[دعبل نجد]

لاغرابة أن يشعر أي إنسان بشعور حسن تجاه من يحسن إليه إذ أن النفس تُملك بالإحسان بل تُستعبد كما قال الشاعر :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم * * فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
ولكن غاية الإحسان أن يفرح المحسن بإقبال من أحسن إليهم حتى ولو أساءوا
وإن أعظم محسن هو الله سبحانه فأفضاله علينا عظيمه بدءا من خلقنا وهدايتنا ورزقنا إلى ما لا يحصى { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } ولأن نعم الله علينا عظيمه فنحن نعبده ونشكره ونحمده ونثني عليه ونتيقن أننا لن ندخل الجنة بعملنا بل سندخلها حينما يتفضل علينا ويرحمنا .

والله سبحانه وهو المحسن المتفضل القادر يفرح بتوبة عبده الضعيف العاجز ويقول( لو أتيتني تمشي أتيتك هروله ) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الله أشد فرحا بتوبة عبده من ....الحديث ) وهذا هو غاية الإحسان وغاية الكرم .

والنبي صلى الله عليه وسلم أعظم محسن خلقه الله فبه بعد الله هدينا إلى الطريق القويم وأُنْقِذنا من العبودية وغير ذلك من الأفضال العظيمة وهو يصرح أمام أصحابه أنه يحب إخوانه الذين لم يروه ويخبر أصحابه أن لإخوانه الصابرين أجر خمسين من الصحابة وغير ذلك من الأحاديث إلا أن أعظم حديث وأبين صورة لحب النبي صلى الله عليه وسلم لنا وحرصه علينا والذي يتبين به غاية الإحسان وتمامه من قبل المصطفى صلى الله عليه وسلم ما رواه جَابِرٍ ، قَالَ : ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ مَوْجُوءَيْنِ ، فَقَدَّمَ أَحَدُهُمَا ، فَقَالَ : " بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ عَنْ أُمَّتِي مَنْ شَهِدَ لَكَ بِالتَّوْحِيدِ وَشَهِدَ لِي بِالْبَلاغِ " . ثُمَّ قَدَّمَ الآخَرَ يَعْنِي ، فَقَالَ : " بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ " . رواه الامام الترمذي .

رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ..