[أبو سليمان الحامد]

الحديث عن المرور ومشاكله ذو شجون , ولا يوجد فرد يقود سيارته في بلدنا هذا إلا ويشتكي من سوء تصرف كثير من قادة المراكب والسيارات , ولستُ هنا للحديث عن قطع الإشارة , أو السرعة الزائدة , أو التفحيط , ولكني سأبحث بعض الظواهر الْمُتْعِبَة ونحن على ظهر هذه النعمة الكبيرة ( السيارة ) , ولا يكاد يخلو من هذه الظواهر شارع أو طريق إلا ما رحم الله .

والقصد من جمع هذه الظواهر هو التوعية لدى الكاتب نفسه وللقارئ , ولمن يصل إليه المكتوب , ولمن يستطيع الإرشاد والتوجيه , لعل الله أن ينفعَ بها .

1. الوقوف عند الإشارة يمين الطريق : وهذه مشكلة عظيمة ترفع الضغط كثيرا , فالنظام يسمح لك بالمرور يمينا عند الإشارة , ولكن هذا الرجل لا يهتم للنظام فيقف في هذا المسار ليغلق الطريق على النافذين يمينا , ويساعد على ذلك ضيق الطريق , وعدم وجود مسار خدمة , أو مسار خاص بالاتجاه يمينا . وحينها لا تسأل عن ضوضاء المنبهات ( البواري ) للسيارات التي تريد الاتجاه يمينا , غير أن سعادة الأخ الواقف يمينا لا يعبأ بهم وكأنهم غير موجودين !!!

2. إغلاق أنوار السيارة داخل الأحياء والمدينة ليلا , بحجة أن المدينة مُضاءة , لاعتقاده أن تشغيل النور لكي يرى القائد الطريق , وهذا خطأ فادح , فالنور يجب تشغيله لكي يرى القائد الطريق , ولكي يراه السائرون على الطريق , وكم من مرة يوشك أن يقع حادث من جراء شاب أغلق أنوار سيارته داخل الأحياء , فلم يَرَه قائد السيارة الأخرى إلا بعد الاقتراب الشديد .

3. إيقاف السيارة أمام بوابات البيوت ( الباب الكهربائي ) وكأن الله خلقه أعمى لا يرى أن هذا الباب مصنوع بهذه الطريقة لكي تخرج سيارة وتدخل , وربما كان هناك مريض في المنزل فأخرتْه سيارة أغلقت عليهم البوابة فحدث ما لا تحمد عقباه , وتكثر هذه الظاهرة عند الجوامع والمدارس والدوائر الحكومية .

4. الانشغال المبالغ فيه بالجوال , وكأن الطريق له وحده , ومن المعلوم أن التركيز حال تشغيل الجوال ينخفض لدى السائق إلى أقل من 50% .

5. البصق – أعزكم الله – من النافذة , أو رمي العلك أو المنديل , في ظاهرة غير حضارية إطلاقاً , ولا تنم عن تربية أو سلوك سَوِيّ .

6. السير ببطء شديد في الطرقات السريعة في وسط المدينة مثل : الشاحنات – طريق الثمانين بحي مشعل – طريق الملك فهد , طريق الستين بالفايزية وغيرها من الطرق التي تتطلب سرعة معقولة , لأن البطء الشديد مثل السرعة الشديدة , وكلا طرفي قصد الأمور ذميمُ .

7. إغلاق الطريق بالوقوف يمينا على المسار الثاني بحجة النزول للبقالة أو البوفيه أو نحوها , وكأن الطريق ملك له وحده أو لأبيه عفا الله عنه .

8. التصاق السيارة بالتي أمامها , مما يُحْدِثُ ربكةً لدى السيارة التي أمامه , فلو توقفت السيارة الأمامية فجأة لحدث الاصطدام !

9. التنافس بين سيارتين في الطرقات السريعة وكأنهما في حلبة سباق , ولا تسَلْ عن الفوضى المرورية التي تحدث من جراء هذا التصرف الأهوج .

10. التقدم عند الإشارة , لدرجة تضييق الطريق على القادم من الإشارة الأخرى في المسار الأيسر , مما يُسبب حوادث لا سمح الله .


هذه بعض الظواهر التي أراها يوميا على طرقات بريدة الغراء , وقد بلغ بي اليأس من المرور ودورياته البائسة حداً أتمنى معه أن يكون للتوعية الاجتماعية دورا في إصلاح المرور أكثر مما يفعله المسؤولون عنه .
والله المستعان .