|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
24-11-2011, 07:35 AM | #1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
# نصائح وتوجيهات لحفظة كتاب الله تعالى #
لا شك أن حفظَ كتابِ الله تعالى من أجلِّ الأعمال , وأزكاها عند الله تعالى , والأدلة على ذلك أشهر من أن ترصَدَ , وإني أردتُ هاهنا أن أضع بعض النصائح والتوجيهات لمن أراد السير قدما في هذا النبراس لحفظ كتاب الله تعالى وإتقانه : أولاً : اجعل عملك أخي المسلم خالصاً لوجه الله تعالى , لا تريد به رياء ولا سمعة , ولا جاهاً أو دنيا , فحفظ كتاب الله تعالى عبادة عظيمة {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} (11) سورة الزمر , وما كسب المؤمن عملا أعظمَ من الإخلاص , ومن فَقَدَ الإخلاص فقد خسر دينه وآخِرَتَه : {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} (20) سورة الشورى ثانياً : استعن بالله تعالى وتوكل عليه , فهو خير مُعِينٍ على أداء هذه المهمة الجليلة , قال تعالى : {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} (3) سورة الأحزاب , وقد جمع الله تعالى بين العبادة والاستعانة في فاتحة الكتاب : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (5) سورة الفاتحة . ثالثاً : قال الكسائي رحمه الله : ( القراءةُ سُنَّةٌ مُتَّبَعَة ) والمعنى : أن قراءة القرآن لا تخضع لمقاييس المتعلمين , بل تؤخذ بالرواية من أفواه الرجال , فقراءة القرآن وضبطُه لا تتم إلا بالتلقِّي , ولا يمكن لأكبر متعلم في الدنيا أن يقرأ من المصحف من غير معلم إلا ويخطئ في قراءته . وقد قال العلماء السابقون : لا تأخذوا العلم من صُحُفِيّ , ولا مُصْحَفِي . أي من كان عِلْمُه من الكتاب , والمصاحف فهو مخطئٌ لا محالة . وقال آخر : من كان شيخُه كتابَه , كثر خَطؤُه وقلَّ صوابُه . هذا في سائر العلم , وهو في كتاب الله تعالى أظهر وأولى . ولهذا فإن الاقتصار على قراءة القرآن بالقراءة من المصحف , أو السماع من المسجل خطأ فادح يقع فيه بعض متعلمي القرآن , ومبتغي حِفظِه . ولهذا يجب على حافظ القرآن أن يقرأ القرآن سماعاً على من يتقِنه , ليتوقى اللحنَ والخطأ . رابعاً : حينما يتقن تلاوة القرآن , فإن عليه أن يديم النظر إلى المصحف حين يريد الحفظ , ليحفظ أماكن الآيات , والأوجه , وبداية السور وأماكنها , لأن حفظ مكان الآية , ومعرفة بداية الأوجه ونهايتها يترسخ في العقل الباطن للحافظ , فيعينُه – بإذن الله – على ضبط المحفوظ وإتقانه . خامساً : على من أراد الحفظ أن يبدأ بالتدرج , فيتقن قصار السور , ثم المفصل , ثم بعد ذلك ينتقل إلى أول المصحف مع سورة البقرة , لأن البداية مع البقرة من أول الأمر يفوت عليه ضبط آخر المصحف , وهو الذي يحتاج إليه الحافظ بكثرة في الصلاة والتعليم , والبداءةُ من آخر المصحف وانتهاءً بأوله فيه سوء تنظيم للحفظ في الذهن , فالتوسط أمر حسن . تحفظ الأجزاء الخمس الأخيرة من المصحف , ثم بعد ذلك الانتقال إلى أول المصحف . سادساً : التكرار الكثير هو أكبر سلاح لإتقان الحفظ وجودَته , وحينئذٍ على الحافظ أن يكرر