[الرجم العالي]

.
.
.

بسم الله والصلاة والسلام على أشرف الأنياء والمرسلين .. نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ..

أما بعد..

يحترق قلب المؤمن حينما يسمع أو يرى ماحل في حمى المجتمع الإسلامي إلا من حفظه الله وكأن

القلب يزداد استواءً إذا تمعن جيدا ذلك الحال المنحدر في بعض حالته من قمم الأخلاق والدين .. كل

هذا وهو يتمعن فيما أصاب هؤلاء .... إلى الله نشكو رداء حالنا..

فعندما نشاهد السائق مع تلك الفتاة اللتي توزن قيمها وأخلاقها بعفتها! وإذا بنا نرى وياليتنا لم

نرى....السائق سرق منها الأريحية والميانة واكتسح جميع المعايير القيمية والأخلاقية ، وأخذ بتبادل

الحديث والابتسامات التي لم ينلها محارمها !.! وأخذت كامل الحرية مع ذلك (البهيمة) بنظر

الغالبية!! ... الموضوع استوى بينهم ببرودة ! لتعبر تلك الحرارة وتحرق قلوبنا ! ، فلم يقتصر الأمر

على ذلك المشهد فما إن يتغيب عن ناظرنا ذلك المشهد المتجرد من العفة ..النكد ! حتى نرى مشهدا آخر

يحرق ما تبقى... يقف المسلم الغيور حائراً ...وتكون أنيسته حيرته لطريق بيته ... وكأن السيارة تسير

من دون سائق ! ... وذلك المسلم الغيور يفكر في هذا الزمان وغربته الموحشة التي تداهمنا هذه

الأيام ... وتمعن وفكر كيف يحافظ العفيف وكيف تحافظ العفيفة على هذه القيم؟ في زمن الغبة ومحاربة

العفة !... وما تبقى منها قبل أن تُقتل تلك القيم .

فكّر المسلم الغيور.. وفكر ... كيف تثبت تلك القيم أمام مداهمة تلك الفضائيات ... كيف تثبت و نحن

نرى مانرى في الأسواق والمنتجعات ؟!

حتى العمل أصبح مكان ترويج مجاني لتلك الفضائيات الدنيئة فهذا يُثني على المسلسل الفلاني ... وذاك

يحكي عن روعة تلك الفاتنة ... مما يُوثق تلك الطعون داخل القلوب ..! فيبحث المسلم ويفكر الغيور

فإذاهو بزمن الغبة ومحاربة العفة ... فهل يتوارى الغيور والغيورة عن المجتمع ؟؟ أم يقتل ضميره

ويسعى إلى ترسيخ التبلد ويتجرد من تلك القيم؟؟ أم ماذا يفعل ... وفجأة أدار ذلك الشريط المرتِّل

لكتاب الله راجيا من الله ان يكون شفاءً لعلته وأن يُهدىء من ضجيجه.. واذا بسمعه ينصب على تلك

الأية الكريمة وكأنه لأول مرة يسمعها!!... سبحانك ربي ! هذه آية في كتابك أين أنا عنها..! اين عقلي

عنها؟؟ فكانت شفاء لعلته وحلت مكانَ ضجيجه ... وصار يُعيدها بهدوء ويتمعنها جيدا ...

(( احسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ))

لك الحمد والشكر يارب هوالإيمان الراسخ العظيم لكل مؤمن ومؤمنة . حين يقول المرء: أنا مؤمن :

أنا مؤمنة . هنا تتجلى الحقيقة عند الإمتحان..

تلك المواقف اللتي تغلغلت في كيان ذلك الغيور المؤمن ماهي إلا إمتحان من الله الا وهي الفتنة ،، فهل

ترضى لنفسك الخذلان ؟! بتقبلك ومشاطرتك تلك المغريات والفتن؟؟ أم تود أن تكون شامخا وتترفع

بذاتك وقيمك عن هذه المتاهات ؟! ولاننسى أن الله جل وعلا قد منّ علينا بجوارح ليسعنا التمييز بين

الخير والشر والنافع والضار حين تلتف شرائك الفتن علينا وبجميع مغرياتها لينجو المؤمن من الهوى

وإرادة النفس الخبيثة،، عندها يتجلا المؤمن الحق حقا..حقا ويترفع بذاته ويسكن ضجيجه ويحافظ على

عفته ويتمسك بعقيدته. رزقنا الله وإياكم الستر في الدارين ، وحفظ علينا ديننا اللذي هو عصمة

أمرنا .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.