[فليت بن قنه]

الإرهاب والكباب)
(الطريق إلى كابل)
((الحور العين))

حينما يحاول إعلامنا العربي معالجة بعض القاضايا الحساسة والشائكة مثل " الجهاد " أو " الإرهاب " هو في الحقيقة يشبه ذلك الأحمق الذي أراد أن يتعاطى المخدرات فذوب الهيروين في كأس ماء ثم شربه بدلا من أن يستنشقه ، فسبب له تشققا في جدار المعدة لأن الهيروين كان مغشوشا ومخلوطا بمسحوق زجاج فأدخلوه المستشفى ليقوموا بتنظيف معدته فقال له الأطباء كخ كخ لا للمخدرات .. ونحن نقول لإعلامنا العربي (الخسيس) كخ كخ لا للجهاد ..لا للإرهاب !!
هذا العام ..لعن الله الكاذبين ..ولعن الله المستهزئين !! يطل علينا المخرج النتن النصراني (( نجدت انزور )) بمسلسله الخسيس ((الحور العين)) ليعالج ظاهرة الإرهاب ..ويستعين بحادثة (تفجير مجمع المحيا) كنموذج ..وتبثه MBC!! حسناً .. يشارك معه سبعين "فنان" أو "حمار" على ذمة ابن منظور .. الإشراف الديني في كتابة السيناريو كان من نصيب رجل مريض متذبذب أضل من روث حمار الدجال ..رجل كتب في صحيفة الرياض عن ظاهرة الإرهاب كثيرا وليس في مخيلته إلا صورته المشوهه حين عاش في الماضي متطرفا بعيداً كل البعد عن السلفيه الحقه وهو بذلك يعتقد أن جميع المتدينين يعيشون بفهم خاطيء للدين كما عاش هو ورفيقي دربه أبو نتعه ..وصاحب المؤخرة الكريمة (الذايدي والنقيدان) !! عبدالله بن بجاد العتيبي ..إذا علمتم أن الخط الدرامي الديني تم تحت سمعه وبصره فاستعدوا لإستقبال التشويه والكذب وأنا أحلف لكم قبل بداية البرنامج أن الموضوعية والحيادية كما يزعم المخرج ستسير في طريق وستسير حلقات المسلسل في طريق آخر ..وستزداد الظلمة درجات، أنا شخصيا أعرف أحد الممثلين السعوديين الذين سيشاركون في البرنامج و سيكون عليه دور كبير في المسلسل الذي سيوضح الإشكالات التي أورثت الإرهاب زعموا!!!

المخرج (صاحب الهم الكبير) لماذا لا ينتج لنا مسلسلا تراجيديا عن مجزرة سجن تدمر في سوريا، أو عن مذبحة مدينة حماة ، أو عن تعذيب النصيريين للإسلاميين في سجون محاكم التفتيش التي بناها حافظ الخنزير لإهلاك المسلمين ..لماذا لا يخرج لنا ملحمة عن الحرب القذرة في الجزائر ..أو دراما عن مذبحة طرابلس !! حسناً ... ليعالج الإرهاب ،، أين هو من الإرهاب الذي يحدث في الفلوجة والقائم وتلعفر !! لماذا لا يصور لنا وللعالم الديموقراطية التي تحدث في سجن أبو غريب !!قاتل الله الخونة .. البرنامج بإختصار سيبث رسائل إعلامية خاطئة عن المجتمع السعودي .. وستكون العلامة البارزة للإرهابين ( اللحى والثياب القصيرة ) ما يعني تشويه وا ضح لنمط المتدينين في السعودية ..وهو سيضرب على طبيعة التنشئة (العلمية) ..وبعض الفتاوى لمشائخ قدامى مجتهدين ..وعن طلاب المكتبات وتربيتهم من قبل مشائخهم ومشرفيهم ..وسيتعرض لنصوص قرآنية واضحة تتعلق بالجهاد ..وقضية والولاء والبراء ..وغيرها من القضايا الحساسة التي لايفهمها الإ العلماء الراسخون في العلم .. سيثير الغيورين حتماً ..ومحبي الجهاد الحق ..وسيتكون مسوغا لتكفير من استهزء بالدين وأهله !! وسيضيء الخفوت العاطفي من جديد لدى شريحة كبيرة من المجتمع تجاه من ضل الطريق وحاد عنه من الشباب بأفكار مغلوطة !! المجتمع السعودي على مافيه يثيره الإستهزاء ..ممايدفعه إلى العودة إلى تبرير بعض أفعال من يطلق عليه الإعلام " إرهابيين" !!

وأروجو أن يوقف البرنامج بتهديد أو بغيره لا يهمني ..لأنهم لم يهتموا بنا ..وكما ذركت صحيفة القدس العربي بأن المخرج انزور يعيش قلقا كبيرا هذه الأيام ...وأقول أسخن الله عينيه وزاده قلقا وأرسل له من يخيفه ويقظ مضجه ويسف في وجهه آيات الخوف والإذلال ..وأرجو أن يسخر الله له ولبرنامجه رجالا يوقفونه عند حده ..ونحن ننتظر هذه الساعة ونتمناها ..!

