[|] المعنـــــى الحقيقـــــي للكـــذب الأبيـــــض [|]
السلام عليكم ورحمته وبركاته
لا نختلف على أن الكذب في الشريعة الإسلامية منهيٌ عنه
ومن يتصف بالكذب من المسلمين فهو ذو أخلاقٍ سيئة ويُكتب عند الله كذابا كما جاء في الحديث:
( ولا يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابا )
والسبب في النهي عنه حتى لايكون فتنة بين المسلمين وخصومة ومفتاح لمشاكل قد لاتنتهي!
في المقابل هناك كذب مُباح وصرّح لنا به رسولنا عليه الصلاة والسلام وهو بثلاث مواقف
- كذب الرجل على زوجته ليُرضيها
- الكذب في الحرب فالحرب خدعة كما قال عليه الصلاة والسلام
- الكذب ليصلح بين الناس أو خلاف بين طرفين
ودليل ذلك:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ح قَالَ وَحَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِىِّ
وَأَبُو أَحْمَدَ قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لاَ يَحِلُّ الْكَذِبُ إِلاَّ فِى ثَلاَثٍ يُحَدِّثُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا وَالْكَذِبُ فِى الْحَرْبِ وَالْكَذِبُ لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ »
وقياسًا على إباحة الرسول للكذب في هذه المواقف وقياسًا على حديثه عليه الصلاة والسلام
حديث ام كلثوم بنت عقبة أن رسول الله يقول (( ليس الكذاب الذي يُصلح بين الناس فينمي خيرًا أو يقول خيرا )) رواهُ مسلم
فالكذب الأبيض هو الذي لا يُسبب مشاكل أو مصائب في مستقبل المكذوب عليه ولا يُسبب فتنة بين المسلمين
وسأذكر بعض من الدواعي لإستخدام هذا الكذب
- تجنبًا للمشاكل
- لفعل الخير
- في تربية الأبناء
وهذه أمثلة بسيطة للتوضيح ..
- تجنبًا للمشاكل:
فالمشاكل لاتخلو الأيام منها سواء كبيرة أو صغيرة ولها أسباب عديدة أهمها الغيرة
فلو اتصلت على شخص وعلم الآخر بذلك الإتصال لأقام الدنيا أقعدها ! فالأولى عدم إخباره بذلك الإتصال
وإذا سأل يُقال لم يتصل وهذا كذب أبيض لا يضر بل يطفي نارًا كادت أن تحرقه وتحرق من حوله!
- لفعل الخير:
فلو أردت مساعدة شخص لكن والديك بينهم سوء تفاهم وإذا علموا سيمنعانك من تلك المساعدة
فالكذب في هذا الموقف بأنك ستذهب لصاحبك لن يضرهما ونيتك هيَ فعل الخير لذلك الشخص
- في تربية الأبناء:
في التشجيع والتحفيز .. وفي المتابعة والمراقبة
وغيرها من أساليب التربية التي وإن دخل بها الكذب الذي ينفع الأبناء ولا يضر
فإحداهنْ قالت لي أن اختها ذات الـ 11 عامًا لا تحرص على الصلاة ودائمًا تكذب بأنها قد صلّت!
فقالت لها كيف صليتي وأنا قد غيرت مكان سجادتكِ (وفي الحقيقة لم تغيرها) فخجلت الصغيرة وتوضئت للصلاة (أصلحها الله)
وأنتم قيسوا عليها هذه الدواعي مابدا لكم من المواقف وانظروا قبل النطق بالكذب هل هوَ ضار أو نافع ولا يُسبب مشاكل
شكرًا لقرائتكم فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
وإذا كان هناك إعوجاج فأقيموه جزاكم الله خيرا : )
__________________
لا يتوقف الناس عن اللعب لأنهم كبروا ، بل يكبرون لأنهم توقفوا عن اللعب . أوليفر
|