|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
14-10-2011, 10:30 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2011
البلد: بريدة
المشاركات: 78
|
الكرامة ...... والذلة ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد......
الكرامة والذلة كلمتان متقابلتان متضادتان في لفظهما وفي معناهما ........... الكرامة في حروفها شئ من القوة ... بينما الذلة في حروفها شئ من الضعف ... أما معناهما فبينها كما بين المشرقين ..... فهذه عالية في السماء كما توحي بلفظها وتلك وضيعة في الأرض.... لكنهما يشتركان في أمر واحد .. يشتركان في الضريبة المؤداة لكل منهما فلابد للكرامة من ضريبة كما أنه لابد للذٍلَة من ضريبة أيضاً ... إن كثيراً من الناس حينما ينظر للكرامة وما يحُفٌها من المشاقٍ والمخاطر والأذى والابتلاء والامتحان يظن انه لايطيق ذلك فيختار طريق الذلة هربا وإيثارا للدعة والراحة وما علم أولئك أنهم يؤدون ضريبة هي أفدح مما هربوا منه حينما يخضعون ويذلون لغير الله سبحانه ويحسبون أنهم يحسنون صنعا ... كثيرا من الناس يحنون رؤوسهم لغير الواحد القهار فيخضعون خاشعين ذليلين لغير الله وكان بوسعهم أن يكونوا أحراراً أقوياء مرهوبي الجانب إلا أنهم هربوا من الكرامة التي تكلفهم درهما ليدفعوا للذلة ديناراً أو قنطاراً... وغالبا مايكون ذلتهم ومهانتهم على أيدي من ذلوا وخضعوا لهم والتاريخ حافل بأخبار أولئك القوم... وأقرب شاهد تلك الشعوب أعني العربيه عاشت عدة عقود وهي تؤدي ضريبة الذلة والمهانة من دمائها وأموالها وحريتها وكرامتها فلما استيقضت واختارت طريق الكرامة واستعدت لدفع ضريبتها نالت ماتريده من كرامة وعزة وحرية مقابل شئ يسير بذلته من دمائها وأموالها مقارنة بما أصابها لعدة عقود ضريبة للذة والمهانة ... إن ضريبة الكرامة في ظاهرها أذى وابتلاء ومشقة وعناء ولاشك ............. لكن باطنها غير ذلك فحلاوة العزةِ تنسي مرارة الأذى ونشوةُ النصر تغلب ألم الصبر ..... إذاً لابد من ضريبة تدفع فانظر في أيهما تكون ضريبة نهايتها الكرامة والعزة والنصر والتمكين ...... أم ضريبة نهايتها الذلة والمهانة والاستعباد لغير رب العالمين ........ فباطن الأرض في عز وكرامة خير من ظاهرها في ذلٍ وهوانٍ ....... اللهم أحيينا أعزاء لك أذلاء لانخاف إلا منك ولا نرجو سواك ولا نتوكل إلا عليك نحب بحبك ونعادي بعداوتك .... وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ......... 16/11/1432هــــــــــــ |
الإشارات المرجعية |
|
|