بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » لَونٌ مِن المزجِ غريب !

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 23-09-2005, 01:49 AM   #1
ناصرالكاتب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
لَونٌ مِن المزجِ غريب !

هذه مشاركة كتبتُها كي أُشير إلى خلطٍ وقع فيه أحدُ كتاب المنتديات؛ حيث صنع لنفسِه مزيجا من الأفكار، وجعلها شعارا له، ثم تمسّح ببعض التعاليم الشرعيّة التي يرددها أهل السنة.
وقد نشرتُ هذه المشاركة في منتدى القمة لأنَّ ذلك الكاتب يشرف على أحدِ أقسامه، وأنشُرُها هنا للفائدة.



لونٌ مِن المزجِ غريب !


بسم الله الرحمن الرحيم

في أحد أعداد مجلة الدعوة أجابَ الشيخُ صالح بن فوازان الفوزان –أثابَه الله- على شبهةِ الاتفاقِ بين بعض أقوال أهل السنة وبعض أقوال أهل العلمنة تجاه بعض القضايا، وأنَّ ذلك التوافق صار ذريعة لبعض المهوِّشين إلى الطعن في دعوة أهل السنة، فردَّ الشيخ حفظه الله بما معناه: «الحقُّ ما وافق الكتاب والسنة، ولا شأنَ لنا بموافقة أحد، أو مخالفتِه».اهـ.

ومن تلك القضايا مثلا: مناوءَة أصحاب الفكر التفجيري.

ففي الظاهر أنَّ موقفَ أهل العلمنة موافق لموقف أهل السنة تجاه تلك القضية، قلتُ في الظاهر؛ وإلا فهم مختلفون في حقيقة الأمر في كثير من تفاصيل ذلك الموقف.

فأهل السنة وقفوا لحماية السنة والقيام بما شرع الله تعالى، أما أهل العلمنة فلحماية مصالحهم الفكرية والمادية.

وإنْ كان ظاهرُ ذلك الاتفاق قد دفع أقواماً للطعن في السلفية وأهلِها، فإنَّه قد غرَّ آخرين ليسوا من أهل البصيرة إلى الاغترار ببعض دعاة العصرانية المتخلفين.

فمن دواعي ميل النفس لغيرها أن يقع الاتفاق منهما على موقف أو رأي.

وذلك الميل مصيدة شيطانية، وسبب إلى الوقوع في الفتنة والخروج عن سبيل أهل السنة.

سمعنا قبل أيام مقولةَ سوءٍ لرجل عُرِفَ بمحاربةِ الفكر التفجيري؛ إذ دافع عن دعاة الليبرالية، وصحَّح أهدافهم.
وأخشى أنَّ الدافعَ لما قال هو وقوعه في تلك (المصيدة الشيطانية)، ومجالسته لبعض المشبوهين.

وإنك واجدٌ حين تبحث في كتب عقيدة أهل السنة المسندة فصولاً في التحذير من مخالطة أهل الأهواء، وذلك حمايةً لعقيدة المسلم من الشوائب والفتن المهلكة.

ونجد عند من يخالط أهل الأهواء التهوين من خطرِهم، والاعتذار عن بعض مقالاتهم، ومحاولةَ مزجِ الحقِّ بالباطل؛ كي يردم الفجوةَ بينه وبين من يخالط.

وإنَّ من أخطرِ الشُّبَه ما اختلط الباطلُ فيها بشيء من الحق.

وعند تصفحي لبعض المنتديات وجدتُ لوناً من (المزجِ) غريب، سلكَه كاتبٌ تسمى باسمٍ سلفي، واتخذ (توقيعا) سلفيا، ويتمسَّح –أحيانا- بالنهج السلفي ودعاته.

وإنَّ من أبرز سمات السلفيين البراءة من الباطل وأهله. وهذا الكاتب المسكين تبرأ ممن وقعوا في بعض الضلالات؛ لكنه تميع مع من هم أبعد عن حقيقة الإسلام؛ بل تميَّع مع بعضِ رؤوس الكفر!.

لستُ أدري ما حقيقة منهجه؛ أهو سنيٌّ واقع في لبس، أم عصراني متخلّف أعجبتْه بعضُ المواقف السلفية التي لم يعرف حقيقَتَها. أم دعيٌّ من أدعياء الوسطيَّة جنح إلى انتخاب ما يشتهي من الأفكار واتخذ من هذا الخليط منهجاً، أم دخيل على أهل السنَّة يريدُ تشويهَ صورتهم أمام الناس؟!.

فالسلفيَّة دعَتْ إلى طاعة وليّ أمر المسلمين؛ طاعةً لله تعالى واستجابة لأمرِ نبيه صلى الله وعليه وسلم الذي شرح الموقف الصحيح للأمة تجاه الحكام، فالطاعة واجبة لمن استقام له أمرُ المسلمين وأقامَ الصلاة فيهم، وإن جار أو ظلم؛ لكنَّ الطاعة لا تكون إلا بالمعروف؛ فلا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق، وليس الأمرُ بالطاعة يعني (عبادة) السلطان، ولا التسويغ لأخطائه، وتحليل ما حرَّم الله من أجل رضاه.
والدين النصيحة، ومن النصيحة: النصيحة لولي أمر المسلمين، وتأييد ولي الأمر على زَلَلِهِ ليس من النصيحة في شيء؛ بل هو غش وخيانة.

وأهل السنَّة حذّروا من الغلو في التكفير، وتكفير المسلم فجورٌ نهى عنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وهو قائد إلى الخروج عن الجماعة، وسلوك درب أهل الأهواء.

وتكفيرُ الكافر الأصلي، أو من ثبتَ خروجه من الملة منهجٌ سلفيٌّ أيضا، وليس غلوا في الدين، ولا تطرّفا في الرأي.

والبراءة من أهل البدع المنتسبين إلى الإسلام منهجٌ سلفيٌّ، وهو لا يعني التميَّع مع من هم أبعد عن الإسلام كاللبراليين، والحداثيين، ودعاة تحرير المرأة وغيرهم. والمتميع مع هؤلاء لم يفهم حقيقة السلفيَّة.

وقد حذّر السلفيون من الغلو في باب الولاء والبراء لما ظهر الغلو فيه، وليس من السلفيّة في شيء موادّة الكفار، والميل إليهم.

وأهل السنَّة شرحوا ضوابطَ الجهاد في سبيل الله، لما ظهر الخلط في مسائله، وتسبب هذا الخلطُ في توريط المسلمين، وجلب الكوارث عليهم. وتعطيل الجهاد بالكلية من منهج أهل الأهواء ودعاة الزندقة.

وأهل السنة يردُّون على مخالف السنة حماية للسنة ودفعا للشبهة عن قلوب المسلمين، ولا يظلمون عبادَ الله تعالى.
وهم يصنِّفون أهلَ البدع لتمييزهم عن أهل السنة، لا للتعيير والشماتة في الخلق.

وأهل السنَّة يدورون مع الأثر حيثُ دار، وأهل الأهواء يقعون مع أغراضهم حيثُ وقعَتْ.


__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة].
[/mark]
صفحة ناشر الفصيح

آخر من قام بالتعديل ناصرالكاتب; بتاريخ 23-09-2005 الساعة 02:03 AM.
ناصرالكاتب غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:32 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)