بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » بدرية الرياض وهيفاء بيروت والتناقض العجيب؟{نقمة الرياض ونعمة بيروت}

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 05-10-2005, 06:30 PM   #1
بـــارق
عـضـو
 
صورة بـــارق الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
البلد: بريدتي حبيبتي
المشاركات: 832
بدرية الرياض وهيفاء بيروت والتناقض العجيب؟{نقمة الرياض ونعمة بيروت}

1-بدريه في الرياض:
قاومت كثيراً.. ولكن الصدمة كانت أقوى،

فانهارت أعصابها، ونقلت للمستشفى في حالة حرجة جداً..

وظل الطاقم الطبي المتابع لحالتها يعطيها المخدر لتغيب عن الوعي، ولكن

ما إن يزول أثره وتفوق وتلتفت يميناً وشمالاً وتتذكر ما حصل

وما هي فيه حتى تجتاحها نوبة البكاء والصراخ والفزع

الشديد فيعطونها المخدر من جديد.
بدرية واحدة من (بنات البلد) عاشت طفولتها

وشبابها المبكر في بلدة صغيرة في المنطقة الوسطى، ثم جاءت

مع أهلها لمدينة الرياض مثل الكثير من الأسر

الأخرى، وتلقت تربية دينية صارمة، فكانت لا تكتفي

بتغطية وجهها، ولا بوضع العباءة على رأسها بدلاً من كتفها، بل تستخدم

القفازات السود لكفيها، وقد أنهت دراستها الجامعية في

إحدى كليات البنات التابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات

وبدأت تتطلع للزواج وبناء الأسرة، مثل غيرها.

كانت بدرية جميلة مملوحة الوجه رائعة القوام، تلفت

نظر من يراها وهذا شجعها لأن تمارس الرقص

في أفراح قريباتها فكانت في كل مرة تحضر

فيها فرحاً تتلقى الكثير من الطلبات للرقص، فتتشجع

وتستجيب فتشد أنظار الحاضرات وتحظى بإعجابهم، ولهذا

فقد أحبت الرقص وأجادته وتفننت فيه وأبدعت إلى حد كبير.

ولأنها بهذا المستوى من الجمال والدلال فقد تكاثر

خطابها، لكن والدها كان لا يقبل أنصاف الحلول

ويريد أن يكون زوج ابنته الوحيدة رجلاً كاملاً، ولذلك

فقد كان دائماً يسأل كثيراً ويتقصى كلما تقدم خطيب

لابنته ويرجع للتاريخ ويبحث وينقب فإذا وجد نقيصة

مهما كانت صغيرة اعتذر وانتظر قادماً آخر

تتوفر فيه صفات الكمال كلها.

وظلت بدرية بعد تخرجها من الكلية في بيت

أهلها بلا عمل لعدم توفر الفرصة في مدينة الرياض

وعدم وجود من يسافر معها للأماكن البعيدة، تنتظر

الفرج وتشارك أمها في حضور حفلات زواج القريبات، ثم

جاءت تلك الليلة المشؤومة حين صاحبت

أمها في الذهاب لحفلة زواج بنت خالتها.

بمجرد ما بدأت (الطقاقات) يضربن على

الدفوف تَطَلَّع الجميع إلى بدرية.. يالله يا بدرية..

ورِّينا يا بدرية.. هذا يومك يا بدرية.. وقامت بدرية

وبدأت ترقص فأصبحت محط أنظار الحاضرات

وإعجابهن.. ونجمة الحفل بلا منازع.. هَوْ..؟

وَشَ ذا الحورية.. هو..؟ من ذي بنته..؟ هَوْ؟

يا زين رقصها..! ويبدو أن إحدى الحاضرات

بدافع الإعجاب والانبهار أو بدافع تسجيل

المشاهد الفريدة، أو بدافع الحسد والنوايا السيئة، قد سجلت

مقاطع من رقصها بكمرة تلفونها الجوَّال..

ثم أرسلت تلك المقاطع من الرقص لرفيقاتها

وبعض معارفها بدافع بريء أو سيئ.. وبدأت تلك المقاطع

لشدة إثارتها تنتقل عبر أجهزة الجوال ثم انتشرت

انتشار النار في الهشيم، ووصلت تلك المقاطع

إلى جوّالات أقربائها وقريباتها وأفراد أسرتها وإلى جوالها هي أيضاً.

