[بندر 1430]

إطلالة من أعلى مكان في مدينة بريدة .. هواء نقي تشوبه رائحة الحضارة النتنة .. أو أني أحسبه كذلك ..!

قلاع بريدة القديمة التي تهدّمت و أصبحت ملاجئ للهاربين و المتخلفين و .. عابري السبيل ..

مزارعها المهجورة بنخيلها و التي بعضها لا تزال تصارع من أجل البقاء لمزيد من العطاء ..

شوارعها الترابية التي كان يمشي عليها أجدادنا و من سبقهم من الأولين ..

وأشياء كثيرة أصبحت من الماضي و أثاراً ترسم لنا بدقة حياة الراحلين ..

كل ما في بريدة من قديم .. جميل .. و يدلّ على تاريخ نادر كان يميّز هذه المدينة الصغيرة .. والتي أحب أن أطلق عليها .. طفلتي المدللّة ..!

لكن هناك شيء آخر خاص بها تتميّز به بريدة عن غيرها جغرافياً و دائماً ما يدفعني للتساؤل ..

كان موجوداً بها منذ القدم .. حتى يومنا هذا .. ولم يتأثر بتغيّرات الزمن ..

إنه شجر الأثل .. علاقة غريبة مدهشة و فريدة تربطه ببريدة ..

تواجده في مناطق بغزارة كالخبوب و النفود .. بينما يقلّ في المناطق ذات التركيبة الصخرية أو قد ينعدم فيها أحياناً ..

لا أدري .. قد يكون إحدى الدلائل بأن بريدة كانت في السابق منطقة غابات و أنهار و أنها ما زالت تحتفظ بالكثير من المياه الجوفيه لذا لم يتأثر الأثل بعوامل الطقس و تغيّر حرارة الأرض نظراً لكونه من الأشجار ذات الجذور الطويلة .. ربما ..

وربما هناك سر آخر و راء ظهوره في بريدة .. كيف ظهر فيها و متى و لماذا هي بالذات؟!