[التاجر]

رفقاً بالجيوب
د. عبد العزيز بن صالح الشاوي/وكيل كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم



لا يشك أحد أن المعلمة السعودية تتمتع بقدرة فائقة في أداء مهمتها التدريسية والتربوية، ونحن نلمس ذلك واقعاً في مستوى طالباتنا.
غير أن المشكلة الكبيرة عندما يتجاوز الأمر حد الحرص وطلب التميُّز والإبداع إلى إرهاق الطالبة وأُسرتها بقائمة لا تنتهي من الطلبات المكتبية والفنية.
وبحكم ارتباطي الوثيق بعدد كبير من الأُسر المحتاجة عبر المجمع الخيري في بريدة وجدت أن هذه القضية قد سببت إزعاجاً شديداً لدى الأُسر التي لا تستطيع تلبية ومتابعة القوائم التي تصدر من المعلمات طوال العام الدراسي خصوصاً مع تعدد الطالبات في مختلف المستويات لدى الأُسرة الواحدة مما دفع بعض الأُسر إلى حرمان بناتها من التعليم لهذا السبب، في الوقت الذي تكافح فيه الدولة الأمية بشتى السبل وبنفقات باهظة.
ولذلك تقوم الجهات الخيرية بتأمين الشنط والأدوات المدرسية للأسر المسجلة لديها إعانة لهذه الأسر في هذا المجال، وعوناً للطالبة على التّعلم في جو تعليمي مريح، تسوده المساواة والطمأنينة.وأنظمة وزارة التربية والتعليم تنص على توحيد الزي المدرسي للطالبات ومنع لبس الحلي واستخدام أدوات التجميل حتى لا تكون مدارسنا عروضاً للأزياء، ومجالاً لكسر قلوب الفقراء، فتخرج عن السبل المرسومة لها لتحقيق أهدافها الثقافية والتربوية.
وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا تعمد بعض المعلمات إلى الضغط على الطالبات لتأمين احتياجات الفصل الذي تشرف عليه، أو الرقي بالمستوى الشكلي لمادتها على حساب الطالبة وأسرتها، وتهدد الطالبة بالخصم من درجاتها وتأنيبها ولو كانت متفوقة علمياً إلا أنها لا تقدر على تأمين الطلبات المتكررة.إحدى المعلمات طلبت إحضار دفتر (60 ورقة) شريط، فأحضرت إحدى الطالبات دفتر (80 ورقة) شريط، فرفضت المعلمة قبوله وقامت الطالبة في الغد بتمزيق (20 ورقة) لعله يُقبل إلا أن المعلمة رفضت وطلبت دفتر كتب عليه (60 ورقة).
وأما معلمة الفنية، ورائدة الفصل ففي الطلبات حدِّث ولا حرج.
وفي تصوري أن هذه الطلبات إن كانت لازمة فالدولة بحمد الله تعالى قادرة على توفيرها للطالبات، وهي تقوم بتوفيرها للطالبات في معهد الخياطة وغيرها من التخصصات التي تحتاج إلى مواد فنية خاصة ومكلفة.
وإذا لم تكن هذه الطلبات لازمة فلماذا يشدد فيها على الطالبات وتهدد الطالبة بالخصم من درجاتها إضافة إلى التأنيب والتوبيخ والإكثار من الإحراج أمام الزميلات.أملي من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم ملاحظة الوضع ودراسته دراسة مستفيضة وإيجاد الحلول المناسبة، وهم بإذن الله قادرون على ذلك.


المصدر جريدة الجزيرة