيماني ونور يقيني فالنور في قلبي وقلبي في يدي ** وربــي حافــظي ومعيني دمتم غربة غريب 11 - 11 - 1432 هـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [ 1 ] الزناد في شرح لمعة الاعتقاد للشيخ / علي بن خضير الخضير – فك الله أسره - .
[ 2 ] شريف عبد العزيز ( مفكرة الإسلام ) . [ 3 ] تهذيب الأسماء للنووي 1/57 .
__________________
|
الإشارات المرجعية |
|
|