حسناً .. كيف تعالج هذه الظاهرة !!

أنا لدي اعتقاد قديم ولازلت مقتنع به تماما في هذا الموضوع بحكم قراءتي لجميع كتب ومجلات وبيانات من يتبنى هذ الفكر وقد ذكرته للعديد من المشائخ ..وهو أن الأسئلة الحقيقة الموجودة في كتبهم حتى الآن لم تطرح علانية بوضوح ..ولذا فإن هذا الفكر يتنامى بشكل أو بآخر ..والقوائم التي ستعلن عنها وزارة الداخلية لن تقف إلا أن يشاء الله !! وعندما عرضت قناة المجد برنامج ملفات خاصة ..تحدثت مع الشيخ راشد الزهراني وقلت له ياشيخ هناك أسئلة هامة لم تسمع حتى الآن ..وكل ما يقوله المشائخ موجود في كتبهم ..الإشكال الحقيقي يتعلق بقضية ولاة الأمر ..وسقوط البيعة ..ولماذا يكفرون الولاة وماهي أدلتهم ..بعدها يأتي موضوع الذمي ..ودفع الصائل ..ومناقشة فتوى الشيخ محمد بن إبراهيم في قضية قتل النفس .. أما مسألة الخوراج ..فهم لديهم كتاب مؤلف عن التحذير من الخوارج ومنهج الخوراج ! وقد تحدثت أيضا مع الشيخ المنيع في أبها ...ومع الشيخ الوهيبي وغيرهم كثير ..ولكن لا أدرى لم يحدث شيء من هذا ..هل هي المصلحة تقتضي (!!).. أوووف ياهي ذبحتني كلمة (المصلحة) لدرجة أني تزاعلت مع صاحبي يعمل في (مصلحة المياه) !!

جانب آخر .. لا بد أن نعرف أن أصحاب هذا الفكر ليسوا على درجة واحدة ..هم درجات والغلاة منهم قلة ..كما حدثني أحد الأخوة الفضلاء للتو خرج من السجن وقابل بعضهم هناك .. عموما الشريحة الأكبر هي الصامتة المتعاطفة التي ( لم آمر بها ولم تسؤني) والتي لاتعلق كثيرا على الأحداث ..وتلوذ بالصمت وفي داخلها تعاطف مع أي مشرد يلاحقه العالم .. هذه الشريحة تعرف نقاط الإشكال بين المشرد والذي يلاحقه ..وتعرف تبريرات كلا الطرفين ..وهذه بحاجة إلا أن يستضاف مشائخ مقبولين عندهم ..لا أي شيخ مهما كان علمه وفصاحته .. دعوني أضرب لكم مثالا وأنا لا أنقص من قدر أحد ..لكن لابد أن نكون اضحين .. برنامج الزميل الحبيب الدخيني الأخير في المجد ..كان من المتحدثين (الشيخ الفاضل سعد البريك) وهو على خيريته وحرصه إلا أنه غير مقبول تماما لدى شريحه كبيرة ليس من العامة دعونا من عامة الناس ..أقصد من هم معنيون بهذه البرامج ..بل أن بعضهم إذا رآه يكيل له الشتائم ومباشرة يغلق التلفاز ولا يحب السماع له أبداً .. مثل هذه اللفتة ينبغى أن تستوعب جيدا في برامجنا ..طبعاً إذا أردنا فعلا المعالجة ..أما إذا أردنا التسويق البرامجي ..فليستمر الحال على ماهو عليه ..!!

نعود إلى ( الحور العين ) ..أقول لكم : حين حاول الفسقة( طبعا لم أتعجل في التكفير وإلا فإن الله يقول : وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ )) )) أقول حين حاول الفسقة في مسلسل طاش ماطاش العام الماضي أن يبثوا رسالة في حلقة (( واتعليماه) مفادها إثارة الإنتباه تجاه المعلمين وخطورتهم لاسيما حيت يفسرون بعض آيات الجهاد والولاء والبراء..ماذا حدث !! هل حققوا الهدف المرجو أما أثاروا فتنة ..إذ هب الغيوون إلى منازل العلماء لايوقفهم أحد غاضبون لا يهدأهم إلا مابقي من صبر الحكمة ..أو " سناصح المسؤلين" التي يسمعونها من المشائخ !!

ختاماً .. الإشكال لا يحل تحت مظل الفن ..ولن ينتشله المخنثون ..والفتنة بدلا أن تخفت ستشتعل ..ودورة القلاقل في المجتمع السعودي والإرهاب في المجتمعات العربية تنشأ ابتداء من رمضان والضحية الأطفال وعامة الناس ومزيدا من التيه ..

وكخ كخ لا للإرهاب !!

________________


منقول هنــا للأهمية ...