لقد أصاب ذلك أفراد أسرتها بالرعب الشديد، وأصابها

هي برعب أشد، واعتبرت ما حصل

لها فضيحة كبرى، فصورتها وهي ترقص

بملامحها الواضحة بلا عباءة..

مكشوفة الوجه والذراعين.. أصبحت وسيلة يتسلى

الشباب بالفرجة عليها عبر جوالاتهم وعبر

أجهزة الإنترنت، وسيرتها أصبحت

على كل لسان.. يا للعار والفضيحة..!!

ما هذه الطامة الكبرى التي نزلت عليها..

كانت تضع رأسها بين يديها وتبكي..

وأفراد أسرتها حولها لا يدرون ماذا يفعلون..

وتواصل بكاؤها.. ثم انهارت أعصابها..

وتم نقلها للمستشفى.. وظلت فيه منهارة

الأعصاب تماماً.. يعطونها المخدر فتغيب عن الوعي..

ثم يخف المخدر فتعود للبكاء والفزع الشديد..

وأفراد أسرتها حولها يواجهون مصيبتين..

مصيبة الفضيحة.. ومصيبة انهيار أعصاب بدرية..

2ـ هيفاء في بيروت:

بعد عشرة أعوام مفعمة بالانتظار واليأس والألم

جاء الفرح لهيفاء على طبق من ذهب.

ظلت بعد إنهاء دراستها الجامعية والتحاقها

بالعمل تنتظر ابن الحلال لتبني معه بيتاً وأسرة

مثل كل البشر لتكتمل سعادتها، ولكن

هذا لم يحصل، ومر عام إثر عام وهي تنتظر

وتبحث بعينها وبقلبها وعقلها ولكن كل هذا لم يكن له أي أثر يذكر.

هيفاء بنت لبنانية زحلاوية سمراء اللون نحيفة

خفيفة الدم متواضعة الجمال، متوسطة الطول، مقبولة القوام، عاشت طفولتها في

ضيعتها، وتلقت تربية محافظة، ثم انتقلت مع بعض

أفراد أسرتها إلى بيروت، وواصلت دراستها الجامعية، وقد

كانت منذ طفولتها تستهويها الدبكة اللبنانية وتتمايل

وهي ترى بعض مشاهدها في التلفزيون أحياناً، ولأنها

كانت تحظى بتشجيع وإعجاب من يراها وهي تفعل

ذلك فقد بدأت تحب فن الرقص عموماً، ثم أصبحت

تمارسه في المناسبات العائلية فتشد أنظار الحضور، واستمرت

تمارس تلك الهواية بحب في الحفلات الخاصة، فأصبحت

راقصة خطيرة تلفت الأنظار، وتوالت عليها العروض

والإغراءات لتحترف الرقص لكنها رفضت كل الإغراءات

واكتفت بعمل متواضع الأجر تنتظر ابن الحلال، وبين

آن وآخر تحضر مناسبة عائلية أو حفلة خاصة

لبعض معارفها فتمارس هوايتها وتشارك في الرقص.

في إحدى الحفلات كانت هيفاء في حالة انتشاء نفسي كبير..

كانت تشعر بالبهجة بعد يوم جميل، ولذلك مارست

هوايتها كما لم تمارسها من قبل.. رقصت طويلاً، وأبدعت

وشدت أنظار الجميع، وصفقوا لها، وتزاحم حولها

المصورون بالكمرات العادية وكمرات الجوالات..

وتناقل الكثيرون عبر جوالاتهم رقصها الجميل، ثم

انتشر ذلك سريعاً انتشاراً كبيراً مع بعض الثناء

عليها، وأصبحت مثار اهتمام الكثيرين وعلى الأخص

قطاع الشباب، وتكاثرت الأسئلة حولها وعنها، وتكاثر

توجيه الدعوات لها، ثم زاد التزاحم حولها، وتكاثر خطابها.

هيفاء الآن متزوجة تسكن في إحدى شقق الأشرفية، وتحتفظ

بعدة نسخ من شريط رقصها الأخير الشهير الذي جلب

السعد لها وحقق آمالها.. تخرجه كلما حل يوم 4 أكتوبر

لتعيد مشاهدته هي وزوجها في احتفال صغير بهيج هو احتفال عيد زواجهما.

منقول للكاتب دـ عبدالله لفوزان.
بـــارق غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 04:51 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)