المحفوظ كثيراً , دون أن يسأم أو يمل . وقد سمعت أحد مشايخ شنقيط يتحدث عن طريقتهم في الحفظ , فيقول : إنهم يكررون المقطع مائة مرة .. وهكذا فليكن الحفظ . سابعاً : اختيار الوقت المناسب للحفظ يساعد على ترسيخه لدى الحافظ , وأحسن الأوقات بعد صلاة الفجر , أو قبل صلاة الفجر لمن وفقه الله تعالى للنوم المبكر . ثامناً : قراءة المحفوظ في الصلاة , لأن قراءة المحفوظ في الصلوات السرية أو الجهرية ( للإمام ) يساعد على ترسخ المحفوظ , وإن من الملاحظ لدى كثير من الناس مِمَّنْ مَنَّ الله عليهم بحفظ شيء من القرآن يدمنون على قراءة سور معينة في صلواتهم , مما يفقدهم ضبط كثير مما حَفِظوه . وقد حدثني أحد الفضلاء بأنه له ختمة خاصة في صلاته تستغرق منه ثلاثة أشهر تقريبا , يبدأ من البقرة حتى نهاية المصحف , يقرأ في الصلوات السرية , وفي السنن , وبعد كل صلاة أفتح المصحف لتأكد من آية شككت فيها , ونحو ذلك . وإني أنصح كل إمام منَّ الله عليه بحفظ القرآن أن يقرأ القرآن كله في صلاة التراويح حفظا , دون أن يستعين بمصحف الجيب أو نحو ذلك , لأن بعض الشباب حافظ , ولكنه يخاف من قراءة القرآن حفظا أمام الناس , خشية الوقوع في الخطأ , وهذا خطأ ظاهر , لأنك ربما تخطئ في البداية , ولكن مع الوقت سيزداد حفظك إتقانا وضبطا , والتجربة خير برهان . تاسعاً : على حافظ القرآن أن يقرأ في تفسير كلام الله تعالى ليجمع بين الحفظ والفهم , وذلك نور على نور , ولأن فهم الآيات يعين على الحفظ والإتقان , وما قيمة الحفظ إذا لم يكن معه فهم للمحفوظ . وإن من أبرز أهداف حفظ القرآن الكريم أن يكون لدى الحافظ قدرة على الاستدلال بآياته في مواطن الاحتجاج , ولا يتأتى له ذلك إلا بالفهم والعلم . وليس مطلوبا منه أن يقرأ أمهات التفسير , ولكن عليه أن يقرأ بعض التفاسير الموجزة التي تدلُّه على المعنى مثل : تفسير الجلالين , تفسير البغوي , تفسير السعدي , تفسير أبي بكر الجزائري ( أيسر التفاسير ) , مختصر تفسير ابن كثير للصابوني .. عاشراً : التركيز على المتشابهات في القرآن , واستحداث القواعد الخاصة بذلك , مما يساعد على الضبط , والاطلاع على ما ألف وكتب حول هذا الموضوع مثل كتاب : الضبط بالتقعيد للمتشابه اللفظي في القرآن المجيد تأليف : فواز الحنين , وآيات متشابهات الألفاظ في القرآن الكريم .. للشيخ عبد المحسن العباد , وغيرها كثير . وفي النهاية , عليك أخي الكريم أن تتقي الله تعالى في نفسك , وأن تتعاهد نفسك عن المعاصي والذنوب , وأن تسارع للتوبة والاستغفار إن زلت بك القدم , لأن الله تعالى يقول : " واتقوا الله ويعلمُكم الله " , وما أجملَ قولَ الشافعي : شكوتُ إلى وَكيعٍ سُوءِ حِفْظِي ... فأرْشَدَني إلى تَرْكِ الْمَعاصِي وقالَ اعْلَمْ بأن العلــمَ نورٌ ... ونورُ الله لا يُهْدى لعاصي نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته , وأن يهدِيَنا للتي هي أقوم , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أخوكم : علي بن سليمان الحامد
28/12/1432 هـ
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
|
الإشارات المرجعية |
|
|