[لسـ المواطن ـان]

.. : عناكب بريدة : ..

من حيلهم وتحايلهم .. ومن توسعهم بوضع اليد على كل مساحة مظلمة بهذه المدينة ، و نصبهم الفخاخ للناس ، وامتصاص كل مخزون مادي ، و معنوي ..!
ولأن هذا سلوكهم .. فقد شبهتهم بالعناكب .. !!
فمن هم يا ترى ..؟
إنهم بشرٌ أمثالنا .. وإن لم يكونوا فهم من النخب .. !!
ولكن ليس لهم ما لنا ، ولا عليهم ما علينا بهذه المساحة من الأرض ( بريدة ) المحببة إلى نفوس أهلها جميعاً حباً صادق قنوع .. وليس الحب لثراها محصوراً فقط على ذاك الإقطاعي ... ممن يحبون الأرض من أجل المال حباً جمّا ، ومن أجله .. هاهم يأكلون ثرانا أكلاً لما .. !!
إنهم أولائك الذين ترجموا حبهم للوطن ولمناطقه.. باستقطاعهم لها ..!! وكل أرض فضاء على حدٍ سواء .. الوعر منها ، والسهل الصغير منها .. أو اقتطاع بمساحات شاسعة نشاهدها على الأطراف ، وفي قلب المدن .. !!
وبدون مبالغة أقول : أن من هذه الأراضي ما قد تفوق بالمساحة بعض المدن .. وأحياناً وفي المواقع النائية .. تصل هذه المساحات المستقطعة أو تزيد على حجم دولة من الدول الصغيرة المعروفة .. !!
هي أراضي مهانة .. دون أي انتفاع بها ، إلا بكم غرس يعود لشخص شعاره التوسع بليل بدعوى الإحياء بلا حياء أو ذمة بغرسٍ إما أن يكون أثل ٍ أو نخلٍ لا حياة في غالبه.. لو جمعنا هذا الزرع بمساحة ... لكفته مساحة لا تتعدى ( 2000 ) م 2 . ولكن أجزم أنا أنها نسيج كذاك الذي تنصبه العناكب بصبرٍ لضحاياها .. ممن لا حول لهم ولا قوة .. !!.
نعم .. : إنها مساحات شاسعة أراها أنا ، والجميع في بريدة و غير بريدة أستولي عليها بوضع اليد وهي اليوم محجره محبّسه ، ممنوعة عن كل مواطن يريد الاستقرار ، و أبناءه داخل بيت يملكه .. وكم منا من يحلم بمساحة أرض تصلح لتعمير أو تكون بستان بسيط لهذه الأسرة ، وتلك .. ويكون عقار يتوارثه أبناء من عجز اليوم عن امتلاك لو حيّزاً بسيطاً على هذه الأرض المحتلة .. ! واعتذر عن هذه العبارة .. .
ولكن هي عبارة ذات ، وقع .. ، وواقع يعيشه الكثير ممن يحلم ببيت يشتريه .. أو يعمره على مساحة هي مُلكاً له .. يحفظ بها ماله ، من نزيف الإيجارات التي هي هدراً لمال ، وحال ، من يحلم بمساحة من الأرض تكون مملكته الخاصة ، وأماناً له ، و أبنائه من بعده .. بعيداً عن شبح الإيجارات .. وجشع أصحاب العقار الذي أصبح وحش يطارد الكثيرين اليوم .. !
فصارت الأحلام .. بالاستقرار والتملك هي اليوم أحلام يائسة صعب .. بل مستحيل تحقيقها في زمن فيه هؤلاء ( السماسرة ) .. بالرغم من كثرت هذه المخططات السكنية .. التي تحولت إلى كمائن ، ومتاريس يتربص بها أهل العقار ، ولصوص الأرض لكل مواطن يحلم ، أو يطمح .. فيجد فيها أو خلفها عناكب من البشر .. !! مصاصة للحال ، والمال .. متربصين كما تتربص " العناكب " لطرائدها.. !
والغريب أنهم صغار جداً في الحجم نسبةً لما يحتلونه من مساحة .. !! ولكن بالتزوير ، والحيلة ، مع الخداع .. كان لكمائنهم محيطاً ، وفاعلية ، وفتكاً يفوق فتك سموم العناكب . فمن زار ديارنا القصيم ، سيشاهد تلك المساحات الهائلة و الأراضي البكر ، وتلك الكثبان الرملية الخالية .. فمن رأى .. فلا يظن أنها آمنة حرة ..!!
بل هي رهينة عنكبوت .. أو مجموعة من العناكب الإقطاعية احتلتها أو على وشك ، يحولونها إلى كمائن وشباك صيد يصطاد بها كل مواطن .. يريد الهرب من أجرة منزلاً قد يعود ملكه لنفس هذا الإقطاعي الجشع .. !!
اعتذر لوطني ، وولاة أمري .
فقد كتبت قهراً هذا المقال .. بعدما شاب الرأس ، ولم استطع امتلاك ولو حيّزاً بسيط بهذا الوطن المسيًّج وكأنه محتل .. !
فمتى يعي المصلحون لهذا الخطر .. ؟