[اللبيب يأكل الزبيب]

كان يوم خميس فخرج ذلك الشاب بسيارته من العمل ، فهو يعمل بدائرة رسمية مع الساعة الواحدة ظهراً لكي يقوم بجولة داخل المدينة وشوارعها قبل أن يتوجه إلى بيتهم ، ولا بأس إذا توجه نحو المدرسة الثانوية التي على الشارع الرئيسي وغازل وعاكس بعض الفتيات بعد خروجهم من المدرسة ، فهو مازال شاب ، وربما وجد فتاة أعجبته أو مال لها فيقوم بعلاقة حب معها أو غيرها ، وأثناء ذلك خرجت أحدى الفتيات وهي مرتدية بنطلون أزرق وعباية سوداء وحجاب على رأسها ووجها غير مكشوف ، فصار يتبعها من باب المدرسة إلى الشارع الذي تسكن فيه ، فبيتها قريب قليلاً من المدرسة ، وكان يتلفظ ببعض الكلمات مثل ( كلمنا يا لابس الحجاب الجميل ، ويا سمح يا لابس الحجاب ، ايوا يا بو سروال ازرق ، غير شوفلنا يا لابس كندرة وردية ،.... ) ، وتبعها ولكن لم يصل إلى البيت الذي تسكن فيه ، بل تبعها إلى بداية الشارع ، وبعدها رجع بسيارته إلى بيته وانتهى الأمر ، فقد أعجبته البنت فجسمها رائع وشكلها يبدو جميل جداً وإلى غير ذلك من الأوصاف .
وفي اليوم التالي يوم الجمعة ذهب لزيارة أخته التي تكبره سنناً بكثير والمتزوجة والتي تسكن في نفس الشارع الذي صاحب فيه تلك الفتاة ، فدق جرس باب بيت أخته واستقبلته أخته وأولادها وبناتها وهم فرحين بخالهم ، وبعد السلام السؤال عن الحال والأسرة بكاملها ، جلس بقرب أخته يحدثها ببعض الأمور ، فطلب من أخته فنجان قهوة ، فنادت أخته بنتها الكبرى وقالت لها : أحضري لخالك كوب قهوة ، فوافقت على طول ، ولكن أثناء تقديمها لكوب القهوة لخالها ، الذي كان في هذه اللحظة بمفردة في الصالون ، قالت له ابنة أخته : تفضل يا خالي ، فقال لها : شكراً ، فقالت له وهي تضحك : ايوا انت يابو سروال ازرق ، غير سوفلنا يالابس كندرة وردية ، يا سمح يا لابس الحجاب ،.... ، وكل الكلمات التي كان يقولها لتلك الفتاة أثناء معاكسته لها ، فاحمر وجهه ، وبدأ يتصبب منه العرق بكثرة ، وارتباك كبير جداً ، فعرف أن الفتاة التي كانها يعاكسها هي ابنة أخته . فماذا يفعل ؟ لقد أصيب بصدمة قاتلة ، ما هذا الاحراج الذي حدث له ؟ ماذا يفعل ؟ لقد شعر بالخزي ، وكاد يتسبب في مشكلة لها أول وليس لها آخر ، فاعتذر من بنت أخته ، وخرج فوراً من البيت طالباً من بنت أخته أن لا تخبر أحد بذلك ، فقالت له بشرط واحد ، أنسى المعاكسات ، وعليك بالطرق السليمة إذا كنت تبحث عن فتاة للزواج ، فاعتذر من أخته بحجة أن لديه عمل وخرج .