[دعبل نجد]

ما حدث ويحدث الآن في الساحة هو أمر مذهل جدا لا تستطيع وصفه الكلمات وسيقف التاريخ أمامه وقفة طويلة باحثا عن أسبابه ودوافعه التي ما زلنا نحن الذين عايشناه لحظة لحظة نجهلها جهلا تاما ..!
ما زال الكثيرون يشيرون بأصابعهم غربا هناك حيث تحاك الدسائس والمؤامرات ظانين بل متيقنين أن ما يحدث مؤامرة حيكت في المكاتب البيضاوية وتحت القباب الصفراء , وآخرون يلقون باللائمة على أنظمة شاخت وشاخت معها قوانينها الاستبدادية التي ما فتئت على مر الدهور تبرر ظلم الساسة وبطشهم .
عروش أسقطت وعروش مازالت تهز وعروش ينتظرها الدور وشعوب أصبحت كقطعان الماشية لا آمر ولا مأمور وحقوق سلبت وما زلنا في وسط المعمعة وما زال النقع يحجب الرؤية أو بعضها . .

إلا أن الشيء الوحيد الذي يتفق عليه الجميع واتفقت عليه جميع المطالب هو المطالبة بالحرية التي من أجلها أرسل الرسل وأنزلت الكتب حتى لا يكون مخلوقا مستعبدا لمخلوق أو لنظام أو قانون أحدثه مخلوق فالحكم حكم الله والأمر أمره والعبد عبده ..!
كما قال الصحابي الجليل لرستم قائد الروم ( جئنا لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ) .

إن مطلب الحرية هو مطلب شرعي قبل أن يكون قوميا , وإن الحرية أصل والاستعباد دخيل ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) .

تأملوا قوله تعالى { فاصدع بما تؤمر } وقوله تعالى { قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا الم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا ..}

العبرة : ان الناس لن يتهاونوا مع من يسلبهم حريتهم كائنا من كان ..!