[د. صالح التويجري]

الحمد لله
في البلاد لجان فظ المنازعات واخرى لمنع التعديات ومكافحة الفساد وقوة الطواري والشغب وفيها ديوان المظالم والمرافعات للاستئناف ولك ان تترافع في كل شيئ ولكن اياك ان تدخل القضايا الزوجية الى هذه اللغة وفي يدك مكنة
في المحاكم والشرط والتحقيق والجنايات والبيوع وفي المحاسبات تظهر لغة الحقوق ولن يستنكف احد من الحق مطالبة او اداء الا ظالم لنفسه وغيره اما بين الزوجين فقد تأملت نصوص الحقوق الواجبة فاذا هي قليلة وعامة ومعظم ما بين الزوجين من حقوق فهي داخل دائرة المعروف وليس الحق الواجب وحين تدخل لغة المطالبة والمحاصة والاستقصاء فان الحياة الزوجين لا تحتمل هذه اللغة وسوف تتعرض لكسور معنوية نفسية اجتماعية ولعل من لطائف قوله تعالى ( فابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها ) اشارة الى تضييق دائرة الخلاف وتقليل عناصر المشاركة ,,ولو سألتم القضاة لوجدتم حرج القضايا الزوجية عندهم اكثر من القضايا المالية بل والجنائية ذلك انها ترتبط بالغائب من الذرية والقرابة وبحقوق معنوية وافضاء متبادل لا ينكشف الا بخراب الدار , وعليه فان البيوت عامرة بالتفاهم وليس بالتحاكم ولعل من حكم الله في الاحالة الى المعروف لاختلاف الازمة والامكنة واوضاع الناس غنى وفقرا قدرة وعجزا , والمعروف لغة محببه وبعيدة عن الحسم وفيها مساحة كبرى للمراودة والمفاوضة والمراجعة ,ولقد شاركت في بعض قضيا الخلاف الزوجي فوجدته اذا لجاء الى لغة الحقوق الواجبة تعرى عن لحمة الرحمة والمودة والرفق وهي لبنات ثمينة في الحياة الزوجية ,, وعرفت ايضا ان منشأ الخلاف توهم حقوق ليست واجبة ووعود حالمة وطيران في فضاء المقارنات والمجاراة ,عزف على وتر الحياة فمزقه ,,ومنها ايضا تعليق الزوجين بحقوق في العقد مكتوبة قد يتخذها اقل الطرفين مروءة وسيلة للاذى وبوابة للخلافة والجاء الى فراق عنيف وليس تسريح بمعروف