[ابو حمد 2007]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد ..
لقد تشرفت بلادنا الغالية بأنها أشرف البقاع ومأوى أفئدة المسلمين
مهبط الوحي ومنبع الرسالة أرض الحرمين الشريفين
يقول النبي صلى الله عليه وسلم (والله إنك لخير أرض الله ، وأحب أرض الله،
ولولا أُخرجت منك ما خرجت). رواه مسلم .

وإنه لشرف عظيم خدمة هذه المقدسات وخدمة ضيوفها وزوارها القادمين من كل فج وصوب
خدمة حقيقية لا يراد منها إلا كسب الأجر والثواب من الله تعالى .
وهذا هو شأن المسلمين في الأسلاف الماضية ,
بل إن بعض المشركين في الجاهلية يتفاخرون بخدمةالمسجد الحرام والحاج
فعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال العباس حين أسر يوم بدر
: إن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد لقد كنا نعمر المسجد الحرام
ونسقي الحجاج ـ ونفك العاني فأنزل الله {أجعلتم سقايةالحاج}

أما ما يتحدث ويتبجح به البعض في وسائل الإعلام الآن أن هناك خدمة لضيوف الرحمان !
فمسألة تحتاج إلى نظر ,
وحيث أن وزير الحج يقول أن شعار وزارته (خدمة الحاج شرف ! وأمانة ومسؤولية)
فإننا نتسائل ماهي هذه الخدمة التي يتحدثون عنها ؟؟
طالما أن الحاج دفع مقابلها الآلاف .

ألا يمكن أن يقال بأنه ليس لأحد فضل عليه بعد الله إلا ما قدم من المال! الذي خدمه
لأنه عُرفاً الخدمة تعني القيام بعمل دون مقابل مادي .

فمن يريد التشرف بخدمة الحاج ليكسب الأجر فليتحمل نفقات الحجاج أو بعضها ,
كما يفعل الراجحي وغيره .

ولو نظرنا إلى حجاج الخارج فإن وزارة الخارجية لاتوافق لهم بإصدار تأشيرةالحج إلا عن طريق
وكالات وحملات الحج التجارية .
وكذلك حجاج الداخل -أبناء هذا البلد المبارك- يجبرون على التقدم لإحدى مؤسسات الحج
والتعاقد معهم للحصول على التصريح ؟

ومن يعجز من حجاج الداخل الدفع لحملات الحج بأسعارها الخيالية والمُبالغ فيها (وهم كُثر)
ويريد أداء فريضة الحج فذلك متعذر . لأن نقاط التفتيش بإنتظاره لمنعه وإرجاعه .

فإن استطاع الحاج أن يدفع التكاليف الباهظة للحملات ,
والتي تقوم بدورها بالدفع لوزارة الحج مقابل تأجير مخيمات المشاعر ,
وقد أختلف بعض العلماء في حكم تأجير أراضي المشاعر
حتى أن الإمام أحمد قال بعدم جواز التملك أو التأجير وخالفه الإمام الشافعي.

وما يزيد الأمر غرابة أن إيجار بعض خيام المشاعر في أيام الحج
يفوق إيجار فنادق الخمس نجوم .

أخيراً يُقال أن مبرر هذه الإجراءات هو التنظيم ؟
فالسؤال / ألا يمكن إيجاد تنظيم أفضل خاصة لحجاج الداخل بدون هذه التكاليف الطائلة حتى
تسمى خدمة حقيقية يؤجر عليها فاعلها ؟

كتبه/ابوحمد
6/12/1432 هـ