بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » خَــلَاصْ تـعِــبْــت وَالله نَـفْسـيَّـاً..!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 14-10-2011, 09:14 PM   #1
أبوسارة اليامي
عضو متميّز
 
صورة أبوسارة اليامي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
البلد: - بين نجران وبريدة -
المشاركات: 182
خَــلَاصْ تـعِــبْــت وَالله نَـفْسـيَّـاً..!


جاءني وهو يراقب الناس ويقول أريد الحديث معك في موضوع خاص وأتمنى إغلاق مكتبك ( عندما كنت في نجران ) فأخبرته بأنَّ هذا الأمر – أي : إغلاق المكتب في دائرة حكومية - مُريبٌ نوعاً ما ولكن تكلم بما تريد فبدأت تقاسيم وجهه تتغير ونظره يلوح في أعلى المكتب مـمَّا حداني للتفكير عن ماهيـَّـة موضوعه وبالفعل بدأ على حياء وبمقدمات لم أفهم منها سوى ( أنا مذنب بذنوب كثيرة منذ الصغر ووقعت في الظلم ) فصارحته حقيقة – أيضاً - أني لم أفهم من كلامه شيئاً للمرة الثانية وحتى لا أكتمكم سراً أنَّ هذا الشاب على عقيدة الإسماعيلية الباطنية من فرق الرافضة فظننت أنه يريد إجابة على سؤالٍ في ذات عقيدته بحكم سرية عقيدة الإسماعيلية والتي تقوم على الباطن والظاهر والمقصود أنَّ الشاب ليست هذه مشكلته – وإن كانت هذه من أكبر التناقضات في العقيدة الإسماعيلية وإنما تكمن قضيته بإختصار : أنه ظلم أحد قرابته مدعيا عليه بأنه هو المسؤول عن سحره وهو لم يكن كذلك وإنما كذباً وزوراً عليه – كما يقول هذا الشاب - وعندما سمعتُ كامل قصته ومعاناته مع الهمّ والقلق النفسي جرّاء ذلك سألته عن خلفيات هذا الفعل فقال : أنا ظالم وأفسدت بين عائلتين ( أنا خلاص تعبت والله نفسيَّـاً ) .
ثم سألني وقال : كم أدفع لأجل أن تُمحَى كل الذنوب والزلاَّت ؟ فقلت له وهل تعرف كم الثمن ؟ قال : لا . قلت ثمنك في ذلك أن تدفع ثمن تذكرة سفرك إلى مكة المكرمة عبر الخطوط الجوية وتلح على الله بالدعاء أمام الكعبة وتحت أستارها لربنا فقاطعني قائلاً : ولكن قالوا لي – أي : بعض أتباع العقيدة الإسماعيلية من شيوخهم - ادفع مالاً حتى يصفح الله عن ذنوبك .
فقلت له مع إبتسامة - وأنا أعرف من قال بهذه الفتوى النكرة من طلب المال - : كل من قال لك هذا فهو كاذب لأنَّ الشرع لم يطلبك مالاً إلاّ في أشياء مُـحَددة بيـَّـنها في مصارفها الشرعيَّة وهي معروفة – والحمد لله – وبدأت تقاسيم وجه الشاب تتغير ويقول كل الذنوب يمحوها الله ؟ قلت : نعم ، ثم وجدت أسارير وجهه للمرة الثانية تتغير ولسان حالها ( حقا الدين الإسلامي مدرسة لتعليم الكمالات وغرسها في النفوس لتتبدل أحوالهم وأعمالهم ) ثم قلت له : لا يمكن أن نجد أشخاصاً معصومين منذ ولادتهم أبداً إلاّ الأنبياء – عليهم السلام – لا يعصون الله – وما عداهم فهم من جنس البشر المخلوقين وقد قصدت هذه العبارة – تحديدا - لأني أعرف تربية أبناء الإسماعيلية بشكل خاص إتجاه علمائهم منذ الصغر بأنهم معصومين وبقية الناس عصاة .
هذه الظنون في الإكتمال النفسي من قبل أولئك الخرافيين - الإسماعيلية وغيرهم من أرباب المذاهب والتيارات المخالفة للشرع والعقل - لا يجوز بأن يكونوا موجهين للفطر السليمة ولكن عندما خَلَتْ لهم الساحة من طلبة العلم وأهل الفضل – وللأسف - وهم الأولى بدعوة الناس وتوجيههم فعندئذٍ يكون الجوّ قد تهيـَّأ لهم في نشر أكاذيبهم وخزعبلاتهم فالدعامة الأولى لما تصبوا إليه النفس الإنسانية تكمن في الإعتراف بالله والخضوع له – سبحانه وتعالى – وأما مقاييس أهل البدع مع أتباعهم البسطاء وعامتهم من فقه التوبة فقد انقلبت رأساً على عَقِب وذلك من خلال الخط الطويل الـمُـمتدّ وتأرجحه بين جواذب اليمين واليسار نحو الهوى وأكتفي بهذا .
والسؤال الأهم الآن هو : متى ظهرت التربية الصحيحة بعيداً عن الوحيين ؟ وهل كان حقا موجودا في زمن الإسلام - ولو يوماً واحداً – أنَّ ثـمَّة تربية صحيحة بمفهومها الشرعي وهي تخالف الوحيين ؟ .
إنَّ الإجابة على هذين السؤالين يقتضي منَّـا دراسة مناهج التربية البيتية لدى أرباب البدع حتى نعرف البيئة الفكرية التي نشأت فيها تلك النفوس وبالتالي نستطيع – بإذن الله – التعرف على أنصاف الحلول لمقاومة ذلك الأسلوب الخاطئ في تربية أهل البدع من قبل والديهم أو أحدهما.
وفي الختام :
قام هذا الشاب من مكتبي بعد جلسة طويلة متوجهاً إلى مكتب الحجوزات علّه يجد مكاناً في طائرة الخطوط الجوية العربية السعودية قاصداً بيت الله الحرام في مكة المكرمة ونفسه تتوق للعبادة والتقرب إلى الله – عزوجل – بعد معاناة 27 سنة من القلق والتفكير في الحياة ولعلّ استشعار هذا الشاب لفعله الخاطئ وتبعاته السيئة عليه وعلى أقاربه وإكنانه الألم في أوبته يجعلانه – بإذن الله – يفكر مليـَّاً في منهجه وحياته بشكل عام وأقرب إلى مثوبة الله – بذلك الذنب - ومن ثمَّ طلبه هداية الحق – وإن كان الحق واضحاً والحمد لله – وهاهي حروفي بين أيديكم أنثرها بكل صراحة لأني مُدركٌ أهمية إحتواء مثل هذه النفوس المضطربة في منهجها وفكرها كي يعرفون مسارب الخطأ ومكمنه في ثقافتهم الخاصة والعامة وأطلبكم الدعاء لذلك الشاب بالهداية للحق والأخذ بيديه لطريق النجاة .

التوقيع : علي بن مسفر لسلوم اليامي ، أبوسارة
الجمعة الموافق : 16 / 11 / 1432هـ
القصيـم – بريــدة
[/size]
أبوسارة اليامي غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:05 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)